|
إنتهت التظاهرتان المضادتان في ايران، الاولى التي دعا إليها النظام بمناسبة الذكرى الثلاثين لاحتلال السفارة الأميركية في طهران واحتجاز رهائن فيها، وسط تطويق قوى الأمن الإيرانية لوسط العاصمة طهران. ورفع المتظاهرون صورًا يظهر فيها رسم للعم سام، رمز الولايات المتحدة، وهو يتلقى ضربات على رأسه.أما الثانية فهي تظاهرةمخالفةحاولت المعارضة تنظيمها فقداستخدمت الشرطة الايرانية الغازات المسيلة للدموع لتفريق مجموعات من انصار المعارضة كانوا يحاولون التجمع في وسط العاصمة ودارت صدامات بين الطرفين.
طهران، وكالات: انتهت بعد ظهر الاربعاء التظاهرات التي نظمتها المعارضة في طهران على هامش تجمع رسمي مناهض للولايات المتحدة، والتي تخللتها صدامات استمرت لساعات بين المتظاهرين والشرطة، كما افاد شهود عيان. وكان كل من مير حسين موسوي ومهدي كروبي قد دعا انصارهما الى النزول الى الشوارع، وأضاف الشاهد quot;هناك مئات يهتفون.. الله أكبر.
وأعربت الولايات المتحدة عن الامل في ان لا تتسع أعمال العنف في إيران، كما اعلن المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس، وذلك في اعقاب تفريق الالاف من مناصري المعارضة . وقال غيبس للصحافيين quot;نامل حقا ان لا تنتشر اعمال العنف، ونحن نتابع الوضع عن كثبquot;.
وكانت قد نقلت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية بيانا يوم الثلاثاء جاء فيه ان الشرطة الايرانية ستتصدى بحزم لاي حشود quot;غير مشروعةquot; يوم الاربعاء لكنها ستسمح فقط بالمظاهرات المناهضة للولايات المتحدة. وقالت الشرطة الايرانية في بيان نقلته وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية quot;نعلن ان التجمعات المناهضة للولايات المتحدة أمام السفارة الاميركية في طهران هي فقط المشروعة. وأي تجمعات او تجمهرات اخرى ستكون غير مشروعة وستتصدى لها الشرطة بقوة.quot;
وفجرت الانتخابات أسوأ احتجاجات تشهدها الجمهورية الاسلامية منذ ثلاثة عقود وكشفت عن انقسامات عميقة في المؤسسة الدينية الحاكمة. وتقول المعارضة ان الانتخابات زورت لصالح أحمدي نجاد وان حكومته غير شرعية.
واتهم الزعيم الاعلى الايراني اية الله علي خامنئي الولايات المتحدة بالسعي لقلب نظام الحكم في ايران. وقال يوم الثلاثاء ان الولايات المتحدة quot;قوة متغطرسة فعلاًquot; وان بلاده لن تنخدع وتدخل في مصالحة مع عدوها اللدود. ونقلت الاذاعة الايرانية عن خامنئي قوله quot;الحكومة الاميركية قوة متغطرسة فعلا والامة الايرانية لن تنخدع بما تبديه من نبرة تصالحية الى أن تتخلى أميركا عن موقفها المتغطرسquot;.
وكان الرئيس الاميركي باراك أوباما قد أبدى استعداده للتعامل مباشرة مع ايران على خلاف السياسة التي اتبعها الرئيس الاميركي السابق جورج بوش. وكانت واشنطن قد قطعت علاقتها الدبلوماسية مع طهران بعد وقت قصير من قيام الثورة الاسلامية.
منتظري: احتلال السفارة الاميركية كان خطأ
بدوره اعلن المرجع الايراني الكبير المنشق آية الله حسين علي منتظري الاربعاء ان احتلال السفارة الاميركية، كان خطأ. وقال منتظري على موقعه الالكتروني ان quot;احتلال السفارة الاميركية لقي في البدء دعم الثوريين الايرانيين والامام الخميني، وانا بنفسي دعمتهquot;.
واضاف quot;ولكن نظرًا الى التداعيات السلبية والحساسية البالغة التي نجمت عن هذا العمل لدى الشعب الاميركي، والتي لا تزال موجودة حتى اليوم، فإن القيام بهذا العمل لم يكن صائبًاquot;. واضاف quot;بحسب معلوماتي فإن بعض من قادوا هذا العمل اقروا بانه كان خطأquot;.
وقام طلاب اسلاميون متطرفون ايرانيون في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر 1979، بعد عدة اشهر على اطاحة نظام الشاه وقيام الثورة الاسلامية في ايران، باقتحام السفارة الاميركية في طهران واحتجاز 52 اميركيًا رهائن فيها على مدى 444 يومًا، وذلك ردًا على رفض واشنطن تسليم الشاه محمد رضا بهلوي الى النظام الجديد. ومذاك قطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
رئيس مجلس الشورى الايراني يزور بغداد
في سياق آخر، أعلن مسؤول في السفارة الايرانية ببغداد ان رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني سيصل الى بغداد الاربعاء في زيارة تستغرق اربعة ايام. واكد المسؤول في السفارة طالبا عدم كشف اسمه ان لاريجاني سيصل بعد ظهر الاربعاء الى بغداد. واضاف quot;من المؤمل ان يوقع الوفد الذي يرافقه مذكرة تفاهم مع العراقquot;، بدون أن يكشف المزيد من التفاصيل.
ويرافق لاريجاني في زيارته التي تستمر اربعة ايام نائب وزير الخارجية الايراني وعدد من النواب، وفقا للمسؤول. ويعتزم لاريجاني زيارة مراجع الدين في النجف (جنوب) اثناء وجوده في العراق. وكان لاريجاني زار النجف في اذار/مارس الماضيوالتقى المرجع الشيعي الكبير آية الله علي السيستاني.
أوباما: مستقبل إيران رهن بالوفاء بالتزاماتها الدولية
من جهة أخرى صرح الرئيس الأميركي باراك أوباما قائلا إن مستقبل إيران رهن بوفائها بالتزاماتها الدولية. وقال البيان الذي أصدره الرئيس الأميركي في الذكرى الثلاثين لتعرض السفارة الأميركية في إيران إلى هجوم: quot;إننا اعترفنا بحق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وأبدينا استعدادنا للإقدام على خطوات نحو استعادة الثقة.. وأفهمنا أنه إذا كانت إيران تفي بالتزاماتها الدولية فسوف تتاح لها الفرصة لإقامة علاقات مثمرة مع المجتمع الدوليquot;. وأكد أوباما أن الولايات المتحدة تبحث عن سبل لتطبيع العلاقات مع طهران، وأشار إلى quot;أننا لا نتدخل في شؤون داخلية لإيرانquot;.
قوات الامن الايرانية تعتقل مراسل فرانس برس
على صعيد متصل، اعتقلت قوات الامن الايرانية مراسل وكالة فرانس برس فرهاد بولادي وسط العاصمة طهران خلال تظاهرة لاحياء ذكرى اقتحام السفارة الاميركية في ايران قبل 30 عاما.
وقال شهود عيان ان بولادي اعتقل عند الساعة 10,45 صباحا بالتوقيت المحلي (07,15 تغ) بعد ان اوقفه ثلاثة من عناصر قوات الامن، اثنان منهما بالزي الرسمي والثالث بزي مدني. وكان احدهما يحمل جهاز لاسلكي، حسب الشهود.
وكان بولادي على المقعد الخلفي لدراجة نارية عندما اوقفه عناصر الامن.
وقال سائق الدراجة ان عناصر الامن صادروا هاتف المراسل النقال ثم اقتادوه بعيدا عن المكان.ولا يزال مكان تواجده مجهولا حتى الان.
وتجري وكالة فرانس برس اتصالات مع وزارة الثقافة والارشاد الاسلامي التي تتولى مسؤولية تنسيق تغطية الاعلام الاجنبي للتظاهرة. وطمأن المسؤولون في الوزارة فرانس برس بانهم يتابعون قضية بولادي.
التعليقات