إيلاف من الرياض، وكالات: ذكرت وكالة الأنباء العالمية رويترز اليوم أن الحكومة السعودية تعتزم تنفيذ مشروع لتطوير ما لا يقل عن أربع quot;مدن اقتصاديةquot; يتوقع كثيرون أن تكون بمنأى عن تدخل الشرطة الدينية في الحياة الاجتماعية وأماكن العمل والتعليم. وقالت الوكالة أن المرأة ستكون قادرة على قيادة السيارة داخل تلك المدن التي قد تضم ايضا دور سينما.

وهناك بالفعل في هذا البلد البالغ عدد سكانه 25 مليون نسمة بعض المناطق التي لا يشاهد فيها أعضاء جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المكلفين بالحفاظ على quot;الآداب العامةquot;بكثافة أو سلطة مطلقة. وهذه المدن هي جدة البالغ عدد سكانها نحو ثلاثة ملايين نسمة ومنطقة تضم مدن الخبر والظهران والدمام يسكنها نحو مليوني شخص.

وتحمل جدة شعار quot;جدة غيرquot; أي جدة مختلفة ويقضي سكان الرياض عطلاتهم الصيفية في المدينة المطلة على البحر الأحمر حيث تتنقل النساء المحليات دون غطاء للوجوه بين الأسواق التجارية أو يجلسن حتى ساعات متأخرة من الليل في مقاه لتدخين النرجيلة. حيث تعتبر جدة من أهم المدن السعودية التي تظل ساهرة حتى شروق الشمس, وفيها المتنزهات البحرية والفنادق أكثر من غيرها من المدن.

ويتجنب أفراد جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الحي الدبلوماسي في الرياض ومدينة الظهران في المنطقة الشرقية بالمملكة حيث توجد مقار ارامكو إضافة إلى وجود أعداد كبيرة من العاملين من الجنسية الأمريكية وعدد من الجنسيات الأوروبية. ويقول سكان المنطقة الشرقية أن جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تتجنب ايضا مدينة الخبر لكن وجودها قوي في مدينة الدمام المجاورة.

وشهدت السعودية خلال الأشهر القليلة الماضية، عدة محاولات للنساء لقيادة السيارات، وجاءت حادثة الفتاة الأفريقية التي قادت سيارة مسروقة وهي في حالة سكر، في منطقة المدينة المنورة، لتكمل مسلسل الحوادث النسائية التي شهدته السعودية خلال الشهرين الماضيين. ففي شهر حزيران (يونيو) الماضي، لقيت سيدة مسنة تبلغ من العمر 72 عامًا حتفها في حادث مروري تعرضت له وهي تجلس خلف مقود سيارة حفيدها من نوع quot;هايلوكسquot; بعد أن ارتطمت بشاحنة أثناء خروجها من مزرعة في منطقة حائل quot;شمال السعوديةquot;.

وفي يوليو المنصرم، لفظت سيدة سعودية أنفاسها على طريق الملك عبدالله في العاصمة الرياض، على أثر حادث مروري مروع تعرضت له وهي تقود سيارة شقيقها بسرعة جنونية، وفي الشهر نفسه، تعرضت سيدة أخرى، كانت تقود سيارة لحادثة انقلاب في منطقة نجران quot;جنوب السعوديةquot;، وخلفت تلفيات كبيرة دون إصابات. وفي جدة، قبضت أجهزة الأمن مؤخرًا على فتاة سعودية كانت تقود سيارة أسرتها في حي العزيزية، وأطلق سراحها بالكفالة.

وفي الوقت الذي تتحفظ فيه هيئة كبار العلماء السعودية على قيادة المرأة للسيارة، من خلال الفتوى التي صدرت في العام 1990 وتعتبر ذلك أمرًا مخالفًا للدين الإسلامي، يتفق مسؤولون كبار في الدولة مع بعض رجال الدين المعتدلين على أن قيادة المرأة للسيارة مسألة اجتماعية بالدرجة الأولى، ولا يوجد نص بين التحريم.

وكان عضو مجلس الشورى السعودي محمد آل زلفة، تقدم في العام 2005 بتوصية تتضمن 18 سببًا تبرر السماح للمرأة بقيادة السيارة، مطالبًا برفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة، غير أن المجلس رفض التطرق إلى هذه القضية، وأكد على لسان رئيسه الشيخ صالح بن حميد، في حينها أن المجلس غير مختص بمناقشة هذه القضية.

يذكر أن إحصاءات رسمية في السعودية، تؤكد أن هناك 98 ألف سيارة مسجلة باسم سعوديات، فيما تبلغ نسبة تملك السعوديات للسيارات في الرياض وحدها 25 في المئة، وتملك سيدة سعودية بمفردها نحو 630 سيارة. وهذه الإحصائية تعني تملك النساء للسيارات دون قيادتها .