باكستان تشهد نموا جديدا للمنظمة المعادية للولايات المتحدة
أوقفوا طالبان الآن.. وإلا...!!!

ترجمة: نضال نعيسة- إيلاف: تنحو الولايات المتّحدةُ نحو مزيد من التشدد مَع باكستان فيما توغل الإرهابيون نحو ستين ميلاً باتجاه العاصمة. وأوضحت الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، بأنَّها ستُهاجمُ قوّاتَ الطالبان في معقلِهم في وادي سوات، ما لم تقم حكومة باكستان بإيقاف توغل المتشددين نحو إسلام آباد.

هذا فقد قالَ أحد كبار مسؤولي باكستاني، أن إدارةَ أوباما قد تَدخّلتْ بَعْدَ أَنْ انتشرت قوّاتَ الطالبان مِنْ سوات إلى المنطقةِ المجاورةِ والتي تبعد ستين ميلاً مِنْ العاصمة.

لقد استدعت غاراتُ طالبانِ الباكستاني اهتماماً دولياً، وخصوصاً في واشنطن، حيث تخوف مسؤولون بأنّ هذا البلدَ النووي، والدولية المحوريةُ بالنسبة للولايات المتّحدةِ، التي تَشْنُّ حرباً ضدّ الطالبانِ في أفغانستان وضدّ القاعدةِ، كَانَت تنقاد بسرعة إلى المتطرّفين الإسلاميينِ.

فـldquo; التهديد المبطـّنquot;، إذا لم تقوموا أنتم بذلك، فنحن قد نضطر لذلك، كان ماثلاً دائماً هناك ، كما عبر المسؤولَ الباكستانيَ عن ذلك. وأردف قائلاً: بأنّ الاستخبارات الداخلية الباكستانية الـquot; آي.إس. آيISI quot;، وتحت الضغطِ الأميركيِ، أخبرت الطالبانَ بضرورة الانسحاب مِنْ بونر يوم الجمعة.

على أية حال، فقد أشارَت تقاريرُ أمس، بأنّ انسحاب الطالبانَ كَانَ أقل مِنْ الكامل. وكنتيجة لذلك، فإن مئات الآلاف من الناسِ في المنطقةِ، ما زالَوا تحت رحمة المتشددين المُسلَّحينِ، ورؤيتهم المغلقة ِ للشريعة الإسلاميِة.

هذا، وُقد قامت قوات الجيشُ والاستخبارات الأميركيةُ، للتو، بشن عمليات أرضية وجوية محدودة، على الأراضي الباكستانيةِ على طول الحدودِ مَع أفغانستان. إلا أن العمليةَ العسكريةَ العلنيةَ، مثل تلك التي ضربت سوات، بعيداً داخل الحدودِ، فإنها تعتبر مؤشراً على تصعيد هام.

وقد قالَ المسؤولُ، بأن الملاحظاتَ العلنية والصريحة في الأسبوع الماضي التي أدلت بها هيلاري كلنتون، وزيرة الخارجية الأميركي، كَانتْ quot;معدة لرَفْع مستوى الضغطِ على باكستان quot;، لإجبارها على القيام بتحرك ما. لقد حذّرَت كلنتون بأنّ توغل الإرهابيين يشكل تهديداً قاتلاً للأمنِ العالميِ.

لقد كانت واحدة من بين عدة زعماء سياسيين وعسكريين أميركيين يستخدمون هذه اللغةِ القويةِ جداً، للتعبير عن فشلِ باكستان في كَبْح جماح الطالبانِ. فالعميد مايك مولن، رئيس هيئة الأركان المشتركةِ، والذي زارَ باكستان، كان قد صرح بأنّه quot;قلق جداً quot; حيال التَطَوّراتِ، وبأن الموقف قد أصبح سيئاً للغاية، على ما كان عليه قبل أسبوعين من الآن.

أما الجنرال ديفيد بتريوس، مِنْ القيادة المركزية الأميركيةِ، التي تقع أفغانستان ضمن مجال إشرافها - والتي توشك أميركا أن ترسل 17،000 جندياً إضافياً إلى هناك أكثرَ، فقد قالَ، بأن متطرّفي الطالبانَ والقاعدةَ في باكستان باتوا يشكّلون quot;تهديداً خطيراً ومطلقاً على وجود باكستان ذاتهاquot;.

لقد وخزت هذه الملاحظاتِ باكستان بعمق. مما حدا بحسين حقّاني، السفير في واشنطن، إلى اتّهامَ إدارةَ أوباما بجَعْل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لبلادِه للتصدي للطالبانِ.

ldquo; إنه لحري بالولايات المتّحدةَ أن تنحي بتعليقاتها على الحقائقِ الأرضيةِ، في باكستان بدلاً مِنْ ردها إلى المزاجِ السائد في واشنطنquot;. وقالَ أيضاً: ldquo; أكثر الباكستانيين لا يؤيدون طريقةِ حياة الطالبانَ، لكن، وفي نفس الوقت، فإن المشاعر الواسعة الانتشار المعادية تُشوّشُ على عديد مِنْ الباكستانيين متسببة في تشكل وجهات نظر متضاربة حيالها.

quot; نُريدُ أَنْ نغير وجهات النظر تلك، ولكن ينبغي على الولايات المتحدة، وزعمائها أن يساعدونا لتحقيق ذلكquot;.

لقد نجمُت هذه الأزمة الأخيرة، بسبب اتفاق إشكالي لوقف إطلاق نار كانت الحكومة قد وقّعتْه في فبراير/شباطِ، لإِنهاء شهورِ مِنْ المواجهات المريرة بين الطالبانِ والجيشِ في سوات، والتي سببت خسائر كبيرة في الأرواحِ، وأدت إلى عمليات نزوح جماعي مِنْ المنطقة، التي كانت تعتبر، ذات يوم، منتجعاً سياحياً. ويعيش اليوم حوالي الـ 500،000 خارج سوات، ثُلثهم في المعسكراتِ التي تُستَخدم لحِماية اللاجئين الفارين مِنْ القتال في أفغانستان.

لقد وافقَ الطالبانُ على وقف القتال، ونْزعُ السلاح ووقّف تهديد الناس، مقابل فرض الشريعة الإسلامية في سوات. لَكنَّ سوات نفسها، كانت المنطلق الذي اجتاح منه خمسمائة مقاتل مسلحين بعتاد متطور منطقة بونر، تحت قيادة الزعيم المتشدد مولوي خليل.

ففي سوات، وبعد أن استقر المقام بمقاتليه وبدأت قواته ترسخ ذاتها، فإن القائد الطالباني بدأ بفرض سلسلة من الإجراءات القمعية والمتشددة فيها، والتي كانت ذات يوم وادياً هادئاً. فقد أصدر أَوامرَه للفتيات اللواتي بلغن سن السابعة للبس البراقع، وتغطية وجوههن، وللرجال بإبْقاء نِسائِهم داخل البيوت، وإطلاق لحاهم، ومَنعَ الاستماع للموسيقى. وفي عِدّة قُرى، كانت قوات الطالبان تصادر الهواتف النقالة بذريعةِ أنها كانت تصدر أنغاماً موسيقية، أو لوجود صور للنِساءِ عليها.

سَرق الطالبانُ مواش، وصادروا عربات تَعُودُ لمسؤولين حكوميين، وسَلبتْ مكاتبَ بَعْض المنظمات غير الحكوميةِ المحليّةِ. هذا وكان خليل قد أنكرَ في مكالمة هاتفية، بأن الطالبان هي منظمة إرهابية. وقالَ: quot;لقد سحبنا السلاح لنشر رسالةِ اللهِ. إنها مسؤوليةُ كُلّ مسلمquot;. لكنّ السكّانَ يتخوفون من أنها مسألة وقت قبل أن تـُجبر بناتهم على الاقتران بقادة الطالبان، تلك العملية التي بَدأتْ في سوات، جنباً إلى جنب مع عمليات الجلدِ أمام الملأ.

لقد وافقَ خليل على الانسحاب، في اتفاق معلن مع الحكومة جرى يوم الجمعة. لكن السكّانُ المحليّونُ قالوا بأن الانسحاب كَانَ غير مكتمل. لقد خلف خليل وراءه بعض الرجال لإسناد مجموعات ِ الطالبانِ المُسلَّحةِ المحليّةِ، وعدد من المتعاطفين المحليين المنضوين حديثاً مع الجماعة.

quot;هناك الآن عملية حبس جماعي للأنفاسquot;، كما عبـّر عن ذلك سام ظريفي، ، مدير منظمة العفو الدولية في آسيا، مِنْ إسلام آبادquot;. وأردف: quot;إن مراسيم الطالبانَ ما زالَتْ سارية المفعول، وعملية تَفكيك البنى التحتية المدنيِة ما تزال جارية في الواقع، لذا فإن الكثير مِنْ الأطباءِ، والقابلات، والموظفين الحكوميين قد رحلوا، والناس في حال من الوجوم لأنهم يتخوفون من عملية عسكريةquot;.

وكانت الحكومة قد أرسلتْ بضع مئات من القوات شبه النظامية، لكن أدائها لم يكن كما يجب، وبدا كأن أية قوات لم ترسل إلى هناك. هذا ويُريدُ الأميركان من الحكومةَ أَنْ تُحرّكَ القوَّاتَ مِنْ الحدودِ بين الهند وباكستان لمواجهة تهديد الطالبان، لكن سكّانَ بونر متخوفون من عمليةَ عسكرية قد تُسبّبُ إصابات في صفوف المدنيينَ.

عن التايمز