تفاوتت بين التفاؤل الحذر ودعوة المسلمين إلى مراجعة سلوكهم
إيلاف ترصد ردود الفعل على خطاب أوباما بين النخبة المصرية

حفاوة مشوبة بحذر تجاه خطاب أوباما التصالحي مع العالم الإسلامي

كفاية: الخطاب نسخة كربونية من سياسة بوش لكن بتعبيرات اوباما

أوباما يمد جسور الثقة مع المسلمين... ويؤكد الإلتزام بحل الدولتين

الرياض والقاهرة إمتحان أوباما الأول والأخير

نبيل شرف الدين من القاهرة: بدا واضحاً من خلال رصد ردود الفعل سواء في الشارع المصري أو بين النخبة أو في وسائل الإعلام على اختلاف توجهاتها، أنها أجمعت على اعتبار تلك الزيارة والخطاب الذي ألقاه الرئيس الأميركي باراك أوباما خطوة بالغة الأهمية على طريق إعادة ترسيم العلاقات بين الغرب والشرق، بل وصل الأمر إلى حد وصفها بتعبير quot; زيارة حج quot; نجحت لدرجة كبيرة في ترطيب الأجواء المحتقنة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي.

غير أن مراقبين ودبلوماسيين رأوا في خطاب الرئيس أوباما مبادرة من المجتمع الغربي والأميركي تستهدف الشعوب الإسلامية وليست الحكومات، وهو ما ذهب إليه السفير حمدي صالح، مدير التخطيط السياسي بالخارجية المصرية، الذي رفع لافتة quot; التفاؤل الحذر quot; باعتبارها العنوان الأبرز في ردود الفعل على خطاب الرئيس أوباما، كما أشارت مراكز بحثية في القاهرة إلى أن ردود الفعل تفاوتت بين ترحيب النظام الرسمي العربي، وتشكيك دوائر المعارضة خاصة الراديكالية منها سواء في اليمين الديني أو اليسار، كما تحفظت قوى سياسية على إبداء مواقف محددة حياله .

أما التفاؤل فيرجع إلى اللغة الجديدة التي حرص على الحديث بها منذ أن استهل خطابه بإلقاء السلام بالعربية على الحاضرين، ثم اقتباسه آيات من القرآن ثماني مرات، فضلاً عن تطرقه إلى أبرز القضايا الإشكالية في المنطقة، كما لم يحمل العالم الإسلامي وحده المسؤولية عن توتر العلاقات مع الغرب .
والحذر يرجع إلى ما تراه قطاعات في الشارع العربي والإسلامي فجوة بين اللغة الجديدة التي استخدمها أوباما واقتحام الملفات الشائكة، سواء تلك التي تتعلق بالقضية الفلسطينية أو المسألة العراقية أو الأفغانية أو غيرها، وهو ما عبر عنه الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوى بالأزهر بقوله إنه بالفعل دليل على بدء عهد جديد واعد من العلاقات، غير انه دعا إلى وضع خطة للانسحاب من أفغانستان على غرار خطة الانسحاب من العراق .

ثمة تحفظ من نوع آخر جاء هذه المرة من التيار الليبرالي، إذ عبر هؤلاء عن قلقهم حيال ما وصفوه باللغة الناعمة في التعامل مع قضايا دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان، معربين عن مخاوفهم من إمكانية مقايضة تلك القيم بالمصالح، وفي هذا السياق قال المعارض المصري أيمن نور إن ما ورد في الخطاب قد لا يلبّي تطلُّعات البعض، لكن هذا لا ينفي أن ما طرحه الرئيس اوباما يمثِّل بداية نهْج جديد يحقِّق الشراكة والاحترام المتبادَل وتصيغه المبادرات الواعِية والعمل المشترك، وتؤكد أن الولايات المتحدة، كما ستقدم مبادرات لن تفرضها على الآخرين، لكنها تتوقع أيضا مبادرات من الآخرين لن تتجاهَلها .

غير أن الإعلامي البارز عماد الدين أديب عقّب على تلك المخاوف بقوله إن أوباما أفلح في تحريك المياه الراكدة من خلال خطابه الموجه إلى المسلمين بلغة تصالحية جديدة بشرت ببداية جديدة تهدف إلى علاقة قائمة على المصالح والاحترام المتبادل بين الولايات المتحدة والمسلمين.

وفي كل الأحوال فإن ردود الفعل في مجملها على خطاب الرئيس أوباما للعالم الإسلامي الذي ألقاه من جامعة القاهرة تصب في اتجاه التفاؤل بلغة تصالحية جديدة من قبل سيد البيت الأبيض، وتحمل أيضاً قدراً من التوازنات السياسية الدقيقة في منطقة مثقلة بالأزمات السياسية والأمنية المزمنة .