خبراء الشرق الأوسط يحذرون: الوضع القائم لن يستمر

وسيط ألماني سيسلم حماس رداً إسرائيلياً على خطة التبادل

اسرائيل ترفض الاتفاق على مبادلة شاليط بفلسطينيين

لم تسفر الجلسات الخمسة المتتالية التي عقدتها اللجنة السباعية في الحكومة الإسرائيلية على مدار ال 24 ساعة الماضية، عن أي تغيير في موقف الوزراء حول صفقة التبادل.

نضال وتد من تل أبيب: لم تسفر الجلسات التي عقدتها اللجنة السباعية في الحكومة الإسرائيلية عن أي تغيير في المواقف، وظل حساب الأصوات منقسماً بين ثلاثة وزراء يؤيدون إبرام الصفقة مع شاليط وهم: وزير الأمن الإسرائيلي إيهود براك، ووزير المخابرات دان مريدور ووزير الداخلية، يلي يشاي مقابل معارضة كل من أفيغدور ليبرمان، وبوغي يعلون وبني بيغن، وظل موقف نتنياهو هو الحاسم في القضية، لكن الدلائل تشير إلى أن نتنياهو لم يتمكن طيلة الأمس من اتخاذ موقف حاسم.

وزاد البيان الذي صدر بعد منتصف الليلة من الضائقة التي يعانيها نتنياهو والضغوط الممارسة عليه، في حين واصل معلقون ومحللون إسرائيليون القول إن نتنياهو لا يملك الجرأة على اتخاذ القرار.

وقد اعتبر المحلل في صحيفة معاريف، بن كاسبيت أن رئيس الحكومة الإسرائيلية الحالي غير قادر على اتخاذ القرار متسائلا إذا كان هذا حاله في قضية شغلت الرأي العام ثلاث سنوات ونصف وتتعلق بمصير جندي واحد فكيف سيكون أداءه عندما يطرح أمام موضوع قرار يتعلق بإيران وملفها النووي. في غضون ذلك أكدت مصادر صحافية أن إسرائيل نقلت موقفها للوسيط الألماني الذي ينتظر أن ينقله لحماس اليوم. ووفقا لتقديرات إسرائيلية فإن حماس دمشق هي التي ستحسم الأمر.

نتنياهو أضعف من أن يتخذ القرار

ومع أن المعلقين والكتاب الصحافيين في إسرائيل، يعتبرون أن نتنياهو، الذي أمضى سنوات حياته، خصوصا عندما كان في المعارضة، محذرا من مخاطر الرضوخ quot;للإرهابquot; والمنظمات الإرهابية، إلا أنهم اعتبروا أنه لم يعد أمام نتنياهو هامشا للمناورة وسيكون عليه قريبا جدا أن يحسم موقفه.

فوفقا لبيان ديوان نتنياهو الذي صدر بعد منتصف الليلة فقد استمع الوزراء إلى تقرير من المبعوث الخاص المكلف بلمف شاليط، حجاي هداس، تناول فيه الاتصالات المتواصلة مع الوسيط الألماني، والوضع الراهن للمفاوضات، وقد أأصدر رئيس الحكومة، نتنياهو، والوزراء السبعة تعليمات لطاقم المفاوضات بشأن مواصلة الجهود الرامية لاستعادة شاليط.

وفيما أبرزت مواقع الصحف الإسرائيلية على الانترنيت حقيقة عدم اتخاذ قرار حاسم إلا أنها لفتت إلى أن المعضلة الرئيسية التي واجهت نتنياهو في حسم وقفه، تتعلق برفضه أن يعود الأسرى الذين تتهمهم إسرائيل بأن quot;أياديهم ملطخة بدماء الإسرائيليينquot; إلى أراضي الضفة الغربية وإصراره على أن يتم ترحيلهم إلى قطاع غزة أو إلى خارج الأراضي الفلسطينية لبلد يوافق على استقبالهم.

وكان محلل الشؤون العسكرية في يديعوت أحرونوت، رون بن يشاي قد لفت الانتباه منذ مساء الأمس إلى أنه يعتقد بأن الحكومة الإسرائيلية، لن تتخذ في الظروف الراهنة أية قرارت حاسمة، لكن حركة حماس في المقابل لن تقوم quot;بكسر كل الأدوات وستوافق على مواصلة التفاوض، لأنها تخشى هي الأخرى بدورها من الفشلquot;.

وبحسب المحللين فإن مشكلة نتنياهو الرئيسية تكمن في كونه حمل لواء رفض التفاوض مع quot;المنظمات الإرهابيةquot; لسنين طويلة واستغل هذا الشعار الذي بنى عليه كتابه الأشهر quot;مكان تحت الشمسquot; كمانفيستو وبيان سياسي له، يرى أن على دول العالم الحر التقيد به، من يرى مراقبون أن نتنياهو بحاجة إلى كثير من الشجاعة، ليتمكن التنكر كليا لهذه المبادئ، خصوصا وأن اليمين الإسرائيلي الذي انتخبه يعارض الصفقة كليا وخاصة المستوطنون الذين لا يرغب نتنياهو، بعد مسألة تجميد البناء في المستوطنات، بالدخول في مواجهة جديدة معهم باعتبارهم المساند الأول له.

إلى ذلك فإن الانقسام الحاصل داخل اللجنة الوزارية يزيد من إرباك نتنياهو، فهو كان يرغب بأن يكون حسما ، لأي جهة حتى لا يحمل لوحده مسئولية القرار، بل إن بعض المعلقين، مثل ناحوم برنيع، قالوا إن نتنياهو رغب أمس لو أن ولايته انتهت قبل أن يصل إلى وضع يكون فيه صوته هو الحاسم والمقرر.

وفي هذا السياق أنشأت صحيفة هآرتس في افتتاحيتها تقول إن الحكومة الإسرائيلية، في حال ردت الصفقة لن تكون قادرة على القول بأنها بذلت أقصى جهودها لاستعادة شاليط. وقالت هآرتس التي دعت إلى إقرار الصفقة إن إسرائيل فرضت حصارا على غزة وشنت حربا عليها لمعاقبة حماس لكن من دفع الثمن هو سكان غزة وليس حماس ولم تحقق إسرائيل هدفها بل اضطرت للعودة إلى المفاوضات.

واعتبرت هآرتس أنه لا يوجد أي جديد في مسألة شاليط، يبرر كل هذه المماطلة فشروط حماس معروفة منذ اللحظة الأولى، وهيبة إسرائيل وأمنها لن يتضررا لمجرد الإفراج عن 20 أسيرا إضافيين، بل إن كل هذه المماطلة قادت الموضوع من مجاله الأصلي والمتعلق بمسئولية الدولة عن جنودها إلى ساحات المزايدات الحزبية والاعتبارات السياسية والشخصية المختلفة، إن غلعاد شاليط كان يجب أن يعود لبيته منذ مدة طويلة ولا يمكن للحكومة أن تواصل التلاعب بأعصاب أسرته يجب إعادة شاليط فورا.

نتنياهو وبراك يستغلان الدراما لضرب كديما

وفي هذا السياق لفتت الصحف والمحللين على أن نتنياهو وبراك بالرغم من الحالة الدرامية التي تعيشها إسرائيل منذ فجر الأحد، فإن الاثنين تفرغا أمس، مرة أخرى للخوض في حسابات حزبية وسياسية quot;صغيرةquot; تركزت في محاولاتهما تشجيع أعضاء من حزب كديما على الانشقاق على الحزب والانضمام إما لليكود أو لحزب العمل.

وعلق بن كاسبيت على ذلك في مقالة خاصة نشرها اليوم على موقع معاريف : إنه أمر يصعب تصديقه، لكن الواقع هو أن نتنياهو وجد أمس، وقتا مناسبا للقاء عدد من أعضاء كديما في محاولة لتحقيق خطته بتفكيك حزب كديما، بموازة إعادة غلعاد شاليط. ومن الصعب أن نصدق أن وزير الأمن أيضا، إيهود براك تفرغ أمس هو الآخر ليس لموضوع شاليط وإنما لمحاولة تفكيك حزب كديما.

وإذا كان هذا هو ما يشغل بال رئيس الحكومة ووزير الأمن في هذه الأيام والليالي المجنونة ، فلماذا نستغرب من تخبط أعضاء اللجنة الوزارية السبياعية وعدم وصولهم إلى قرار واضح وقاطع، طبعا يمكن أن نفهم لماذا يقوم نتنياهو بكل ذلك، فهو يعرف حقيقة الهجوم الذي سيتعرض له إذا رضخ لحماس، وهو يحاول أن يقلل من أضرار ذلك.