فالح الحمراني من موسكو: يحاول الاتحاد الاوروبي اليوم الاثنين ممارسة الضغط على روسيا لجعلها تسحب ما تبقى من قواتها المسلحة في الجيوب الجورجية، وفقا لخطة وقف اطلاق النار التي تباينت قراءة المؤسسات الدبلوماسية لنصوصها.ولكن روسيا حسب مصادر مطلعة اعدت ايضا خطة طريق للتسوية تشمل على توفير ضمانات امنية دولية لضمان السلام في القوقاز وتوقيع جورجيا مع الجمهوريتين الانفصاليتين اتفاقية عدم استخدام القوة ونشر شرطة ومراقبين دوليين في منطقة النزاع.

وسيترأس الرئيس الفرنسي نيكور ساركوزي وفد الاتحاد الاوربي الذي يصل موسكو، حيث سيلتقي بعد ساعات بالرئيس دمتري ميدفيديف ويبحث معه افاق حلحلة الازمة الناشبة.وكان الاتحاد الاوربي قد شكى من ان الرئيس ميدفيديف لم يرسل quot; اشارة توحي بانه سيتم التوصل الى حل وسطquot;. وسيركز زعيما البلدان على ازالة الخلافات، حول المسافة التي على روسيا سحب قواتها لها من جورجيا، اضافة الى نشر المراقبين في منطقة النزاع.

ويضع الرئيس الفرنسي رهانات كثيرة على نتائج زيارته لموسكو، لتحقيق طموحاته للبرهة على الدور الاروربي الفرنسي في تسوية الخلافات الاقليمية والدولية، واستثمار فترة ترؤسه للاتحاد الاوروبي للاعلان ان اوروبا/ فرنسا طرف مستقل في التعاطي مع القضايا الدولية الحادة، قد تختلف في مفرداته واسلوب تجسيده مع الحليف الاستراتيجي الولايات المتحدة الامريكية ورؤيته للامور، وتجلى ذلك بضوح في تكثيف ساركوزي دوره في التسوية بالشرق الاوسط وفي الشان الافريقي. ورددت الدبلوماسية الفرنسية عشية وصول ساركوزي ما يحلو للاذن الروسية ان تسمعه، برفضها لغة فرض العقوبات وانتقادها تواجد البوراج العسكرية الامريكية والاطلسية في البحر الاسود قرابة الساحل الروسي.

ولكن الافق الذي ينتظر ساركوزي بموسكو مازال غامضا، وان كان سيكسب الرئيس الفرنسي خلاله نقطة نصر جديدة في حقيبته السياسية. وذلك لان روسيا تعطى تفسيرا مغايرا للتفسير الاوربي لاتفاقية وقف اطلاق النار وليها حسابات كبيرة في النزاع.لذلك سيكون ليس من السهولة اقناع روسيا على تنفيذ اتفاقية 12 اغسطس، فروسيا غاضبة ايضا من التواجد العسكري الغربي على تخومها.

وستلتزم روسيا الى حين في موقفها المتشدد، فمن صالحها الان تحويل الخلافات في المسار في المباحثات لمناقشة القضايا الفنية وليس جوهر النزاع وتجنب الضغط الغربي بالتراجع عن اعترافها باوسيتيا الجنوبية وابخازيا والاعتراف بكونهما جزء لايتجزء من جورجيا.

وترصد موسكو ان الاتحاد الاوربي غير معني الان بالتصعيد معها ولا بتعريض العلاقات معها الى ازمة، وان الرئيس الفرنسي معني اكثر بالحصول على نقاط سياسية ولو شكلية، ولذلك سيوافقها على تأجيل النظر بالقضايا الجوهرية في النزاع.لذلك فان موسكو ستوافق على تواجد المراقبين الدوليين من منظمة الامن والتعاون الاوربي بجورجيا لمراقبة تنفيذ خطة ساركوزي ميدفيديف وتتعهد بسحب قواتها بالقريب العاجل. حسب تطور الوضع. ان الرئيس ساركوزي يراهن في مباحثاته بموسكو بالحصول على الحد الادني من التنازلات الروسية للتمهيد للخطوة الاخرى التي لن يكون مسؤلا عنها ولكنها ستعزز مواقعه بفرنسا واوربا ايضا.