محمد حامد ndash; إيلاف : أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، في الجلسة الافتتاحية للأمم المتحدة لفصل الخريف، أن الاضطراب الحالي في وول ستريت يعود إلى التدخل العسكري الاميركي في الخارج وأعلن أنه يأمل أن تتراجع الإدارة الاميركية الجديدة عن منطق بوش باستخدام القوة، كما أكد أيضا في مقابلة له مع صحيفة التايمز بأن إسرائيل دولة مشؤومة وأن وثائق الاستخبارات الغربية التي تتعامل مع الهدف السلمي للبرنامج النووي الإيراني كانت وثائق مزيفة تماما.
وقد افتتحت الجمعية العامة للأمم المتحدة دورتها السنوية يوم الاثنين بحالة من التحذير من الأزمة المالية العالمية. حيث قال السكرتير العام بان كي مون بأنه قلق على جهوده لضمان زيادة المساعدات من الأمم الغنية لمساعدة الدول الفقيرة، وأنه قلق أيضا من ارتفاع أسعار الطعام وأسعار الطاقة.
وقبل الوصول إلى جدول المناقشات بشكل تفصيلي، أعلن أحمدي نجاد ملاحظة استفزازية في جناح فندق مانهاتن ميدتاون الذي تحيط به الحراسة المشددة، حيث قال: إن المشكلات لا تظهر فجأة. لقد ارتكبت حكومة الولايات المتحدة الاميركية سلسلة من الأخطاء في العقود الزمنية الماضية. أولا، فرض الضرائب الإضافية على اقتصادها المثقل بالتورط العسكري في جميع أنحاء العالم..... مثل الحرب في العراق. فتلك جميعها تمثل تكاليف ثقيلة على الاقتصاد الاميركي، كما أضاف بأن الاقتصاد العالمي لم يعد قادرا على تحمل النقص في الميزانية والضغوط المالية التي تحدث في الأسواق هنا في الولايات المتحدة وتدخل حكومة الولايات المتحدة الاميركية.
وقد قامت العديد من التكتلات عبر أروقة الأمم المتحدة بتعبئة حوالي 3000 شخص بواسطة ائتلاف من معظم الجماعات اليهودية المعارضة لتهديدات أحمدي نجاد ضد إسرائيل وسجل حقوق الإنسان الإيراني.
وفي فيينا، اتهم رئيس الوكالة الذرية للطاقة الدولية، محمد البرادعي، إيران بأنها تعيق جهوده لتوضيح مدى قيامها بإجراء تجارب ودراسات سرية خاصة ببرنامج الأسلحة النووية. وإن الشكوك حول متابعة إيران محاولاتها من أجل حيازة تلك الأسلحة قد توسطت مركز الأحداث في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الخريف الماضي ووضعت أحمدي نجاد في دائرة الضوء. وخلال هذا العام ومع حدوث انشقاق داخل مجلس الأمن بشأن العقوبات الشديدة على إيران بدا أحمدي نجاد هادئا وواثقا.
حيث قال: إننا لا نؤمن بأن سياسة الولايات المتحدة التي تنظر إلى بقية العالم كميدان للمواجهة، سوف تأتي بنتائج طيبة. وقد كان الزعيم الإيراني مرتديا معطفا رماديا فوق قميصا جلديا خفيفا مع حزام جلدي أنيق، وكان يبتسم بشكل متواصل حتى عندما كان يتحدث عن بوش الذي تحدث إلى الجمعية العامة اليوم. إن سياسات الولايات المتحدة، كما قال الزعيم الإيراني، قد سببت الضرر لكل شعوب العالم.
وقد رفض أن يقول إذا كان يفضل المواجهة مع الإدارة الجمهورية بقيادة جون ماكين الذي يعارض التفاوض مع إيران أم مع الإدارة الديمقراطية بقيادة باراك أوباما. حيث يقول أوباما بأنه سوف يتفاوض مع إيران وفق شروط معينة. فلم يحدد اتجاه إيران ممن سيخلف بوش.
وقال: إن أية حكومة تأتي إلى السلطة في أميركا يجب أن تغير الاتجاهات السياسية السابقة. وأضاف أنه كان مستعدا للتحدث مع أي من المرشحين عندما كان في نيويورك هذا الأسبوع، حيث قال: إننا نتطلع إلى تكوين علاقات صداقة.
وفي تعليقات صدرت عنه مؤخرا في إيران استبعد أحمدي نجاد لهجة التهديد. حيث كرر في اللقاء بأن إيران تسعى إلى إحداث تغيير في السلطة في الأرض المقدسة بواسطة إجراء انتخابات تتوقع أن يشارك فيها الفلسطينيون واللاجئون الذين يفوقون عدد اليهود ويصوتون لصالح حكومة واحدة تضم ما يعرف الآن بإسرائيل والضفة الغربية وشريط غزة الساحلي.
إن فكرة الدولة الواحدة، والتي روج لها العديد من الفلسطينيين، تعارضها بشدة إسرائيل والولايات المتحدة والحكومات الغربية الأخرى في محاولة لعقد صفقة إنشاء دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. وقد قال أحمدي نجاد أن سوف يقدم هذا الاقتراح إلى بان كي مون والذي تقابل معه يوم الاثنين الماضي.
وخلال مناقشة احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، أعلن الزعيم الإيراني عن رفضه لقبول ما يسمى بالمحرقة كحقيقة تاريخية، حيث سأل في إشارة إلى اليهود الذين أسسوا دولة إسرائيل في فترة ظهور النازية في أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية: من هؤلاء؟ ومن أين أتوا؟
وقد تحدث باللغة الفارسية أثناء اللقاء حيث كان هناك مترجمة تقوم بالترجمة ، وعندما جاءت المترجمة إلى جملة أولها تقول فيها: إننا نتفق........... قاطعها أحمدي نجاد وصححها قائلا: إذا اتفقنا وقبلنا أن أحداثا معينة قد حدثت أثناء الحرب العالمية الثانية.
ثم جاءت الجملة الثانية قائلا: أين حدثت تلك الأحداث إذا؟ في المانيا، أم في بولندا.... الآن ما الذي يحدث في فلسطين؟ لماذا إذا ينبغي على الشعب الفلسطيني أن يدفع الثمن؟
وقد قال أحمدي نجاد إنه لم يكن مهتما بجهود إسرائيل في المفاوضات غير المباشرة من خلال وسطاء أتراك للتودد إلى سوريا وإبعادها عن التحالف مع إيران. إن إسرائيل تريد من سوريا أن توقف عمليات الجماعات المناضلة، وبالتالي سوريا تبحث عن دور في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967.
وقد قال الزعيم الإيراني: إننا نؤمن بأن الحرية في مرتفعات الجولان هي ما لا تريده الحكومة الصهيونية. ونحن نعتقد أنه من غير المحتمل جدا أن الحرية قد تأتي نتيجة المفاوضات.
وقبل أن يصل الزعيم الإيراني إلى مقر الأمم المتحدة، أعلن بان للمراسلين الصحافيين أنه سوف يطلب منه توضيحا لمراوغة إيران عن الكشف عن برنامجها النووي لهيئة الطاقة الذرية العالمية التابعة للأمم المتحدة.
وقد ذكرت وكالة الطاقة بأن لديها وثائق استخباراتية من 10 دول تكشف عن أن إيران قد أجرت تجارب يورانيوم سرية واختبرت مواد متفجرة وتصميمات قنابل تتلاءم مع الأسلحة النووية. وخلال اجتماع وكالة الطاقة في فيينا يوم الاثنين، أعلن البرادعي أن إيران قد فشلت في فتح ملفاتها أو إعطاء تأكيدات موثوق بها عن طبيعة تلك الأنشطة.
وفي المقابلة الصحافية أعلن أحمدي نجاد بأن وكالة الطاقة الذرية كانت تقدم استفساراتها تحت ضغط من الولايات المتحدة الاميركية، حيث أكد قائلا: إن جميع الوثائق التي تتحدث عنها وكالة الطاقة هي وثائق مزيفة تماما، وفي حقيقة الأمر إنه لأمر مضحك وسطحي بحيث يمكن لطفل في المدرسة أن يضحك عليه ويسخر منه. ويجب على وكالة الطاقة الذرية أن تتصرف باستقلالية.
ومن غير المحتمل أن تنال الولايات المتحدة الموافقة هذا الأسبوع على تمديد العقوبات المالية والتجارية ضد إيران لأن روسيا تعارض الفكرة كما أن الصين تمانع أيضا. وقد اعترف أحمدي نجاد بأن العقوبات المفروضة على إيران، والأزمة المالية العالمية والحروب في العراق وأفغانستان قد أضرت بالاقتصاد الإيراني المعتمد على النفط، والذي أصيب بالتضخم والبطالة .
ولكن الزعيم الإيراني، الذي يسعى إلى إعادة انتخابه العام القادم، قد اختلف بشدة مع الصحفيين الغربيين والمراقبين المستقلين الآخرين الموجودين في بلده وزعم بأن 98% من الإيرانيين يؤيدون حكومته وأنه ليس لديه شعبا فقيرا أو شعبا يعيش تحت خط الفقر كما يوجد في الولايات المتحدة الاميركية.
التعليقات