في الوقت الذي تعاني فيه نساءالعراق من وطأة العنف والتفجيرات المتنقلة كسائر الشعب وفي بلد لم يتحقق فيه الأمن بعد على كل المستويات ومن ضمنها الإقتصادي وخاصة على الفئات المهمشة وتأتي النساء في مقدمتهن حين لا يتمكن من الوصول إلى الحقوق الكاملة وفرص العمل الكاملة داخل البلاد تسعى أولئك النسوة إلى الوصول للبرلمان العراقي في الإنتخابات القادمة عساهن يصلن إلى المقاعد ويعملن على تحقيق إنجازات تسجل للنساء العراقيات ككل.
بعقوبة (العراق): تسعى ثلاث مرشحات في محافظة ديالى المضطربة للفوز بمقعد في البرلمان العراقي في الانتخابات المقبلة، رغم الصعوبات والمخاطر التي تواجههن.
فالفوز بمقعد في البرلمان عبر خوض غمار الانتخابات هدف تسعى إلى تحقيقه النساء الثلاث اللواتي اختلفن في الرؤى والافكار السياسية وكيفية الوصول إلى اهدافهن في ظل أوضاع امنية غير مستقرة حاليا، فرضت عليهن توجهات كان لها تأثير في نظرتهن إلى طبيعة القائمة الانتخابية سواء كانت مغلقة أو مفتوحة لكنهن اتفقن في الامنية وهي الفوز بمقعد في البرلمان.
فسناء السعدي (مستقلة) تفضل القائمة المغلقة وتراها أكثر امنا لها، فيما ترى دلال القاسمي، تنتمي إلى تيار اسلامي أن القائمة المفتوحة حل ديمقراطي يتيح للناخبين اختيار الافضل من بين المرشحين، اما زهرة عبد الرحمن القيسي التي تنتمي إلى تيار علماني، فهي تؤيد القائمة المفتوحة لكنها قلقة في الوقت ذاتهمن استهداف المسلحين لها.
وقالت سناء السعدي (40 عاما) تعمل مدرسة quot;ادرك اهمية مشاركة المرأة في العمل السياسي باعتبارها نصف المجتمع ولديها الامكانية في تغير الكثير من الرؤى والافكار والحصول على حقوق اكثر للمرأة، لكن عالم السياسة ليس يسيرا وآمنا بل محفوف بالاخطارquot;.
واعرب عن تأييدها للقائمة المغلقة، ملمحة إلىانها ربما تبتعد عن السياسية في حال تم اعتماد القائمة المفتوحة حتى لاتتسبب في إلحاق اذى لعائلتها بأي شكل من الاشكال، لانها تسكن حاليا في الاحياء الغربية لمدينة بعقوبة مركز المحافظة، وهي منطقة لاتزال غير آمنة بالنسبة لاي ناشط في مجال السياسة.
واشارت إلى أنها لاتزال مترددة في قبول عرض لاحد الاحزاب السياسية من اجل أن تشترك في قوائمه الانتخابية وتصبح احد مرشحيه المستقلين في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
واوضحت السعدي أن النساء المستقلات لايتمتعن بأي شيء سوى اسمائهن اما اللواتي ينتمين إلى احزاب سياسية نافذة فهناك الكثير من سبل الحماية متوفرة لهن بعكس المستقلات اللائي هن اقرب إلى الخطر.
واضافت أن هناك انفتاحًا واسعًا وايجابيًا في نظرة الاحزاب السياسية تجاه استقطاب الشخصيات المستقلة إلى قوائمها الانتخابية والابتعاد عن القوائم الحزبية 100 في المئة لإعطاء صورة اكثر تنوعا وقبولا للمواطنين وبالتالي كسب اصواتهم في الانتخابات المقبلة.
اما دلال دهام القاسمي (36 عاما) طبيبة نسائية فهي مرشحة ضمن قائمة حزب اسلامي فقد قالت quot;الدستور العراقي منح المرأة حقا في صنع القرار، لذا لابد أن لانضيع الفرصة بحجة الخوف من اصداء الانفجارات ونعيش في سبات داخل منازلناquot; ، مؤكدة أن دخول المرأة معترك العمل السياسي له ايجابيات كثيرة لانها جزءمهم من المجتمع ويمكنها أن تساعد في ايجاد الحلول الناجعة في كافة الملفات المهمة التي تهم الشعب.
وترى القاسمي أن القائمة المفتوحة هي الحل الديمقراطي الذي يوفر للناخبين حرية الاختيار بين المرشحين، قائلة quot;هذا ما نريده ونأمل أن يتحققquot;، مشددة على انها لاتخاف من اين يكون اسمها واضحا للعيان لان طريق الخوف لايمكن أن يؤدي إلى النجاح ولابد للمرشح أن يكون قويا لكي يواجه الصعاب .
واعربت عن أملها في تحقيق النجاح والفوز بمقعد في البرلمان المقبل للاسهام في وضع الحلول للكثير من الملفات العالقة ومنها الصحة والاطفال والبيئة.
إلى ذلك فان الوضع الامني اثار القلق لدى زهرة القيسي (45 عاما) تعمل مهندسة في دائرة حكومية ومرشحة ضمن تيار سياسي علماني، وفرض عليها احتمالية تغيير سكنها خوفا من إلحاق الاذى بها اذا ما اعتمدت القائمة المفتوحة رغم انها ترى ان القائمة المفتوحة هي الحل الوحيد للديمقراطية وتحقيق المساواة واعطاء فرصة حرية الاختيار للناخب.
وتحاول القيسي أن توفق بين قلقها المزمن منذ أشهر حيال الوضع الامني غير المستقر وبين رغبتها بالقائمة المفتوحة لذا سيكون امامها عدة خيارات عند اعلان البرلمان طبيعة القائمة، وهي اما الانتقال للسكن في منطقة اكثر امانا، وهي ترى أن هذا الخيار اكثر ملاءمة لها، لانها تجد في مشاركة المرأة في الانتخابات حق ينبغي أن لاتخسره، معربة عن املها بالفوز لتحقيق مطالب النساء وخاصة الارامل منهن.
يذكر أن البرلمان العراقي فشل ست مرات حتى الان في اقرار قانون الانتخابات الجديد، التي من المقرر ان تجري في 16 يناير المقبل، نتيجة عدم توافق الكتل البرلمانية في ما بينها على قضية كركوك التي تعقدت رغم تدخل الجانب الاميركي لايجاد حل للازمة.
التعليقات