الصحافة اليمنية في مهب الريح:
الرئيس صالح يمنع معاقبة أحد مهاجميه

الولايات المتحدة ترفض المساس بوحدة اليمن واستقراره

معلم وجد نفسه فجأة مسؤولاً عسكريا ومسؤوله التنظيمي قاده للسجن

أحزاب المعارضة تتهم السلطة بإستخدام العنف ضد المواطنين

علي عبد الجليل من صنعاء: منع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح معاقبة ضابط تهجم عليه في اجتماع عقد مع عدد من أبناء محافظة الضلع التي دارت فيها المصادمات الأخيرة بين السلطات اليمنية والمنتمين إلى ما يسمى بالحراك الجنوبي. ونقلت صحيفة quot; الوحدوي quot; اليمنية الناطقة باسم التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري عن مصادر مطلعة أن‭ ‬اجتماعا‭ ‬ضم‭ ‬بعض‭ ‬القيادات‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬محافظة‭ ‬الضالع‭ ‬بالرئيس‭ ‬‬صالح‭ ‬أمس ‬في صنعاء‭ quot; ‬انفض‭ ‬بعد‭ ‬توجيه‭ ‬أحد‭ ‬الضباط‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬الضالع‭ ‬كلاماً‭ ‬قاسياً‭ ‬لرئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬ومجاهرته‭ ‬بأن‭ ‬الأوضاع‭ ‬لن‭ ‬تحل‭ ‬إلا‭ ‬بمغادرته‭ ‬وأتباعه‭ ‬السلطة‭quot;. ‬ وحسب‭ ‬مصادر‭ ‬الصحيفة فإن‭ quot; ‬أفراد‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬سارعوا‭ ‬إلى‭ ‬الإمساك‭ ‬بالضابط‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬رتبه‭ ‬عقيد،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬أمرهم‭ ‬بإطلاق‭ ‬سراحه،‭ ‬لينفض‭ ‬الاجتماع‭ ‬دون‭ ‬تحقيق‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬انعقادهquot;. وأشار المصدر إلى أن أبناء الضالع قاموا بعد‭ ‬ذلك‭quot; ‬‬بحماية‭ ‬الضابط‭ ‬وتأمين‭ ‬عودته‭ ‬إلى‭ ‬الضالع‭quot;.

ورحب الرئيس اليمني اليوم الثلاثاء في كلمة له أثناء افتتاحه أعمال الدورة الاعتيادية الثالثة للجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام (الحزب الحاكم) بأي توجه لدى أحزاب اللقاء المشترك وأحزاب التحالف الوطني للدخول في شراكة وائتلاف حكومي: quot;إذا أردتم أن نكون شركاء وتريدون أن نشكل ائتلاف حكومي يامرحباquot;، لكنه اقترح بالمقابل عليهم إلغاء التعددية، منتقدا ازدواجية المعارضة بجمعها بين الرغبة في الحكم والمعارضة. وقال إن حزب المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك قد اتفقت على تأجيل الانتخابات، إلا أن المؤتمر مستعد للدخول في انتخابات مبكرة إذا كانت بقية الأحزاب جاهزة.

وفي كلمة في المناسبة عن أحزاب اللقاء المشترك قال سلطان العتواني إن quot;جزءا واسعا من الوطن كان إلى وقت قريب محتقن بالمظالم والمعاناة والمشكلات الأمنية والإدارية ومخلفات حرب صيف 1994 والصراعات السياسية السابقة وحين لم يتم النظر إلى ذلك الوضع والانتباه له هاهو اليوم يغلي بالتظاهرات والاحتجاجات التي يقوم بها البعض مستغلا ما وصلت إليه الأزمة في المحافظات الجنوبية الشرقية وما ترتب على المعالجات الخاطئة والصمت السياسي تجاه المطالبات بالحقوق من تداعيات خطرةquot;، وطالب بوضع quot; القضية الجنوبية في إطار حوار وطني شامل يبحث عن الحلول والمعالجاتquot;.

وقال الرئيس اليمني quot; اعتمدنا نظاما سياسيا قائما على التعددية الحزبية وكفالة الحقوق والحريات والتداول السلمي للسلطة ومن يرغب في أن يصعد إلى كرسي الحكم فعليه أن ينافس ببرامجه للفوز عبر صناديق الاقتراع وليس عبر اختلاق الفتن والأزمات و التقطعات أو الاغتيالات و أعمال التخريب والأعمال الإرهابية، فهذه مرفوضة جميعهاquot;. وأكد أن الوحدة اليمنية لم تتأثر حتى أثناء quot; فتنة حرب 94 19في وقت كانت صواريخ اسكود وطائرات التسع والعشرين والفولجا والسوخوي في أيدي الانفصاليين، وانتصرت المبادئ ولم تنتصر الأسلحة لأن المبدأ الذي تمسكنا به كان تحت شعار الوحدة أو الموت وهو الشعار نفسه الذي دافعنا في ظله عن الثورة اليمنية المباركةquot;.

إلى ذلك، طالت الأزمة السياسية في اليمن الصحافة الأهلية و صار مصيرها في مهب الريح. فقد وجهت وزارة الإعلام بسحب ست صحف أهلية من الأكشاك والمكتبات في صنعاء، فيما منعت صحيفة الأيام لليوم الرابع على التوالي من التوزيع و الطباعة. وتمثل الصحف المصادرة quot;المصدر، الوطني، الديار، النداء ، الشارع ، المستقلةquot; إلى جانب (الأيام) اتجاهات مستقلة تنقل مختلف وجهات النظر، وإن غلب عليها إبراز صوت المعارضة، ونشر أخبار عن نشاط الحراك الجنوبي الداعي لانفصال جنوب اليمن عن شماله.

وعبرت نقابة الصحافيين اليمنيين عن احتجاجها لهذا الإجراء ورأت مع أحزاب المعارضة أن ذلك ضد الحريات المكفولة في الدستور وquot;يتنافى مع الديمقراطية حرية الرأي والتعبيرquot;. ودعت أحزاب اللقاء المشترك السلطة إلى quot;احترام قوانين الصحافة ومواثيقها والكف عن مصادرة تلك الصحف وسحبها من الأكشاكquot;. من جانبها أعلنت وزارة الإعلام اليمنية أنه quot;سيتم إيقاف كل الصحف التي تمس بالوحدة الوطنيةquot;. وقال مصدر في الوزارة quot; انه سيتم تطبيق القانون بحق الصحف التي تمس بالثوابت الوطنية والدينيةquot;.

ونقلت الصحف الرسمية دعوة وكيل الوزارة محمد شاهر إلى quot;الإعلام الوطني الرسمي والحزبي والأهلي والمستقل بكل أنواعه سواء منه المرئي أو المقروء أو المسموع في اليمن إلى الارتقاء بنفسه إلى مستوى المسؤولية الوطنية وعدم المساس بالثوابت الوطنية أو الدينيةquot;. من جانب آخر أفادت مصادر رسمية عن تجدد الاشتباكات نهار الثلاثاء بين الجيش وأتباع الحوثي في صعدة شمال اليمن، وأنه قتل أربعة أشخاص بينهم جندي أثناء ذلك.