موسكو: تبدأ روسيا والولايات المتحدة الثلاثاء مفاوضات جديدة للتوصل الى معاهدة لخفض ترسانتيهما النوويتين ستكون لها انعكاسات مهمة على الامن العالمي بنظر عدد من الخبراء. وستشكل هذه المفاوضات التي يفترض ان تفضي الى معاهدة تحل محل اتفاق ستارت عند انتهاء مدته في نهاية السنة، الاستئناف الرسمي لآلية بدأت عام 1969 ابان الحرب الباردة بعد لقاء عقد في نيسان/ابريل في روما بين ممثلين عن الوفدين الروسي والاميركي.

وثمة خلافات كثيرة بين البلدين حول حجم اسلحتهما النووية الاستراتيجية وطبيعتها واستخدامها، غير ان موسكو وواشنطن اعلنتا اخيرا انه من الممكن الان تسويتها. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل ايام لدى عودته من الولايات المتحدة حيث التقى نظيرته الاميركية هيلاري كلينتون quot;ثمة فرص كبيرة للتقريب بين موقفينا وابرام اتفاقاتquot;.

وافاد البيت الابيض السبت ان الزيارة الاولى التي يقوم بها الرئيس الاميركي باراك اوباما الى موسكو مطلع تموز/يوليو ستكون quot;فرصة للولايات المتحدة وروسيا الاتحادية لاعادة التأكيد على التزامهما من جل تخفيض الاسلحة النووية والتعاون على صعيد منع انتشارهاquot;. ولم يسجل تقدم يذكر في المفاوضات حول معاهدة ستارت-1 في عهد سلفه جورج بوش، ما اثار مخاوف من التخلي عن الاتفاقية التي تنتهي مدتها في الخامس من كانون الاول/ديسمبر وهي تحد الترسانة النووي للقوتين العظميين ب1600 صاروخ وستة الاف رأس نووية.

ويرى الخبراء ان استئناف مثل هذه المفاوضات حول مسألة ثنائية ذات ابعاد دولية سيساهم في تبديد الانطباع بان واشنطن تتحرك من طرف واحد وسيمهد للتعاون مع روسيا في مجالات اخرى. واوضحت مجموعة خبراء مكلفة من الكونغرس الاميركي في تقرير نشر مطلع ايار/مايو ان الولايات المتحدة بحاجة لاجراء مفاوضات مع روسيا حول نزع الاسلحة لاسباب تتخطى الحد من الترسانة النووية.

وكتبت اللجنة النيابية حول المسائل الاستراتيجية الاميركية بقيادة وزير الدفاع السابق ويليام بيري في الوثيقة quot;حان الوقت لتجديد السيطرة على الاسلحة مع روسياquot;. وتابع واضعو التقرير quot;يجدر بالولايات المتحدة ان تضع خططا لاجراء حوار اوسع نطاقا واكثر طموحا (مع روسيا ودول اخرى) من اجل الدفاع عن مصالحها على صعيد السيطرة على الاسلحة وبصورة عامة الاستقرار الاستراتيجيquot;.

ويرى فلاديمير دفوركين الجنرال المتقاعد الذي شارك من الجانب السوفياتي في صياغة اتفاقات الحد من الاسلحة الاستراتيجية في السبعينات واتفاقات ستارت في الثمانينات، ان المفاوضات الجديدة ذات اهمية كبرى. وقال متحدثا quot;ان الامر لا يقتصر على عدد الاسلحة. العملية بحد ذاتها مهمة لان فكرة نزع السلاح الاستراتيجي بشكل شامل باتت الان مطروحةquot;.

وتابع quot;انها عملية طويلة ستستمر عقودا، لكنها ضرورية لان ازالة جميع الاسلحة النووية يشكل في نهاية المطاف شرطا مسبقا لسياسة امنية جديدة لا تقوم على التهديد باللجوء الى القوةquot;. وفي موسكو سيكون الوفد الاميركي بقيادة روز غوتيمولر مساعدة وزيرة الخارجية المكلفة مراقبة اتفاقات نزع السلاح، فيما يرئس الوفد الروسي اناتولي انتونوف مدير قسم الامن ونزع السلاح في وزارة الخارجية.