ينتظر قطاع غزة الاحتفال بنجاح صفقة شريط الفيديو الذي يؤكد أن الجندي الاسرائيلي الأسير غلعاد شاليط ما زال حيًا، واحتلت صور شاليط اليوم معظم الصحف العبرية التي اختارت عناوين مستفزة وأفردت تعليقات وتحليلات عديدة حول الرابح والخاسر من الصفقة

تل أبيب: احتلت صور الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حماس، غلعاد شاليط، الصفحات الأولى للصحف الإسرائيلية، التي تناولت تفاصيل جدول وصول شريط الفيديو، الذي يثبت أن شاليط على قيد الحياة، بوساطة مروحية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي بعد 1195 يومًا على وقوعه في الأسر. واختارت الصحف عناوين عاطفية مستفزة بعض الشيء، فقد اختارت يديعوت أحرونوت عنوانًا يقول: quot;أن نراهquot; بعد أن وضعت صورة شاليط بين الكلمتين، وإلى اليسار من العنوان صورة والديه، أما معاريف فاختارت عنوانًا: أن نراه دون أن نتمكن من معانقته، مع صورة كبيرة لشاليط. وأفردت الصحف تعليقات وتحليلات عديدة حول الرابح والخاسر من الصفقة، فاعتبر بن كاسبيت في معاريف أن صفقة الفيديو هي انتصار مؤكد لحماس، في حين أبرز روني شكيد في يديعوت أنه فيما تنتظر غزة الاحتفال بثمار صفقة الفيديو، فإن الضفة الغربية لن تحتفل بثمار هذه الصفقة.

إلى ذلك أبرزت الصحف نجاح الضغوط الأميركية في الأمم المتحدة، بالحيلولة دون بحث نتائج تقرير غولدستون، مع تراجع الفلسطينيين عن طلبهم بهذا الخصوص معتبرة ذلك إنجازًا إسرائيليًا. وغطّت الصحف الإسرائيلية بتوسع أيضًا، بدء المفاوضات بين غيران والغرب حول المشروع الذري الإيراني، مع إبراز الصحف لقيامها بإيفاد عدد من خيرة مراسليها لتغطية المحادثات في جنيف، ودعا المحلل الإسرائيلي يوئيل ماركوس في مقالة له ألا تقف إسرائيل لوحدها في مواجهة إيران، بينما نوهت هآرتس في افتتاحيتها بوجوب تشكيل لجنة تحقيق مستقلة في ادعاءات تقرير غولدستون، وليس فقط من باب حماية الوزراء والجنرالات الإسرائيليين من خطر الاعتقال والمحاكمة في الخارج وإنما من أجل حماية المصالح افسرائيلية، وفي مقدمتها حق الجمهور الإسرائيلي بأن يعرف ما إذا كان الجنود وقادة الجيش قد انتهكوا القوانين والمواثيق الدولية خلال الحرب على غزة أم لا، كما أنه من المهم أن تحدد جهة خارج الجيش، ما هو المسموح والممنوع خلال عمل الجيش في ميدان المدنيين.

معاريف: أن نراه دون أن نعانقه

تحت هذا العنوان أسهبت معاريف في سرد تفاصيل وجدول وصول شريط الفيديو إلى أسرة شاليط، بالتزامن مع الإفراج عن 20 أسيرة فلسطينية. وقالت الصحيفة في هذا السياق إنه سيتم في التاسعة صباحًا من يوم الجمعة نقل الأسيرات الفلسطينيات إلى معتقل عوفر، ثم سيتم في الثانية عشر ظهرًا الإفراج عن 18 أسيرة منهن عبر معبر بيتونيا، والأسيرتين الأخريين عبر معبر إيرز. وعند الثانية بعد الظهر سيقوم طاقم إسرائيل بفحص شريط الفيديو، وفقد بعد التأكد من صدقيته سيتم تسليم نسخة منه لأسرة شاليط، والتي ستقرر بعد مشاهدته ما إذا كانت ستوافق على توزيعه على وسائل الإعلام الإسرائيلية والعالمية.

وأوردت معاريف تفاصيل quot;دقيقة ومملةquot; عن الأجواء السائدة في بيت شاليط، ومحاولات والده ووالدته quot;حرق الوقتquot; إلى حين تسلم شريط الفيديو، مع الدخول في حوارات مع والدة شاليط، التي بثت أشواقها لولدها، وتوقعاتها لصورة ولدها في جيل 23 عامًا بعد أكثر من ثلاثة أعوام على وقوعه في أسر حركة حماس. وقالت الصحيفة إن والدي شاليط وإن كانا حافظًا على جدول أعمال يومي اعتيادي إلا أنهما quot; يعدون الدقائق واللحظات بانتظار وصول شريط الفيديوquot;.

الشريط سينشر فقط إذا وافقت الأسرة

فيما ينتظر أن يتسلم افراد أسرة شاليط شريط الفيديو في الثانية من بعد الظهر، فإن جهات سياسية في إسرائيل تنتظر هي على أحر من الجمر، قرار الأسرة، بعد مشاهدة الشريط، ما إذا كانت ستسمح لوسائل الإعلام وللحكومة الإسرائيلية بتوزيع الشريط وتعميمه، علمًا بأن إسرائيل ليست واثقة من ألا تقوم حركة حماس من جانبها بنشر الشريط، مع أن quot;الحديث يدور عن صفقة تمهيدية بين الطرفين لبناء الثقة بينهماquot;. وتخشى إسرائيل من قيام حماس بتوزيع الشريط، إذا كان ذلك يخدم مصالح الحركة، من حيث زيادة الضغط الجماهيري في إسرائيل على الحكومة لإتمام الصفقة.

وفي هذا السياق، كشفت الصحيفة أنه إلى جانب طاقم المفاوضات، عن الجانب الإسرائيلي، برئاسة حغاي هداس، فسوف يشاهد الشريط ويفحصه طاقم من الخبراء، قبل نقله للأسرة. وقالت مصادر سياسية إن إسرائيل تفضل أن تقوم هي من جانبها، في حال موافقة الأسرة، بتوزيع الشريط وتعميمه بصورة رسمية ومنتظمة.

احتفالات في غزة ولكن ليس في الضفة الغربية

تحت هذا العنوان اختار الصحافي روني شكيد مراسل الشؤون الفلسطينية للصحيفة أن يبرز جوانب من الانقسام الفلسطيني لفلسطيني بين الضفة الغربية، تحت قيادة أبو مازن، وقطاع غزة تحت سيطرة حماس. وبعد أن استعرض الخطوات الإجرائية الرسمية للإفراج عن 20 أسيرة فلسطينية، بموجب صفقة الشريط المذكور، قال إنه في الوقت الذي يستعد فيه رجال حماس في قطاع غزة لاستقبال اكبر الأسيرات الفلسطينيات، فاطمة الزق، في احتفالات جماهيرية، على الرغم من أنها تنتمي أصلاً إلى منظمة الجهاد الإسلامي. في المقابل لن تجري في الضفة الغربية اليوم أي احتفالات أو مراسم استقبال للترحيب بـ17 أسيرة فلسطينية ستطلق إسرائيل سراحهن اليوم وتسلمهن للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية. ونقل شكيد عن مصدر مسؤول في السلطة الفلسطينية قوله : quot;ليس لدينا ما يدعونا إلى الفرح، فالإفراج عن هؤلاء الأسيرات سيزيد فقط من شعبية حركة حماس داخل أراضي الضفة الغربيةquot;.

إسرائيل هددت فتراجع الفلسطينيون عن بحث تقرير غولدستون في الأمم المتحدة

كشفت يديعوت أحرونوت على لسان مراسليها، إيتمار أيخنير ويوسي يهوشواع أنه لحظات قبل مناقشة الأمم المتحدة لنتائج تقرير غولدستون عن جرائم الحرب الإسرائيلية خلال حرب quot;الرصاص المصبوبquot; سحب الفلسطينيون طلبهم بهذا الخصوص. وقالت الصحيفة إنه على أثر ضغوط إسرائيلية كبيرة، قررت السلطة الفلسطينية أمس، وبشكل مفاجئ سحب مسودة قرار بتبني تقرير غولدستون، الذي كان من المفروض أن يتم التصويت عليه فجر الجمعة في المجلس العام لحقوق الإنسان في جنيف.

وأشارت الصحيفة إلى أنه سبق القرار الفلسطيني، إنذار إسرائيلي للمجتمع الدولي بأنه في حال إحالة تقرير غولدستون للمحكمة الدولية في لاهاي، فسيكون ذلك ضربة قاضية لعملية السلام. وأوضحت جهات إسرائيلية أنه في مثل هذا الوضع فإن إسرائيل ستواجه صعوبات في التفاوض مع أبو مازن. ووفقًا للمصادر الإسرائيلية فقد قبلت الإدارة الأميركية ووافقت على الموقف الإسرائيلي، ومارست بدورها ضغوط كبيرة على أبو مازن للإيعاز للوفد الفلسطيني في جنيف بسحب مسودة الاقتراح، وذلك لتفادي المس بجهود الرئيس أوباما باستئناف المفاوضات والتوصل إلى اتفاق سلام.

وكان الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيرس، سوية مع كل من رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، ووزير الأمن إيهود براك، أجروا اتصالات مكثفة مع زعماء في العالم لإقناعهم quot;بدفن التقرير في جنيف وعدم رفعه لمجلس الأمن أو للجمعية العمومية في الأمم المتحدةquot;. ويعني ذلك عدم التصويت اليوم ، الجمعة على التقرير في مجلس حقوق الإنسان، وسيرجأ البت في التقرير إلى شهر آذار على الأقل. مع ذلك ترى جهات دبلوماسية إسرائيلية أنه لا مجال للفرح إذ إنّ هناك احتمالاً نظريًا بأن تقدم دول عربية أخرى كليبيا والسودان الاقتراح الفلسطيني باسمها، فيما تواصل إسرائيل العمل من وراء الكواليس لإحباط هذا الاحتمال. ونفت مصادر أمنية إسرائيلية أن تكون إسرائيل وعدت الفلسطينيين بأي مقابل، لكن الفلسطينيين quot;يعرفون أن هناك الكثير ما يمكن أن يخسروه إذا لم يسحبوا الاقتراح.