الزهار يسعى إلى أن يفرض على مشعل
اتفاق quot;تهدئةquot; يستند إلى حقيقة وضع غزة

صورة مدمجة لمحمود الزهار (يمين) وخالد مشعل
إيلاف: إعتبرت مصادر عربيَّة أنَّ توجه وفد من حركة (حماس) برئاسة الدكتور محمود الزهار إلى القاهرة ثم زيارته لدمشق، يشكل إشارة إلى تحول في مواقف الحركة من التوصل إلى quot;تهدئةquot; مع إسرائيل تعيد الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل بدء الحرب الأخيرة بين الجانبين في أواخر كانون الأول(ديسمبر) الماضي. وأكدت هذه المصادر أنَّه للمرة الأولى منذ أسابيع عدة تظهر نيَّة جديَّة لدى الحركة في التوصل الى اتفاق quot;تهدئةquot; جديد مع إسرائيل يفرضه جناح الداخل في quot;حماسquot; على جناح الخارج الموزع بين دمشق وطهران. وأوضحت المصادر أنَّ الزهار، بصفته القيادي الأبرز لـquot;حماسquot; في غزة، يعتبر الوحيد القادر على إتخاذ قرار حاسم في شأن quot;التهدئةquot; باسم جناح الداخل في الحركة يأخذ في الاعتبار الهزيمة التي لحقت بـquot;حماسquot; عسكريًا والوضع الحقيقي في غزة وما آلت إليه أوضاع المواطن الفلسطيني في ضوء الحرب الإسرائيليَّة الأخيرة، التي خلّفت أكثر من ألف وثلاثمئة قتيل وستة آلاف جريح فضلاً عن تدمير ما نسبته 15% من القطاع تدميرًا كاملاً.

وذكرت المصادر ذاتها أنَّ الزهار، بصفته الوحيد من بين قياديي حماس الذي يمتلك أصولاً غزاوية، في حين أن كل الآخرين الذين ينتمون إلى الصف الأول من خارج القطاع (من بلدة الجورة تحديدًا)، يستطيع اتخاذ قرار في شأن quot;التهدئةquot;. وأشارت في هذا المجال إلى أنَّ الزهار في وضع يسمح له برفض تلقي التعليمات من حماس الخارج، خصوصًا من مشعلرئيس المكتب السياسي للحركة الذي يقيم معظم الوقت في دمشق.

وذكرت في هذا الشأن أنَّ الزهار توجه إلى دمشق ليشرح لمشعل حقيقة الوضع في غزة حيث معنويات المواطنين في حال يرثى لها. وقالت إنَّ معنويات الناس في القطاع لا تسمح بالتحدث عن quot;انتصارquot; كما يفعل رئيس المكتب السياسي لـquot;حماسquot; الذي يسعى إلى تقليد الأمين العام لـquot;حزب اللهquot; في خطبه وحتى في طريقة تحريك يديه لدى ظهوره في مناسبات عامة.

ومعروف أنَّ العلاقة بين الزهار ومشعل ليست على ما يرام منذ فترة طويلة نظرًا إلى وجود حساسية بين الرجلين. ويأخذ الأول على الثاني إعلانه من دمشق عن quot;انتهاء التهدئةquot;، مقدمًا ذريعة لإسرائيل كي تشنّ عدوانها. وكشفت المصادر ذاتها أنَّ الزهار أخذ قراره القاضي بـquot;انتهاء التهدئةquot; في كانون الاوَّل (ديسمبر) الماضي في وقت كان وفد من حماس يضم ممثلين لجناح الداخل (غزة) في مرحلة أخذ ورد مع الإسرائيليين بوساطة الوسيط المصري.

عناصر من الامن الفلسطيني يتفحصون الدمار في مركز للشرطة في خان يونس
ولوحظ أنها المرة الأولى التي يظهر فيها الزهار علنًا منذ بدء الحرب الإسرائيليَة في ديسمبر الماضي. وقد إلتزم القيادي الكبير في حماس الصمت لأكثر من شهر للتعبير عن استيائه مما حصل، خصوصًا من اتخاذ مشعل قرارًا يقضي بالإنتهاء من التهدئة في وقت كانت المفاوضات مستمرة عبر القاهرة. وقالت المصادر ذاتها إنّ زيارة الزهار لدمشق استهدفت إظهار حماس كحركة موحدة لا أجنحة فيها ولا وجود لتناقض بين الداخل والخارج أي بين المقيمين في غزة والمقيمين في الشقق والفنادق الفخمة في دمشق.