نجلاء عبد ربه من غزة: مع تواصل القصف الإسرائيلي اليومي على كافة أرجاء محافظات قطاع غزة، وزيادة عدد الضحايا الفلسطينيين، يشعر العديد من المواطنين العرب أنهم بحاجة ماسة إلى حمل quot;الريموت كونترولquot; بين أيديهم طوال فترة جلوسهم في البيت، وتغيير المحطات الفضائية من الجزيرة إلى العربية إلى الأقصى وفضائية فلسطين، ليتابعوا آخر المستجدات التي تدور في غزة أولا بأول.
الفلسطينيون في الخارج، غلب عليهم البؤس والخوف، وباتت الإتصالات من كافة دول العالم من فلسطينيي الشتات لأهاليهم في قطاع غزة للإطمئنان على وضعهم. وقالت فاديا مهران من لبنان لإيلاف في حوار معها عبر برنامج المحادثة quot;الماسنجرquot; أنها تتصل بإستمرار كلما سمحت لها الظروف بأهلها في مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة.
وأضافت quot;كلما سمعت الأخبار والقصف على خان يونس أرتعب أكتر وأكتر، فأنا تزوجت إبن خالتي في عين الحلوة قبل سبعة أعوام، مخيم فلسطيني في لبنان، بينما يوجد أبي وأمي وكل إخواني في خان يونسquot;.
القلق ذاته حاضر عند نوال عبد الفتاح، سيدة مصرية متزوجة من فلسطيني ويعيشون في الإمارات العربية المتحدة، لكن إبنتهم لينا تزوجت أحد أقرباء أبيها في مدينة غزة.
تقول لينا لإيلاف quot; يوميا يتصل بي والدي ووالدتي ليطمئنوا عليّ وعلى زوجي وأولادي الثلاثةquot;. وأضافت quot;قلقهم اليومي يبدو واضحاً تماماً عليهم، فبمجرد أن تبدأ والدتي الحديث معي حتى تخبرني أنها رأت وشاهدت عبر العربية أو الجزيرة أو تلفزيون أبو ظبيquot;.
ويقول أكرم الحلبي، شاب من غزة يعمل داخل المملكة العربية السعودية، أنه يتابع الأخبار أولا بأول على الفضائيات الإخباريةquot;. ويشير إلى أن الريموت كونترول أصبح يلازمه طوال الوقت وأن quot;الأحداث في غزة ألزمته ان يتابع كل صغيرة وكبيرة ما يحدث هناكquot;.
ويضيف quot;القلق الأساسي هو أن أهلي يسكنون مخيم المغازي، وسط قطاع غزة، وهذا يعني تشكيل خطر كبير عليهم في كل لحظة، ولهذا اتصل بهم يومياً لأطمئن عليهم وعلى الوضع بشكل عامquot;.
ودخلت الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة أسبوعها الثالث وسط بحر من الدماء، شكل الأطفال والنساء وكبار السن منهم نصيب كبير من الضحايا، حيث وصلت حصيلة الضحايا إلى قرابة الـ 900، بينما جرح أكثر من 3500 فلسطيني.
ويقول محمد الصادق الذي يعمل في إمارة أبو ظبي، بينما ترك أهله في مدينة خان يونس، أنه قلق جدا على أوضاعهم. ويخشى الصادق أن تصيب إحدى القذائف منزلهم وتصيب أسرته التي تركها وسط المدينة.
وأضاف لإيلاف quot;أتمنى السلامة لجميع سكان غزة، فالوضع أصبح لا يطاق هناك أبداً. فأنا أتابع الأخبار على رأس كل ساعة، وعندما ينتهي عملي في الشركة التي أعمل بها وأذهب إلى البيت، أبدأ بحمل الريموت وأقلب الفضائيات الإخبارية بحثاً عن الأخبار في غزةquot;.
وأشار الصادق إلى أن الفضائيات أصبحت بالنسبة لهم كل شيء. وقال quot;عندما يكون الإنسان مغترب، فإنه يبحث عن أي خبر عن بلده، فما بالنا في حرب مثل غزةquot;.
التعليقات