إسلام آباد: في ظل تصاعد وتيرة الحرب ضد الارهاب وامتداد التشدد الى أجزاء أخرى من البلاد كثف الجيش الباكستاني عملياته العسكرية وبدأ بنقل بعض المسؤوليات الى قوات الحدود الاساسية (قوة شبه عسكرية). وأثارت القوات المسلحة الباكستانية غضب الجماعات الاصولية المسلحة منذ دخول الجيش في الحرب ضد الارهاب بالتعاون مع القوات الأميركية عام 2002 ما ادي الى مقتل آلاف المسلحين و 1400 جندي.

وتعرض الجيش الباكستاني - على الرغم من الجهود التي يبذلها للقضاء على ظاهرة الارهاب وتخليص البلاد من التشدد - الى انتقادات شديدة في انحاء البلاد كافة. وقالت مصادر أمنية لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان بعض هذه الانتقادات تعود الى ان الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف كان يتولى مهام عمله كرئيس للبلاد ورئاسة اركان الجيش بالاضافة الى العمليات العسكرية التي يشنها الجيش على الارهابيين.

واضافت المصادر ان المعادلة تغيرت بسرعة منذ تولي رئاسة اركان الجيش الباكستاني الجنرال اشفق برويز كياني حيث حلت قوات الحدود الاساسية وهي قوة شبه عسكرية محل الجيش النظامي بشكل كبير لمحاربة الارهاب في المناطق الشمالية في الاقاليم الحدودية والمناطق القبلية التي تديرها الحكومة الاتحادية.

واعربت المصادر عن اعتقادها بأن الجيش الباكستاني يرغب بأن تقوم الحكومة بمسؤولياتها الى جانب استخدام القوة والدخول في حوار سياسي مع الارهابيين من اجل حل المشكلة حلا سلميا. واشارت الى ان قوات الحدود الاساسية خلال العملية العسكرية في مقاطعة ملقند - التي تضم وادي سوات بالاضافة الى المناطق القبلية - تولت دورا اكبر في العملية.

يذكر ان تقارير وسائل الاعلام الاجنبية في الآونة الاخيرة اوصت بأن تقوم ادارة الرئيس الأميركي باراك اوباما بوضع خطط لتدريب الجيش الباكستاني في مكافحة الارهاب خشية ان تكون مفتقرة الى الخبرة الفنية والمعدات العسكرية لمواجهة عناصر حركة طالبان. وذكرت المصادر أن القوات الأميركية تقوم بالفعل بتدريب قوات الحدود الاساسية في المناطق القبلية التي تديرها الحكومة الاتحادية مشيرة الى ان حرس الحدود وليس قوات الحدود الاساسية هم بحاجة الى التدريب والى المعدات العسكرية.

واضافت ان قوات الحدود الاساسية تلقت تدريبات كافية ولديها المعدات بشكل افضل من حرس الحدود كما انها تبلى بلاء حسنا في العمليات التي تشنها في وادي سوات والمناطق القبلية الاخرى. يذكر ان رئيس الاركان الباكستاني الجنرال اشفق برويز كياني رفض قبل يومين دعوات لتدريب القوات الباكستانية واصفا تلك التقارير بانها quot;تلميحاتquot; حول قدرات الجيش الباكستاني ازاء مكافحة التمرد.

وقال كياني في بيان له quot;ان الجيش الباكستاني قد وضع مجموعة كاملة من التدريبات على مكافحة التمرد مصممة خصيصا لتدريب القوات على عمليات مكافحة الارهابquot;. يذكر ان الجيش الباكستاني لا يتلقى تدريبات على يد اجانب الا فيما يتعلق ببعض الأسلحة والمعدات المتخصصة.