موسكو: تبدأ روسيا والولايات المتحدة مشاورات رسمية للتوصل إلى اتفاق لمواصلة تخفيض ترسانتيهما من الأسلحة النووية. وكانت موسكو هي البادئة بطرح فكرة نزع السلاح النووي في بداية الثمانينات من القرن العشرين. واعتبر واشنطن وقتذاك أن موسكو بصدد نصب فخ للولايات المتحدة لأن روسيا السوفيتية كانت متفوقة على الولايات المتحدة في مجال الأسلحة التقليدية.

وحاليا تشترط موسكو لبحث تخفيض ترسانتها النووية تخلي الولايات المتحدة عن خطط نشر الأسلحة في الفضاء والحد من انتشار منظومة الدفاع الصاروخية الأميركية وتوقف الولايات المتحدة عن تطوير السلاح الدقيق التصويب. وتشير كل الدلائل إلى أن واشنطن لا تنوي تلبية هذه الشروط. ولهذا يشتبه محللون روس في أن واشنطن تسعى إلى تحقيق التفوق تحت ستار دعوة الرئيس أوباما إلى إخلاء العالم من السلاح النووي.

ويرى المحلل فيودور لوكيانوف أنه لا يمكن للولايات المتحدة أن تستجيب للمطالب الروسية لأن روسيا لم تعد المصدر الوحيد لتعريض الولايات المتحدة للخطر الصاروخي، فالتوقعات تنبئ بتزايد عدد أعداء الولايات المتحدة المحتملين. ولذلك لا يمكن لأي رئيس أميركي أن يتخلى عن مشروع الدرع الصاروخي، مثلا.

وهناك من يرى أن اتفاق نزع السلاح النووي سيعرض العالم للخطر المضاعف، إذ يطلق العنان لتطوير أسلحة فتاكة أخرى من دون رادع كالردع النووي مثلما فعل اتفاق منع استخدام الأسلحة الكيماوية الصادر في عام 1925، فهو وفر للعسكريين الفرصة للتخطيط لشن العمليات الحربية باستخدام الدبابات من دون خوف من السلاح الكيماوي القادر على إيقاف القوات المهاجمة.

عدد من الحائزين على جائزة نوبل يدعون الى عالم خال من الأسلحة النووية

من جانب أخر دعا عدد من الحائزين على جائزة نوبل للسلام اليوم الاثنين الى عالم خال من الأسلحة النووية. وذكرت وكالة أنباء quot;كيودوquot; اليابانية ان 17 من الحائزين على جائزة نوبل نشروا إعلانا اليوم في صحيفة quot;شوغوكو شيمبونquot; التي تصدر في مدينة هيروشيما التي قصفت بقنبلة ذرية خلال الحرب العالمية الثانية دعوا فيه الى عالم خال من الأسلحة النووية.

ومن بين الموقعين على البيان ناشط السلام من ايرلندا الشمالية ميريد كوريغان،ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي ،والأميركية جودي وليامس الناشطة في مجال مناهضة الألغام الأرضية. ويطالب الإعلان الشعوب حول العالم بحث قادتهم على العمل على إزالة الأسلحة النووية قبل مؤتمر عدم الانتشار النووي الذي سيعقد في العام 2010.

وأضاف الإعلان انه للمرة الأولى خلال سنوات عدة quot;توجد فرصة لحركة حقيقية نحو خفض الأسلحة النووية وإزالتهاquot;. وتابع quot;يمكننا بدل ذلك إنهاء الانتشار وإرساء مسار نحو إزالة الأسلحة النووية ،أو انتظار تكرار فظائع هيروشيما وناغازاكيquot; .