إيلاف من الجزائر: دعا علماء quot;الدعوة السلفيةquot;، ليلة الأربعاء، التنظيم المتمرد quot;قاعدة بلاد المغرب الإسلاميquot; إلى تطليق العنف وحقن الدماء في الجزائر، وجاء في رسالة نقلتها quot;صحيفة quot;الوطنيquot; الصادرة غرب الجزائر عن quot;علماء الدعوة السلفية المباركة ببلاد المغرب العربي الإسلاميquot; و تلقت quot;إيلافquot; نسخة منه - أنّ خطف الرهائن وقتل الأبرياء وترويعهم أعمال تشوّه لصورة الإسلام.

وبلغة هادئة للغاية، ومنطق انبنى على أحكام الشريعة الإسلامية، خاطب هؤلاء العلماء غلاة القاعدة على غرار: أبو مصعب عبد الودود، عبد الحميد أبو زيد، ومختار بلمختار، وأهابوا بهم للكف عن شق عصا التمرد والعودة إلى جادة الصواب، واستهجن العلماء تهديد تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بقتل الرهينتين اللتين يحتجزهما (بريطاني وسويسري) وعرض التنظيم مقايضة الرهينة البريطاني بأبي قتادة الفلسطيني الموصوف بكونه مفتي الجماعة الإسلامية المسلحة صاحبة المجازر الدموية في الجزائر خلال أواسط تسعينيات القرن الماضي.

وتعجب العلماء كيف أن أمراء القاعدة الذين انشقوا عن الجماعة الإسلامية المسلحة، استنكارا لما كان ترتكبه (جماعة الخوارج) على خلفية إبادتها) الصبيان والنساء والشيوخ، ليقدم نفس هؤلاء الأمراء اليوم بفعل ما أنكروه على غيرهم.

وطالب مشايخ الدعوة السلفية المباركة، من quot;أبي مصعب عبد الودودquot; أن يجيب عن تساؤلهم ويوضح أسباب ودواعي هذه المفارقة الغريبة التي وقع فيها، واستعرض العلماء جملة من الأدلة الشرعية التي تعرّي ما يقترفه أتباع القاعدة، وتجرد هذه الجرائم من أي سند شرعي، والملاحظ أنّ هذا البيان لم يخاطب رؤوس القاعدة بلغة النهي والزجر، وإنما تعامل معهم كإخوة، يتوجب نصحهم.

وخلص علماء الدعوة السلفية المباركة إلى مناشدة أمراء تنظيم القاعدة لإطلاق سراح الرهينتين المذكورتين، لأنّ ذلك مثلما قالوا يضيّق على دعوة الإسلام الصحيحة، ويتعارض مع كل ما ذهب إليه علماء المسلمين بمن فيهم منظرو الجماعات الجهادية من أمثال الشيخ أبي محمد المقدسي في كتاباته الأخيرة، والذي يعدّ أكبر مرجعية دينية شرعية علمية للجماعات الجهادية.