الياس توما من براغ: أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن التشكيك بشرعية رئاسته للسلطة الفلسطينية ليس له أي أساس دستوري، مشيرا إلى إن بعض قيادات حماس التي طرحت هذه المسالة تراجعت عنها لاحقا. وعبر في حديث للتلفزيون التشيكي اليوم عن عدم خشيته من تكرار قيام حماس في الضفة الغربية ما كانت قد أقدمت عليه في غزة مؤكدا أن حماس تعرف ذلك بشكل جيــد.
واعتبر أن المهمة الأولى الآن أمام الفلسطينيين تكمن في إحياء الوحدة الوطنية عن طريق تشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية هذا العام. وأشار إلى أن المحادثات الأولى التي ستجري لتجاوز الخلافات الفلسطينية الفلسطينية ستتم في الخامس والعشرين من هذا الشهر وان حكومة الوحدة الوطنية ستكون ملتزمة بالاتفاقات والالتزامات الدولية.
واعترف بصعوبة إجراء محادثات مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة إذا كانت لن تقبل بحل الدولتين والعمل على إيقاف بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية. وأكد أن ما حدث في غزة مؤخرا من قتل ودمار قد أصابه سياسيا وإنسانيا وان السلطة الفلسطينية قامت بكل ما تستطيعه من جهد حتى لا تتوسع هذه الأعمال إلى الضفة الغربية. وكان الرئيس الفلسطيني قد دعا أمس من براغ بعد محادثاته مع الرئيس التشيكي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية مؤكدا أن حركة حماس هي جزء من الشعب الفلسطيني وأنه يتمنى تواجدها في مثل هذه الحكومة التي يمكن لها أن تتولى مسؤولية إعادة إعمار غزة.
وأكد على ضرورة استمرار المحادثات السلمية مع الإسرائيليين وعدم العودة إلى نقطة البداية مع كل تغيير يجري في الحكومات الإسرائيلية ، لكنه شدد على صعوبة التفاوض مع الحكومة الإسرائيلية القادمة إذا كانت سترفض توقيف توسيع المستوطنات في الأراضي الفلسطينية وترفض مبدأ الدوليتين. كما دعا الحكومات الأوربية إلى التصرف بشكل مشترك أثناء إعادة إعمار غزة والى المشاركة في اجتماع شرم الشيخ الذي سيبحث هذا الأمر مثمنا ما وصفه بالموقف المتوازن لتشيكيا إزاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
من جانبه عبر الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس عن استعداد بلاده من موقعها الحالي كرئيسة للاتحاد الأوروبي للمساهمة في دفع العملية السلمية في الشرق الأوسط لكنه شدد على أن فلسطين المنقسمة لن تكون لاعبا واضحا وان شرط حل الوضع في الشرق الأوسط يكمن حسب قوله في وحدة الفلسطينيين. وأكد أن بلاده والاتحاد الأوروبي سيتفاوضان شكليا مع الممثلين الرئيسيين للفلسطينيين مثل الرئيس عباس وليس مع حماس غير أن تشيكيا والاتحاد يتوجب عليهما أن لا يتدخلا في الشؤون الداخلية الفلسطينية.
ولم يرفض كلاوس إمكانية إجراء محادثات غير شكلية مع حماس من قبل مسؤولين مثلا من إدارة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية التشيكية. واعتبر أنه سيكون خطأ كبيرا نسيان ما تم تحقيقه حتى الآن في الجهود السلمية والبدء من الصفر عند تغيير هذه الحكومة أو تلك. وأكد أنه من الأهمية بمكان الآن استمرار العملية السلمية لأنه لا يوجد خيار آخر سوى التفاوض أما التطرف فهو خطير في أي جهة تواجد فيها.
التعليقات