بعثة الامم المتحدة تعلن ضوابط تصويت الأقليات العراقية
واشنطن وبغداد تبحثان آليات الانسحاب وسط تردد أميركي

أسامة مهدي من لندن: بحث قادة ومسؤولون عسكريون عراقيون واميركيون وضع آليات انسحاب القوات الاميركية من العراق وسط تأكيدات بأن قائد العمليات العسكرية في العراق وافغانستان ديفيد بيتريوس ورئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الادميرال مايك مولن لم يتوصلا بعد إلى اتفاق بشأن كيفية وضع جدول لخفض حجم القوات الأميركية في العراق... بينما أصدرت بعثة الامم المتحدة في العراق ضوابط تصويت وترشيح افراد الاقليات العراقية في انتخابات مجالس المحافظات التي ستجري بنهاية الشهر الحالي. فقد بحثت اللجنة التنسيقية العليا للعمليات لمتابعة تنفيذ اتفاقية سحب القوات التي دخلت حيز التنفيذ في الاول من العام الحالي اجتماع في بغداد بمشاركة وزير الدفاع العراقي عبد القادر العبيدي ورئيس أركان الجيش بابكر زيباري اضافة الى مجموعة من كبار القادة والضباط ورؤساء اللجان الفرعية التي انبثقت عن اللجنة الرئيسية العليا عن الجانب العراقي والجنرال لويد اوستن الرجل الثاني في قيادة القوات الاميركية في العراق وقادة وضباط اخرون عن الجانب الاميركي.

بحثت وضع الآليات والصيغ النهائية لتنفيذ اليات تنفيذ اتفاقية سحب القوات ورفع توصيات بصدد ذلك الى إلى اللجنة العليا ثم إلى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بصفنه القائد العام للقوات المسلحة ولجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب عن سير تنفيذ الاتفاقية التي وقعها البلدان في الرابع عشر من الشهر الماضي والتي تنظم تواجد القوات الاميركية في العراق وانسحابها التدريجي حتى نهاية عام 2011 برحيل اخر جندي اميركي. وتقضي الاتفاقية ايضا بانسحاب هذه القوات من المدن والبلدات العراقية في الثلاثين من حزيران (يونيو) المقبل. ونصت الاتفاقية على تشكيل لجنة وزارية عاليا مشتركة من قادة البلدين العسكريين تتولى بحث الامور المتعلقة بتفسير وتنفيذ هذه الاتفاقية كما تقوم بتشكيل لجنة مشتركة لتنسيق العمليات العسكرية.

ويأتي هذا الاجتماع وسط تأكيدات بأن قائد القيادة المركزية المشرفة على العمليات العسكرية في العراق وافغانستان ديفيد بيتريوس ورئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الادميرال مايك مولن ldquo;لم يتوصلاrdquo; بعد إلى اتفاق بشأن كيفية وضع جدول لخفض حجم القوات الأميركية في العراق. وقالت شبكة quot;سي ان ان quot; الاميركية أن ldquo;قادة عسكريين أميركيين كبار في العراق ما زالوا مترددين بشأن اجراء خفض للقوات الاميركية في البلادrdquo;. وأوضحت انه ldquo;على الرغم من ان الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما سيصبح القائد العام للقوات المسلحة بعد اسبوعين من الان، الا ان بعض القضايا العسكرية الرئيسة ما زالت تنتظر حلا بشأن خفض حجم القوات الأميركية في العراق وزيادتها في افغانستانrdquo;.

ففي اجتماع مغلق عقده الاثنين الماضي في البنتاغون مسؤولون عسكريون اميركيون مع رئيس هيئة الاركان المشتركة والجنرال ديفيد بيتريوس المسؤول عن ادارة الحرب في العراق وافغانستان لم يتم التوصل الى اتفاق على خطط القوات الاميركية في كلا البلدين. وقال المسؤولون ان الاجتماع كان مهما وموسعا وعقد في غرفة الاجتماعات الحساسة والسرية بالوزارة واشاروا الى ان هناك خطة من عشر صفحات اعدتها القيادة المركزية تدعو لاجراء خفض بطيء جدا تبدأ من الان حتى نهاية العام 2011 وهو الموعد الذي يفترض ان تغادر فيه القوات الاميركية العراق بموجب شروط الاتفاقية بين البلدين.

واشار مسؤول الى ان بيتريوس وقادة كبار اخرين في العراق ما زالوا مترددين في الموافقة على أي خفض نوعي للوحدات قبل اكثر من ستة شهور من الموعد المحدد بسبب الوضع الامني غير المستقر والانتخابات المقبلة في العراق التي ستجري في نهاية الشهر الحالي. وقال المسؤول ان ldquo;حقيقية النقاش تتعلق بتوقيت ومخاطر خفض حجم القوات في العراقrdquo;.

ومن المتوقع ان ان يعمد اوباما حال تسلمه مهامه قريبا بطلب من القادة وضع خطة لتنفيذ انسحاب للقوات على مدى 16 شهرا كما وعد في اثناء حملته الانتخابية. وليس من الواضح ما اذا ستوصي هيئة الاركان المشتركة والجنرال بيتريوس بوجود مخاطر غير مقبولة يتضمنها خيار السحب السريع. وقال احد المسؤولين الذين كشفوا هذه المعلومات للشبكة انه ldquo;على ان على الرغم من ان واشنطن وبغداد اتفقا على انسحاب كامل القوات الاميركية من العراق في العام 2011 الا ان هناك فهم عام في اوساط العسكريين الخاصة في كلا الجانبين ان من الممكن بقاء بعض من تلك القوات او في الجارة الكويت من اجل توفير المساعدة في مجالات رئيسة مثل التدريب، وتامين الحدود، وتوفير القدرات الجوية هذا فضلا عن ان اوباما كان قد قال انه يريد الابقاء على ما اسماها بالقوة المقيمة في العراقrdquo;.

وفي وقت سابق اليوم دعا المالكي القوات المسلحة الى الاستعداد لتسلم الملف الامني في جميع المحافظات العراقية تمهيدا لانسحاب القوات الاجنبية كما قال بيان صحافي لمكتبه الاعلامي الى quot;ايلافquot;. وقال المالكي في رسالة الى القوات لمناسبة نجاح الخطط الامنية في تحقيق امن المشاركين بمناسبة عاشوراء امس quot;ان هذه النجاحات الكبيرة تأتي في ظل استتباب الأمن والاستقرار وهزيمة الجماعات الارهابية والخارجين عن القانون بعد زيادة اقتدار قواتنا المسلحة والاجهزة الامنية وتعاون المواطنين معها والنجاح في اخماد نار الفتنة الطائفيةquot;. وطالب المالكي القوات المسلحة والاجهزة الامنية بمواصلة جهودها واستكمال استعداداتها لتكون قادرة على استلام الملف الامني في عموم المحافظات تمهيداً لانسحاب القوات الاجنبية وفق المواعيد التي اقرها اتفاق سحب القوات الاجنبية. وكان المالكي بصفته قائدا عاما للقوات المسلحة قد شكل لجنة عليا لامن الاحتفالات تضم ضباطا من مكتبه ووزارات الدفاع والداخلية والامن الوطني من اجل متابعة تنفيذ الخطط الامنية الموضوعة لهذا الغرض.

الامم المتحدة تصدر ضوابط تصويت الاقليات العراقية

اعلنت بعثة الامم المتحدة في العراق اليوم ضوابط تصويت العراقيين من ابناء الاقليات موضحة انه يحق للجميع التصويت لمرشح مكونواحد وان التصويت سيجري لمرشحي المكون في محطات الاقتراع وحواجز التصويت ذاتها التي تجري فيها عملية التصويت العام. واكدت انه لن يكون هنالك ورقة اقتراع منفصلة للمكونات. واشارت البعثة في تعليمات اصدرتها اليوم الى انه قد تم إصدار تعديل على قانون انتخابات المحافظات لعام 2008 بعد المشاورات التي جرت في مجلس النواب في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي حيث خصص التعديل مقاعد إلى ثلاث مكونات في ثلاث محافظات كالآتي:
بغداد: مقعد 1 للمسيحيين وآخر للصابئة.
نينوى: مقعد 1 للمسيحيين، و1 لليزيديين، و1 للشبك.
البصرة: مقعد 1 للمسيحيين.

وقالت ان المفوضية العليا المستقلة للانتخابات قد طلبت من أولئك الذين عرّفوا أنفسهم كمرشحي مكونات بنقل أسمائهم من قائمة كيان سياسي إلى قائمة مكون. واكدت اكتمال هذه العملية مشيرة الى انه تم نقل أسماء جميع الراغبين بالمشاركة في المنافسة إلى قوائم مكونات. وقد تم إخضاع مرشحي المكونات للشروط التأهيلية ذاتها التي خضع لها المرشحين الاعتياديين والتي يجب الموافقة عليهم من قبل هيئة المسائلة والعدالة (quot;هيئة اجتثاث البعثquot;) واعتمادهم من قبل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات. ستدرج أسماء مرشحي المكونات على ورقة الاقتراع ذاتها التي تدرج فيها أسماء المرشحين الاعتياديين لتلك المحافظة.

وقد سمحت مفوضية الانتخابات أيضاً بتسمية بديلين لمرشحي المكونات في حالة الوفاة أو العجز أو أي سبب آخر يمكن أن يحول دون أداءهم مهام المنصب الذي انتخبوا إليه. حينها سيشغل البديل الأول المقعد للفترة المتبقية من دورة المجلس. اما بالنسبة للتصويت لمرشحي المكوناتالممثلة للاقليات فقد اشارت البعثة الى انه يحق للجميع التصويت لمرشح مكون وسيجري التصويت لمرشحي المكون في محطات الاقتراع وحواجز التصويت ذاتها التي تجري فيها عملية التصويت العاموقالت انه لن يكون هنالك ورقة اقتراع منفصلة للمكونات.

واوضحت انه ستدرج أسماء الكيانات السياسية ومرشحي المكونات في نفس ورقة اقتراع الكيانات السياسية الاعتياديةكما ستدرج قائمة أسماء مرشحي المكونات في حقل خاص من ورقة الاقتراع، والتي سيكون لونها مختلفاً عن حقول القائمة الاعتيادية. واضافت انه يحق للناخب التصويت لقائمة اعتيادية ومرشح واحد، أو لقائمة مكونة ومرشح واحد. وقالت ان عملية عد أصوات مرشحي وقوائم المكونات ستجري في نفس الوقت الذي تجري فيه عملية عد أصوات القوائم العامة في محطة الاقتراع تلك (إلا في حالة كون الناخب نازحاً أو قد تم إدراجه ضمن فئة الناخبين المتضمنة الجيش أو الشرطة أو المعتقلين أو الناخبين الراقدين في المستشفيات) والذين ستجري عمليات تصويتهم قبل يومين من موعد الانتخابات اي في 28 من الشهر الحالي.

وقد تقدم للترشيح عن الاقليات العراقية 11 كيانا سياسيا من بين 401 كيانا ستخوض الانتخابات من خلال 14300 مرشح للتنافس على 440 مقعدا في مجالس المحافظات الاربعة عشر التي ستجري فيها الانتخابات من بين محافظات البلاد الثمان عشرة بعد تأجيل التصويت المحافظات الاربع الاخيى وهي كركوك الشمالية المتنازع عليها ومحافظات اقليم كردستان الثلاث وهي اربيل والسليمانية ودهوك.