يبدأ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي زيارة للقاهرة الاحد المقبل للتوقيع مع نظيره المصري أحمد نظيف بيان تفعيل الإتفاق الاستراتيجي بين بلديهما وإجراء مباحثات مع الرئيس حسني مبارك لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وتوسيع الاستثمارات المصرية في العراق... فيما ينعقد في بغداد غدًا مؤتمر موسع لحوار الأديان بمشاركة 200 شخصية محلية وأجنبية لبحث دور الأديان في تعزيز الأمن والسلام في العراق بهدف الخروج بوثيقة لتحريم الدم العراقي وإعتماد الحوار في حل المنازعات ونبذ العنف والتأكيد على التقارب بين الأديان.

لندن: من المقرر أن يوقع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مع نظيره المصري أحمد نظيف بيان تفعيل الإتفاق الاستراتيجي المشترك الموقع بين بلديهما الشهر الماضي ويبحث مع مبارك دعم العراق في حربه ضد الارهاب وتوسيع الاستثمارات المصرية فيه اضافة الى الدعم المصري لبغداد سياسيًا واقتصاديًا، وما يتردد عن دور لدول مجاورة للعراق فى العمليات الارهابية الدامية الأخيرة. وتأتي الزيارة بعد أسابيع من وصول السفير المصري الجديد إلى بغداد شريف محمد كمال الدين شاهين بعد غياب أربع سنوات اثر خطف القائم بالاعمال المصري السابق ايهاب الشريف في بغداد في تموز (يوليو) عام 2005 واغتياله في عملية اعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عنها.

كما تتناول مبحثات المالكي استحقاقات المصريين الذين سبق لهم العمل بالعراق والديون العراقية المستحقة لعدد من الشركات المصرية وأوضاع المهاجرين العراقيين الوافدين الى مصر والذين يقدر عددهم بحوالى 100 الف شخص... وكذلك مناقشة تعزيز الحضور المصري فى العراق وتنشيط العلاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية بين القاهرة وبغداد في اطار اجتماعات اللجنة المشتركة التي انعقدت في القاهرة الشهر الماضي برئاسة وزيري خارجية البلدين هوشيار زيباري وأحمد ابو الغيط. كما ستتناول المباحثات الدور الذى يمكن أن يقوم به الأزهر في تخفيف الاحتقان الطائفي في العراق والأزمة العراقية السورية وفشل الجهود التركية في حلها.

ووقعت بغداد والقاهرة الشهر الماضي تسع اتفاقيات ستراتيجية ومذكرات تفاهم في الجوانب السياسية والاقتصادية والفنية والقنصلية والزراعية والصناعية والبيئية والاتصالات والنقل تتويجًا لاجتماع اللجنة المشتركة.

وسيجري المالكي ايضا خلال الزيارة التي تستغرق يومين مباحثات مع الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى حول كيفية مساهمة الجامعة في الحد من التدخلات الخارجية في الشؤون العراقية وتطوير التعاون العراقي العربي اضافة الى ملف الانتخابات التشريعية المقبلة. ويرافق المالكي خلال الزيارة وزراء الخارجية والنفطِ والكهرباءِ والاسكان والنقلِ والاتصالات اضافة الى عدد من النواب والمسؤولين والخبراء ورجال الاعمال.

وحول زيارته هذه قال المالكي خلال مؤتمر صحافي امس الاول انه زيارته لمصر وهى الثالثة له منذ توليه مهام منصبه فى 20 ايار (مايو) عام 2006 تأتي quot;لتأكيد وتثبيت ودعم وتطوير للعلاقة المطلوبة التي تفرض نفسها بين العراق ومصر لما للبلدين من تاريخ وثقل يمكن أن ينتج في حالة التفاهم موقفا ايجابيا بناء لصالح الوضع العربي بشكل عامquot;.

واضاف quot;نحن نعلق آمالاً كبيرة على مصر لكونها الشقيقة الكبرى لكل الدول العربية ولتاريخ مصر وان يكون في هذه العلاقة ما يدفع بالعلاقات والدور المصري كثيرا لايجاد دعم ومساعدة لحلول مشاكل عربية ربما بين دولتين عربيتينquot;. وجدد المالكي الدعوة الى الشركات المصرية للمساهمة في بناء وإعمار العراق. وقال quot;اننا نسعى الى مد جسور قوية ومتينة من العلاقات مع الشقيقة مصر وسنعمل على الوصول بالعلاقات الاخوية الى مستوى التكامل وتذليل الصعوبات التي تقف في طريق تطويرهاquot;.

وقد اكد مبارك خلال اجتماعه في القاهرة اواخر الشهر الماضي مع الوفد الوزاري العراقي المشارك باعمال اللجنة العراقية المصرية برئاسة زيباري استعداد مصر لوضع خبراتها في مجال التحول الاقتصادي والبناء المؤسسيrlm; وإعداد الكوادر البشرية لمساعدة العراق في التنميةrlm; وبكافة المجالات.rlm; واستعرض مبارك مع الوفد العراقي الذي ضم اضافة الى زيباري وزراء الداخلية والصناعة والزراعة والكهرباء والعلوم والاستثمار والتكنولوجيا سبل توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين.

وعن زيارة المالكي قال أحمد نظيف رئيس الوزراء المصري انها تأتي لتوقيع وتفعيل الاتفاقيات الاستراتيجية المشتركة بين البلدين. وأكد في تصريحات هذا الاسبوع أن quot;مصر لن تتخلى عن العراق رغم الظروف الأمنية الصعبة التي يمر بهاquot; موضحًا أن quot;الفترة المقبلة ستشهد زيادة في تواجد الشركات الاستثمارية المصرية في العراقquot;. وتمتلك شركات الاتصالات المصرية والإنشاءات خبرة في الاستثمارات في المنطقة العربية، وحتى في الأوقات الحرجة كما أن لمصر مئات الآلاف من اليد العاملة المختصة وتسعى إلى إعادة توظيفها في العراق مثلما كان الحال قبل عشرين عاما عندما كان حوالي مليون ونصف المليون مصري يعملون في العراق.

وقد وصل السفير المصري الجديد في العراق كمال شاهين الى بغداد اواخر تشرين الاول (أكتوبر) الماضي مشيرًا الى ان الهدف من فتح السفارة المصرية في بغداد الذي جاء في ضوء زيارة ابو الغيط للعراق في تشرين الاول (اكتوبر) عام 2008 هو تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين وفي جميع المجالات.

يذكر انه لم يكن لمصر تمثيل دبلوماسي في العراق منذ خطف القائم بالاعمال المصري ايهاب الشريف في بغداد في تموز (يوليو) 2005. وكان الرئيس مبارك اصدر في حزيران (يونيو) الماضي قرارًا جمهوريًّا بتعيين شاهين سفيرًا لمصر في العراق. وكان وزير الخارجية المصري زار العراق في تشرين الاول (كتوبر) عام 2008 في الزيارة الأولىعلى هذا المستوى لمسؤول مصري منذ العام 1990.

مؤتمر حول دور الأديان في تعزيز الأمن والسلام في العراق

ينعقد في بغداد غدًا السبت مؤتمر موسع لحوار الاديان بمشاركة 200 شخصية محلية واجنبية لبحث دور الاديان في تعزيز الأمن والسلام في العراق وذلك للخروج بوثيقة تتضمن نبذ العنف وتحريم الدم العراقي واعتماد الحوار في حل المنازعات والتأكيد على التقارب بين الاديان.

وقالت عضو لجنة الاوقاف في مجلس النواب العراقي اسماء عدنان أن المؤتمر الذي يستغرق يومًا واحدًا سينعقد بمشاركة رؤساء الرئاسات الثلاث للجمهورية والحكومة ومجلس النواب وعدد من الوزراء ورؤساء دواوين الاوقاف السني والشيعي والمسيحي وممثلين عن الصابئة والازيديين والمندائيين بالاضافة الى حوالي 20 سفيرًا وقائمًا بالاعمال لتمثيل بلادهم، فضلاً عن مشاركة منظمة المؤتمر الاسلامي وجامعة الدول العربية وحضور رجلي دين مسلم ومسيحي من نيجيريا للحديث عن دور علماء الدين في تعزيز الأمن والاستقرار.

وأوضحت الدليمي في تصريح تسلمت quot;ايلافquot; نسخة منه ان quot;المؤتمر سيركز على محاور في جوانب عدة ابرزها التربوي عبر تضمين المناهج الدراسية في الجامعات والمدارس افكارا لتعزيز التسامح وقيم الحوار والقبول بالاخر وبحث دور الدين في توطيد الأمن والسلام في البلاد من خلال المساجد وخطب الجمعة والمراكز البحثية الدينيةquot;. وقالت ان quot;عدة توصيات ستتمخض عن ورش العمل التي سيشكلها المؤتمر من ضمنها توصية بتأسيس مركز لحوار الاديان في بغداد يعنى بتنشيط الحوار وثقافة التعايش والقبول بالاخر كما سيناقش المشاركون ستة بحوث علمية سيتم نشرها من قبل المؤسسات التربويةquot;.

وتشرف على اعمال المؤتمر لجنة الاوقاف والشؤون الدينية في مجلس النواب وتعقده تحت شعار quot;دور الاديان في تعزيز الامن والسلام في العراقquot;. وسيطرح المؤتمر فكرة تأسيس هيئة او مركز وطني يختص بحوار الاديان ويضم رجال دين من مختلف المكونات بهدف تقريب وجهات النظر واعتماد الحوار.

وكانت اكثر من 30 شخصية دينية وسياسية واكاديمية قد اوصت في ختام اجتماع عقد في اربيل العام الماضي بضرورة اشاعة مبدأ الحوار وثقافة السلام بين مختلف مكونات العراق وتشكيل لجنة تحضيرية لاقامة مؤتمر موسع لحوار الاديان بمشاركة رجال دين من العراق ومختلف دول العالم يعقد في بغداد والدعوة لانشاء مجلس عام لتعزيز العلاقات بين مختلف الاديان السماوية واسناد مشروع المصالحة الوطنية.