انتشرت قوات الامن في مدينة عدن بجنوب اليمن للتصدي لاظهار أي نزعات انفصالية دعا اليها زعماء عند الاحتفال بذكرى استقلال الجنوب عن بريطانيا.

عدن: اتهمت وسائل إعلام يمنية رسمية يوم الاثنين عناصر من المعارضة الجنوبية للسلطة المركزية في صنعاء بقتل ثلاثة أشخاص بينهم جندي من أبناء المحافظات الشمالية في مناطق متفرقة من جنوب البلاد في وقت متأخر من مساء يوم الاحد.

وأضاف موقع 26 سبتمبر نت الاخباري التابع لوزارة الدفاع اليمنية على الانترنت ان مجموعة مسلحة تنتمي لما يسمى quot;الحراك الجنوبيquot; قامت في منطقة الحبيلين بمحافظة لحج بالتربص بسيارة تقل شقيقين كانوا متجهين من صنعاء الى عدن لقضاء اجازة عيد الاضحى.

ونقل الموقع عن مصادر في السلطة المحلية قولها quot;ان المسلحين وعددهم ستة أشخاص اجبروا السائق وأخيه على النزول من السيارة واستولوا عليها ولاذوا بها بالفرار الا أن السائق حاول التشبث بالسيارة فباشره احد المسلحين باطلاق النار عليه وارداه قتيلا في الحال.quot;

وأضاف الموقع ان مجموعة مسلحة أخرى قامت باعتداء مماثل على مواطن شمالي اخر حيث انزلوه من سيارته في منطقة الملاح بمحافظة لحج وعندما حاول مقاومتهم أطلقوا عليه النار وأردوه قتيلا وفروا بالسيارة.

ونقل الموقع عن بيان للسلطة المحلية في محافظة أبين الجنوبية قوله ان عناصر وصفها بالخارجة على القانون قامت بقتل جندي من أبناء المحافظات الشمالية باطلاق النار عليه في منطقة المحفد عندما كان مسافرا لقضاء عطلة العيد بين أهله في محافظة تعز الشمالية.

وقال شهود عيان ان الاحتياطات الامنية الواسعة التي اتخذتها قوات الامن الحكومية والانتشار الامني المكثف لها على مداخل مدينة عدن وأحيائها ومفارق الطرقات والشوارع الرئيسية حالت دون تمكن أنصار الحراك الجنوبي المعارض من اقامة الفعاليات والتجمعات التي كان قد دعي الى تنظيمها يوم الاثنين لاحياء الذكرى 42 لاستقلال عدن وجنوب اليمن عن بريطانيا في 30 نوفمبر تشرين الثاني عام 1967 .

الى ذلك، وبمناسبة ذكرى استقلال جنوب اليمن، قال سكان عن مئات الجنود اصطفوا في شوارع عدن حيث كان نشطاء جنوبيون يعتزمون الاحتفال بذكرى مغادرة اخر جندي بريطاني عام 1967.

وخلال الاستعداد للاحتفال نشبت عدة مصادمات بين القوات الحكومية والجنوبيين الذين طالما اشتكوا من أن الشماليين يسيئون استغلال اتفاقية الوحدة التي أبرمت عام 1990 لاستنزاف مواردهم والتمييز ضدهم.

وقالت مواقع لنشطاء جنوبيين على الانترنت ان قوات الامن أغلقت جميع مداخل عدن التي حذرت السلطات فيها من عقد أي تجمعات أو مظاهرات دون تصريح.

وتحارب الحكومة اليمنية بالفعل تمردا في الشمال من جانب الاقلية الزيدية التي تشكو هي الاخرى من الاهمال والاضطهاد. وانزلقت المملكة العربية السعودية في الصراع في الاونة الاخيرة عندما سيطر المتمردون الحوثيون على أراض سعودية.

وقال مسؤول أمني أن نشطاء قتلوا جنديا بالرصاص يوم الاحد في محافظة شبوة الجنوبية وان جنديا اخر توفي متأثرا بجروحه في أعقاب مصادمات هناك يوم الاربعاء الماضي.

وأضاف أن الانفصاليين اشتبكوا مع القوات المسلحة في منطقة ردفان يوم الأحد. وأسفرت المصادمات عن مقتل شخص واحد كما ألقيت قنبلة على مقر المخابرات بالمنطقة.

وتفجرت أعمال العنف هذا العام بعد تجمع عقدته المعارضة في 28 نيسان/ابريل لاحياء ذكرى الحرب الاهلية اليمنية عام 1994 والتي هزمت فيها قوات الرئيس علي عبد الله صالح قوات الجنوب الذي كان يعرف قبل اتفاق الوحدة لعام 1990 باسم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.

وتحولت مظاهرات قادها ضباط بالجيش احتجاجا على ضعف المعاشات بعد تقاعد قسري الى أعمال عنف في عدن عام 2007.

ووسط حالة من الاستياء لعدم توافر فرص العمل وتردي الاوضاع الاقتصادية الاخرى تحدث زعماء جنوبيون عن quot;احتلالquot; شمالي وطالبوا بالانفصال.