المالكي لتجاوزالسياسات السابقة ورفسنجاني سعيد بأصدقائه حكام العراق
المسؤول الايراني يسعى للقاء الهاشمي بعد رفضه المشاركة بأستقباله

أسامة مهدي من لندن: اكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان حكومته تسعى لتجاوز سياسات العداء التي مارسها النظام السابق ضد طهران بينما اعرب رئيس مصلحة تشخيص النظام في إيران علي أكبر هاشمي رفسنجاني عن سعادته لتسلم اصدقاء ايران السلطة في بغداد.. في وقت قال مصدر مقرب من ديوان الرئاسة العراقية ان المسؤول الايراني يسعى للاجتماع مع نائب الرئيس طارق الهاشمي الذي رفض حضور مراسم استقباله لدى وصوله الى بغداد اليوم بدعوة من الرئيس جلال طالباني.

وبحث المالكي مع رفسنجاني العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية وضرورة الاسراع في تنفيذ الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها بين البلدين مؤخرا. وقال ان تبادل الزيارات بين البلدين وعلى أعلى المستويات يؤكد ان العلاقات الثنائية قد تجاوزت آثار السياسات التي إتبعها النظام السابق وان العراق حريص على إقامة أفضل العلاقات مع جميع دول الجوار. من جانبه هنأ رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في ايران المالكي على نجاح إنتخابات مجالس المحافظات باعتبارها مؤشرا قويا على مدى النجاح الذي حققته القوات الامنية في تثبيت الامن والاستقرار وبما يساعد في إنفتاح دول العالم على العراق كما نقل عنه بيان صحافي لمكتب اعلام المالكي الى quot;ايلافquot; الليلة.

وعلى الصعيد نفسه قال مصدر مقرب من الرئاسة العراقية أن الهاشمي quot;سني وضابط سابق في الجيش العراقيquot; لم يحضر مراسيم استقبال رفسنجاني كاشفاً عن ldquo;تحركات للوفد الإيراني الزائر بناء على طلب من رفسنجاني شخصيا لتحقيق لقاء يجمعه بالهاشميrdquo;. معروف ان الهاشمي كان اعرب في مرات عدة عن امتعاضه من تدخل ايران في شؤون العراق الداخلية ورفض بداية الاسبوع الحالي تصريحات ايرانية اعتبرت البحرين جزءا من ايران.

والمح المصدر الى احتمال عقد الاجتماع فعلا لمناقشة بعض الملفات التي لا تزال عالقة مع إيران وفي مقدمتها تبعات الحرب العراقية الإيرانية التي دامت ثمان سنوات والتدخل الإيراني بالشأن العراقي بحسب آخر التقارير الأمنية فضلا عن مطالب ايران بمئات المليارات من الدولارات عما تقول انها تعويضات عن الحرب. وأضاف المصدر في تصريح نقلته وكالة quot;اصوات العراقquot; أن الاجتماع إذا ما تم فسيناقش ايضا استهداف المخافر الحدودية العراقية ومشكلة المياه الإقليمية بين البلدين وتجفيف منابع المياه التي تدخل الأراضي العراقية عبر إيران إلى جانب مناقشة ملف هام آخر يتعلق بتصريحات بعض الساسة الإيرانيين العدائية ضد مملكة البحرين تاريخيا وجغرافيا والتشكيك بعروبة سكان هذه المملكة العربية.

وفي وقت سابق اليوم قال رئيس مجلس تشخيص النظام في ايران انه سعيد لان يرى اصدقاء ايران الذين وقفوا ضد النظام السابق وقد استلموا السلطة في بلدهم مؤكدا استعداد بلاده لمساعدة العراقيين في مختلف المجالات بينما اكد الرئيس العراقي جلال طالباني سعي بلاده لاخراج منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة من العراق كاشفا عن محاولات لاقناع دولة ثالثة بأستضافتهم.

وقال رفسنجاني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع طالباني انه مسرور لان يرى المجاهدين العراقيين من اصدقاء ايران الذين عملوا معها قد استطاعوا التخلص من النظام السابق وحكم بلدهم بأنفسهم. واشار الى ان العراق هو مركز الثقل في اهتمام العالم الان مشددا على ان ايران مستعدة لمساعدته والتعاون معه في مختلف المجالات. وتمنى ان تنتهي الظروف الامنية والمعيشية الصعبة التي يعيشها الشعب العراقي حاليا في اسرع وقت quot;لنشهد عراقا حرا متحدا متقدماquot;. واوضح انه لم يناقش بعد مع المسؤولين العراقيين القضايا الملحة بين البلدين من دون ان يدلي بتوضيحات اخرى.
ومن جهته قال طالباني ان علاقات العراق الخارجية تتحسن باستمرار مع مختلف الدول وله حاليا علاقات ممتازة مع جميع دول الجوار موضحا ان الرئيس التركي عبد الله غول سيزور العراق قريبا. واشار الى ان زيارة رفسنجاني مهمة جدا في تعزيز العلاقات العراقية الايرانية وانها تؤكد بأن العراق قد خرج من عزلته الدولية.. وقال ان الزيارة هي quot;نعمة من اللهquot;.

وعن وجود منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة في العراق اوضح طالباني ان الدستور العراقي يحظر وجود مسلحين اجانب على الاراضي العراقية وقال ان عناصر المنظمة وقفوا مع النظام الدكتاتوري السابق ضد الشعب العراق ونفذوا هجومات في شمال العراق وقتلوا عشرات الاكراد الابرياء ايضا. واوضح ان العراق يسعى حاليا لاخراج المنظمة واقناع دولة ثالثة باستضافتها. ورفض طالباني سؤالا يتعلق باقتصار مساعدة ايران على الاحزاب الشيعية العراقية مشيرا الى ان لطهران علاقات مع جميع القوى العراقية القومية واليسارية والعروبية ايضا.

وكان رفسجاني وصل الى بغداد اليوم في وقت سابق وهو يترأس مجلس تشخيص مصلحة النظام أعلى هيئة تحكيمية في النظام الإيراني ومجلس الخبراء الإيراني الذي يشرف على عمل المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي. ويقود رفسنجاني في زيارته هذه وفدا دينيا وسياسيا لاجراء مباحثات مع المسؤولين العراقيين في مقدمتهم طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي إضافة إلى زيارة العتبات الشيعية المقدسة في العراق. ومن المقرر أن يلتقي رفسنجاني كبار المراجع الشيعية العراقية اضافة الى شخصيات سياسية ودينية اخرى.

وكان طالباني اختتم امس زيارة رسمية الى طهران استغرقت ثلاثة ايام إيران حيث التقى كبار قادة إيران. ونشبت حرب بين إيران والعراق بين عامي 1980 و1988 أوقعت أكثر من مليون قتيل من الجانبين لكنه وبعد الإطاحة بنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين في عام 2003 فقد تحسنت العلاقات بين البلدين.