يعرف أدق التفاصيل والنكات التي تقال عن المسؤولين
الكويتي الأوَّل يراقب مهرجان quot;هلا استجواباتquot;

صورة أرشيفية لأمير الكويت
الشيخ صباح الأحمد الصباح. أ ف ب

quot;إيلافquot; من الكويت: ينطلق أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح في تشخيصه للأزمات الناشئة فوق رقعة بلده الصغير في حجمه الكبير جدًا في دوره وتأثيره خليجيا وعربيا ودوليا، من بعد تأن عميق يستمع خلاله لكل الآراء، يدون خلالها الصالح من تلك الآراء، فنظرته الفاحصه والعميقة لمحدثيه تعطي انطباعا بأن الأمير الكويتي يعرف جيدا معادن الرجال المخلصين، ليختم لقاءاته بهم بعبارته الشهيرة quot;انشاء الله خير ديروا بالكم على الكويتquot;، إلا أن الشيخ صباح سرعان ماينهي لقاءاته قبل التاسعة مساء، يذهب بعدها الى مكتبه في قصر دار سلوى المطل على ساخل الخليج العربي يتأمل يومه الطويل، ليدون ملاحظات اليوم بطوله، يكتشف الجزئيات الضارة في كلام فلان فيشطبها لكنه يلتقط من كلام المسؤول ما يصلح للإستناد عليه، لاحقا يقوم بإضافة بعض البهار من مخزون تجارب العقود الخمس الماضية التي ظل خلالها يعرف اتجاهات الرياح ليس في بلده فحسب بل حول القارات الخمس التي ترك فيها بصماته الدبلوماسية حين عصف بالعالم خطوب وأزمات ظل خلالها يغفو في طائرة ويستيقظ في مطار بحثا حل هنا والتوقيع على تفاهمات لمصالحة هناك.

ثمة من يؤكد داخل الكويت وخارجها أن الصبر الطويل للشيخ صباح على الأزمات التي يثيرها بعض الساسة والنواب بين الحين والآخر لإضعاف حكومة الشيخ ناصر المحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء الكويتي، وهي دستوريا حكومته في اعتداء صارخ على هيبة الحكم من قبل من يخدرون الناس بعبارات الديمقراطية والحرص على المال العام، ومحاربة الفساد.

يقول الأمير الكويتي لزوار مؤتمنين ndash; كما أسروا لـ quot;إيلافquot;- إنَّ quot;بعض هؤلاء ينطبق عليهم القول هالمركب أو ما أركب. يسيؤون للبلد كل ساعة يظنون أن التلويح بإستجواب وزراء يحقق لهم شعبية. هذا وهم صريح. البلد بألف خير. أنا أفهم غيرة البعض على البلد، وأقر سلفا أن هنالك أوجه خلل وقصور لكن لماذا يصادرون هيبة الحكم والقضاء والمؤسسات الدستورية ويقفزون الى أحضان الصحافيين للتشهير برئيس الوزراء أو بوزير أرسله الوطن الى آخر الدنيا ليجلب العلم النافع الى وطنه ليؤدي قسطه، فننبري ضده بأبشع لافتات التشهير والوعيد؟ ياجماعة الوزير أو المسؤول الفاسد إرسلوه الى القضاء أو استجوبوه بشكل راق لكن لماذا الإستهداف المشين والتهويل بحجم الفساد ثم يتوقف الأمر عند شبهات تقصير وملاحظات إدارية لا أكثر ولا أقل.. هل يريدون أن أقيل حكومة الشيخ ناصر أو أعفيه؟ هذا الحق لم يمنحه الدستور لغيري ولن أستخدمه إلا دفاعًا عن مستقبل وحاضر وماضي الكويتquot;.

وتمضي مصادر رفيعة الى القول لـquot;إيلافquot;: quot;خلنا الأمير للحظات أنه لايعرف كثير من الأمور لأنها لاتصله، لكننا كنا نفاجأ في كل لقاء معه أن كل مانعرفه لايساوي الحد الأدنى من معرفته بأدق تفاصيل البلد. بتنا على قناعة أن الأمير يتجول بين الناس وفي الدواوين وفي الوزارات متخفيا لا أحد يعرفه، وإلا كيف وصلته بعض النكات الجارحة التي تتعلق بمسؤولين كبار في الدولة، تقال غالبا في حلقات ضيقةquot;.

وتنقل المصادر عن أمير الكويت قوله quot;بالتأكيد أنا لدي ملاحظات كثيرة على أداء حكومة الشيخ ناصر فأنا بالنهاية مواطن كويتي أتابع وأراقب ما تفعله الحكومة من اجراءات للتعاطي مع أزمة محددة، لكن كثير من الإستهداف لحكومة الشيخ ناصر يشن لأسباب شخصية أو مبرمجة... وأريد أن أقول أن ثقتي بالشيخ ناصر مطلقة وكبيرة الى أبعد الحدود، وأنا لا أعتبر الرجل انه إبن أخي هذا مواطن كويتي وجدت فيه أنه مؤتمن ويستطيع أن يساهم في بناء وخدمة هذا البلد. وأقول له دائما الله يعطيك العافية وسأقولها له دائمًا. وحق تعيين رئيس وزراء هو حق أصيل لي أرجو من الجميع ألا ينسوا هذا الأمر. وعندما يقصر الشيخ ناصر في عمله فهو سيكون تحت آليات محاسبة مثله مثل أي كويتي. الرجل يتعب ولا أحد يعرف حجم معاناة الرجل داخليَّاً وخارجيَّاً.. أعطوه ولحكومته الفرصة كي ينفذ برنامجهquot;.

ثمة من يزعم في الكويت أن الأمير الكويتي الموصوف بـquot;الحكيمquot; قد استقر في ذهنه على quot;حل ماquot; لكنه لا يصرح به حتى لأقرب المقربين منه ويريد متابعة مهرجان quot;هلا استجواباتquot; حتى آخر لحظة قبل أن يتحرك دفاعًا عن بلده التي أصبحت في ذيل القاطرة الخليجية بسبب تردد المشاريع الكبيرة فيها وسطوة البرلمان على جميع القرارات وتعطيلها مستغلا الأدوات الدستورية.
فهل يجنح أمير الكويت الى quot;الحل الصعبquot; وتجميد البرلمان لعام أو أكثر كما حصل في عامي 1976، 1986 ؟!.