تصاعد الإتهامات بين السلطات العراقية ومجاهدي خلق الإيرانية
إتهام بغداد بتجاوزات ودعوة إلى عودة الإشراف الأميركي على quot;أشرفquot;

أسامة مهدي من لندن: إتهم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية التابع لمنظمة مجاهدي خلق المعارضة السلطات العراقية بالإذعان لمطالب نظيرتها الايرانية بطرد المنظمة من العراق، وأكد أن مسؤولي معسكر quot;أشرفquot; التابع لها شمال بغداد لم يمنع لجنة حقوق الإنسان العراقية من مقابلة سكان المعسكر، كما أشارت مستشارية الأمن القومي العراقية، ودعا القوات الاميركية إلى ضمان أمن هؤلاء السكان بحسب الإلتزامات الدولية لواشنطن، وما إنبثق عن توافقات المنظمة مع الولايات المتحدة الاميركية وإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل بداية العام الحالي 2009، حين سلمت مسؤولية الإشراف على المعسكر إلى السلطات العراقية .

وأشار المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية إلى أنه عقب تصريحات أدلى بها خامنئي (مرشد الثورة الإسلامية في إيران) خلال لقائه مع الرئيس العراقي (جلال طالباني) في طهران مؤخرًا حول ضرورة تنفيذ الاتفاقيات الثنائية وطرد مجاهدي خلق من العراق وبعد الزيارة التي قام بها هاشمي رفسنجاني (رئيس مجلس متشخيص النظام) للعراق واستمرت اسبوعًا قبل ايام،أعلنت مستشارية الامن الوطني العراقي أمس quot;في خبر كذب من الفه الى يائه يتسم بالدجل مدعية ان قيادات مخيم اشرف تمنع دخول فريق مسح النوايا التابع لوزارة حقوق الانسان لممارسة مهام عمله بتحديد خيارات السكان ما بين العودة الى ايران او اختيار بلد ثالث للاقامة، مضيفةأنقيادات المخيم ما زالت تمارس دورها السلطوي وتصادر حريات سكان المخيم بين العودة الى ايران او اختيار بلد ثالثraquo; وان الحكومة العراقية لن تتراجع عن قرارها باغلاق المخيمquot;.

واضاف مجلس المقاومة quot;ان هذه التصريحات الكاذبة والزائفة جملة وتفصيلة ليست سوى مؤامرة جديدة ضد سكان اشرف من جهة، ومحاولة لاخفاء موقف المستشار الامن القومي العراقي (موفق الربيعي) وتصرفاته غير القانونية الأخيرة ضد سكان اشرف، والتي اثارت احتجاجات المجمتع الدولي في نطاق واسع من جهة أخرىquot; . واضاف المجلس في بيان صحافي تسلمت quot;ايلافquot; نسخة منه اليوم قائلا quot;في الحقيقة ان سكان اشرف ومسؤوليهم ابدوا تعاونا عاليا مع وفد الحكومة العراقية الذي كان يبدو انه يريد اجراء مقابلات مع سكان اشرف كما وفروا الابنية والبيوت المتنقلة (الكرفانات) الضرورية لاجراء اللقاءات في المكان الذي يرغب فيه الوفد حيث اجرى الوفد الحكومي لقاءات مع 182 من سكان اشرف بشكل خصوصي دون اي مشكلة ومن دون حضور اي فرد من مسؤولي مجاهدي خلق وكان قد حضر الضباط الاميركيون في معظم هذه اللقاءات كما كانت كل من اللجنة الصليب الاحمر الدولي وهيئة الأمم المتحدة quot;اليوناميquot; على اطلاع بالمقابلات التي تجريquot;.

واستطرد مجلس المقاومة الايرانية قائلاً quot;لكنه يبدو ان المسؤول الامني العراقي الذي غضب من صمود سكان اشرف واصرارهم على حقوقهم القانونية ولذلك فقد اقدم بعد مطالبة خامنئي بطرد عناصر مجاهدي خلق من العراق على ايقاف اجراء المقابلات دون اي انذار مسبق وحاليا فأن مستشارية الأمن القومي وتنفيذا لالتزاماتها لنظام الملالي (ايران) صارت تظهر الحقائق بالمقلوب حيث ان المسؤولين الاميركيين والعراقين المتواجدين في اشرف والاجهزة الدولية المعنية كلهم على علم بمطالبة سكان اشرف المستمرة بمواصلة المقابلاتquot;.

وحذر المجلس من مغبة ما اسماه quot; تمهيد الارضية لارتكاب كارثة انسانيةquot; مطالبًا المنظمات الدولية المعنية وخاصة اللجنة الدولية للصليب الاحمر واليونامي بالتواجد في معسكر اشرف quot;وابطال المؤامرات والاستفزازات المملاة من قبل النظام الايرانيquot; على حد قوله. وطالب بضمان حماية سكان اشرف من قبل القوات الاميركية حسب الالتزامات الدولية للإدارة الاميركية وما انبثق عن توافقات سكان اشرف مع الولايات المتحدة الاميركية واعادة الوضع الى ما كان عليه قبل كانون الثاني (ينابر) عام 2009quot; ححين كانت القوات الاميركية مسؤولة عن المعسكر الذي يضم حوالى 4 الاف عنصر من منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة .

وكانت مستشارية الامن القومي العراقية اتهمت الجمعة قيادات مخيم أشرف بمنع دخول فريق مسح النوايا التابع لوزارة حقوق الانسان لممارسة مهام عمله بتحديد خيارات السكان ما بين العودة الى ايران او اختيار بلد ثالث. وقالت ان ldquo;قيادات المخيم ما زالت تمارس دورها السلطوي وتصادر حريات سكان المخيم من خلال منعها لدخول فريق مسح النوايا التابع الى وزارة حقوق الانسان الى داخل المخيم لممارسة مهام عمله بتحديد خيارات السكان ما بين العودة الى ايران او اختيار بلد ثالثrdquo; . وشددت على انrdquo; الحكومة لن تتراجع عن قرارها باغلاق المخيمrdquo;.

واضافت مستشارية الامن القومي ان ldquo;تلك القيادات وفي أطار نفس الممارسات ما زالت تمنع اتخاذ الترتيبات اللازمة لتسهيل مهمة زيارات العوائل لأبناءها من سكان المخيم في اصرار واضح على خرق حقوق الانسان رغم محاولات الحكومة العراقية بتسهيل تلك الزيارات في اطار التزاماتها وتعهداتها وفق المواثيق الدولية واحترام حقوق الانسانrdquo;. وقالت ان هذه المحاولات غير المجدية والتي تتمثل في وضع العصا امام أية محاولة من الحكومة العراقية لتقديم المساعدات والتسهيلات الانسانية لن تثني الحكومة عن مواصلة تعاملها الانساني مع سكان مخيم اشرف وان تلك الافعال لدليل واضح على اصرار تلك القيادات على نهجهم الارهابي وتمسكهم بخيارات ممارسة الاعمال العدائية ضد العراق وشعبه . ودعت المنظمات الدولية quot;الى ادانة تلك التصرفات التي تمثل خرقاً واضحاً لحقوق الانسانrdquo;.

معروف ان منظمة مجاهدي خلق تتخذ من معسكر اشرف بمحافظة ديالى (65 كم شمال شرق بغداد) مقرًا لها منذ ان اعادت تشكيلها في العراق خلال فترة الثمانينات برعاية النظام العراقي السابق الذي كان دخل في حرب مع ايران عام 1980 استمرت ثمانية اعوام حيث شاركت في هجمات ضد اهداف عسكرية ورسمية ايرانية . وبعد الدخول الاميركي الى العراق عام 2003 نزعت القوات الاميركية سلاح عناصر المنظمة وابقت عليهم في قاعدتهم بمعسكر أشرف الذي وضع تحت الحماية الأميركية منذ ذلك الوقت . لكنه بعد توقيع الاتفاقية الامنية بين العراق والولايات المتحدة اواخر العام الماضي فقد تولت الحكومة العراقية مسؤولية مخيم اشرف على أن تبقى القوات الأميركية بداخله لمراقبة الاوضاع فيه بالتعاون مع السلطات العراقية .

وكانت الحكومة العراقية اكدت اواخر العام الماضي إن العراق لم يعد مكانا لمنظمة مجاهدي خلق الايرانية لأن الدستور يمنع التعامل مع منظمات مصنفة على قائمة ldquo;الإرهابrdquo;. واكدت قرارها بفرض سيادتها الكاملة على منطقة معسكر أشرف كجزء من إنتقال المسؤولية الى القوات الأمنية العراقية وقالت أنها quot;ستتعامل مع أفراد هذه المنظمة تعاملاً إنسانياً وبما تفرضه القوانين الدولية المعمول بها والدستور والقوانين العراقية النافذةrdquo;. واشارت الى انها quot;لا تنوي طرد أفراد هذه المنظمة أو إخراجهم من العراق قسرياً وإنما تدعو أفراد هذه المنظمة لإيجاد بديل عن العراق لأي دولة تقبل لجوئهم اليها أو عودتهم الى ايران طوعياً ولمن يرغب منهمrdquo;.