القاهرة: أعلن ناصر جودة، وزير الخارجية الأردني، اليوم الخميس في تصريح للصحافيين على هامش مشاركته في اجتماع وزراء الخارجية العرب الاستثنائي في القاهرة، ان الدول العربية لن تغيّر في مبادرة السلام العربية التي أقرّتها قمة بيروت عام 2002 وتدعو لتطبيع العلاقات العربية مع اسرائيل مقابل انسحابها الى أراضي الرابع من حزيران/يونيو عام 1967.

وقال جودة أن quot;لا تغيير في مبادرة السلام العربية التي طرحها العرب في القمة العربية في بيروت عام 2002، وجدّدوا التمسك بها في قمم الرياض ودمشق والدوحةquot;، وأن الملك الأردني عبد الله الثاني أكد خلال لقائه الرئيس الاميركي باراك أوباما نهاية ابريل/نيسان الماضي على المبادرة التي تقوم على مبدأ حل الدولتين، quot;الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة على التراب الوطني الفلسطيني، وذلك في إطار الحل الشامل لكافة القضايا في الصراع العربي الإسرائيلي وإعادة كافة الحقوق لأصحابهاquot;.

وكانت تقارير صحافية أشارت الى عزم الدول العربية إجراء تعديلات على مبادرة السلام العربية، تتضمن توطين اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية وقبول عودتهم الى أراضي الدولة الفلسطينية الناشئة وتسريع تطبيع العلاقات مع اسرائيل. وأضاف جودة أنه أطلع وزراء الخارجية العرب quot;على الموقف الإيجابي الذي لمسناه من الإدارة الأميركية وإلتزامها بحل الدولتين وبشمولية الحل المطلوب وتفهم ضرورة الاستعجال بإطلاق مفاوضات مباشرة تؤدي إلى هذا الحل المطلوبquot;.

وقال إن الأردن لمس أيضاً من الإدارة الأميركية أن حلّ الدولتين لا يشكل مصلحة للدول المعنية فقط في الشرق الأوسط، بل لواشنطن أيضاً.

وكان وزراء الخارجية العرب بدأوا في وقت سابق اليوم اجتماعهم الاستثنائي للبحث في تطورات عملية السلام العربية الاسرائيلية وسط تصريحات من مسؤولين عرب ودوليين بأن الاطراف المعنية بالعملية تستعد لاعلان مقاربة جديدة لاحياء العملية المتعثرة منذ سنوات. وقال مسؤولون في الجامعة العربية ان الوزراء سيستمعون الى تقرير من الأمين العام للجامعة عمرو موسى ومداخلات من وزراء خارجية الدول العربية الرئيسية.

ويأتي الاجتماع الطارئ وسط مؤشرات عديدة عن تحركات دولية لبلورة مقاربة او منهج جديد لإعادة احياء عملية السلام في الشرق الأوسط خلال الفترة المقبلة وكذلك تقارير عن محاولات ربط قضية الصراع العربي الاسرائيلي بالملف النووي الايراني. وكان ملك الأردن قال من برلين أمس الاربعاء ان الفترة المقبلة ستشهد تحركا لحل جميع المشاكل العالقة بين اسرائيل والفلسطينيين وسوريا بدعم أميركي وأوروبي.

وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الاربعاء ان العرب يريدون تقديم مشروع متكامل لحل قضية الشرق الأوسط، وليس فقط قضية فلسطين. كما ان المستشارة الألمانية أنغيلا مركل تحدثت أمس الاربعاء عن مشاورات أوروبية وأميركية مع إسرائيل والدول العربية لوضع خطة عمل لاتفاق سلام متكامل ستتبلور خلال الشهور الثلاثة المقبلة، في حين صرح في اليوم نفسه رئيس الوزراء البريطاني السابق ومندوب اللجنة الرباعية طوني بلير بأن الإدارة الأميركية تتولى إعداد الخطة الجديدة بمساعدة أطراف أخرى، متوقعاً أن تحيي الأمل بالسلام.

وكان الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى رفض أمس الاربعاء أية امكانية لتعديل مبادرة السلام العربية، وأكد ان أية فكرة لتعديلها لم تطرح من أي طرف.