غزة: عبر بعض الفلسطينيين في قطاع غزة عن املهم في ان يترجم الرئيس الاميركي باراك أوباما مضمون خطابه الى العالم الاسلامي بخطوات عملية الا ان حركة حماس اعتبرت ان فيه quot;الكثير من المتناقضات وان كان يحمل تغيرا ملموساquot;. وقال الطبيب خضر عفانة quot;الخطاب كان متوازنا، كل ما نامله ان يترجم ما جاء في الخطاب على ارض الواقع، نأمل ان يتمكن الرئيس أوباما من تحقيق ما ورد في خطابه وان تصل رسالته الي جميع الشعوبquot;.

واضاف quot;نامل من الجانب الاسرائيلي ان يستوعب هذه الرسائل ويحقق ما هو مطلوب منهquot;. من جانبه، اعتبر محمد رشيد (40 عاما) ان خطاب أوباما quot;جاء لتبرير حرب اميركا ضد الاسلام والمسلمين خاصه في العراق وافغانستان وتجميل صورة اميركا لدى العالم الاسلامي، كما ان خطابه احتوى على لغة تهديدية حيث استخدم لغة التهديد والترغيبquot;.

ولم يختلف معه رائد الكيلاني (32 عاما) الذي قال في احد المقاهي في غزة ان quot;أوباما شخص انتخب امريكيا فجاء ليحسن الصورة الامريكية في الشرق الاوسط والعالم العربي، فامريكا راس الهرم في العالم وعليها نقمة من العالم العربي لانها قامت بحروب ودمرت شعوب باكملهاquot;. وكانت مقاهي غزة شبه فارغة عند الظهر الخميس، ولم يبد المواطنون اي اهتمام بمتابعة الخطاب عبر شاشات التلفزيون خاصة ان الخطاب جاء اثناء ساعات العمل.

ويقول عماد عبد الرحمن (35 عاما) ان أوباما كان quot;معنيا بالحفاظ على امن الاطفال الاسرائيليين وهو تجاهل مرحلة الحرب التي مررنا بها وتجاهل معاناة الاطفال الفلسطينيينquot;. لكن علا وهي ربة منزل (35 عاما) عبرت عن اعجابها بخطاب الرئيس الاميركي بقولها quot;خطاب أوباما رائع و ايجابي فقد كان يتحدث بشكل يوحي انه يريد التغيير والمصالحة مع العالم الاسلاميquot;.

ويعتقد المحلل السياسي مخيمر ابو سعدة ان quot;خطاب الرئيس أوباما هو خطاب تاريخي لعدة اعتبارات فحديثه عن وقف وتجميد الاستيطان بشكل كامل كان شيئا مهما جدا لا سيما انه قال ان الولايات المتحدة الاميركية لن تقبل استمرار الاستيطان وتوسيع الاستيطان في الاراضي الفلسطينيةquot;. وتابع في حديث مع وكالة فرانس برس quot;كما انه تحدث عن حل الدولتين كاساس لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي واعتقد ان هذه القضايا كانت ملفتة للانتباة ويضاف الى ذلك انه استخدم ايات قرآنية عدة مرات للتدليل على اهمية الخطاب وهذه لفتة مهمة جداquot;.

الا ان حركة حماس اعتبرت ان quot;هذا الخطاب دغدغة للعواطف ومليء بالمجاملات وكان معنيا بشكل كبير جدا بتجميل وجه اميركا امام العالمquot;، وفقا لفوزي برهوم المتحدث باسم الحركة.واضاف برهوم ان الخطاب quot;فيه كثير من المتناقضات وان كان يحمل تغيرا ملموسا في حديثه وفي تصريحاته وفي سياستهquot;. وتابع ان quot;هذه المتناقضات اتت في اطار انه قال ان حماس مدعومة من الشعب الفلسطيني، وفي اللحظة نفسها لم يتكلم عن احترام شرعية حماس التي جاءت بالاختيار الديموقراطيquot;.

وقال ايضا ان quot;أوباما اشار في حديثه الى محرقة اليهود التي تسببت بها النازيةquot;، من دون الاشارة الى حماس والشعب الفلسطيني quot;ولم يتكلم عن محرقة (قطاع) غزة التي سببها الاحتلال الاسرائيلي، وهذا اخفاء للعدوان ونتائجه المستمرة على شعبنا الفلسطينيquot;. واعتبر برهوم ان أوباما quot;تكلم عن سياسة اميركية جديدة، ولكن لم يعتذر عن السياسات الاميركية الخاطئة التي دمرت العراق وافغانستان بل كان مبررا لسياسة (الرئيس الاميركي السابق جورج) بوش التي دمرت الشعب الفلسطينيquot;.

من جهتها، رحبت السلطة الفلسطينية بخطاب أوباما الموجه الى العالم الاسلامي ووصفته بانه quot;بداية جيدةquot;. وفي مدينة البيرة في الضفة الغربية، قال خليفة ابو حمدية (46 عاما) quot;بتقديري ان اميركا وحدها القادرة على اجبار اسرائيل على الاعتراف بالحقوق الفلسطينيةquot;. واضاف quot;حديث أوباما جيد، لكننا نريد افعالا على الارض وليس فقط اقوالاquot;.

من جانبه اعتبر شوقي فؤاد (32 عاما) وهو مهندس الكتروني ان حديث أوباما quot;تخدير للشعوب العربية وحديث اعلامي فقطquot;. وقال quot;نحن نريد انهاء معاناتنا بالافعال وليس بالاقوالquot;. وفي احد المراكز الطبية وسط مدينة رام الله، تجمع طاقم الاطباء وبعض المراجعين لمتابعة خطاب أوباما الذي كان يبث من خلال تلفاز مثبت في قاعة الانتظار. وقال الدكتور مرتجى الفار (57 عاما) quot;واضح ان هناك لغة جديدة في الخطاب الاميركي، ونية لدى الادارة الاميركية بتغيير علاقتها مع الامة العربيةquot;.

لكنه اضاف quot; هذه اللغة كان من المفترض ان تأتي منذ زمن طويلquot;، معتبرا انه quot;ليس المهم فقط الاعلان عن النية للمصالحة والتقارب، بل الاهم من ذلك هو ترجمة النية الى افعال على الارضquot;. وتظاهر مئات الفلسطينيين في قرية بلعين في الضفة الغربية في رسالة موجهة الى الرئيس الاميركي باراك أوباما للضغط على اسرائيل لوقف الاستيطان، حسب ما قال منظمو التظاهرة.

وحمل المتظاهرون لافتة ضخمة كتب عليها بالانكليزية quot;أوباما انظر 42 عاما من الاحتلالquot;. وقال منسق لجنة مواجهة الجدار في قرية بلعين عبد الله ابو رحمة لوكالة فرانس برس quot;الهدف من هذه التظاهرة هو توجيه رسالة الى الرئيس الاميركي باراك أوباما، للضغط على اسرائيل لوقف الاستيطانquot;. واضاف quot;42 عاما من الاحتلال الاسرائيلي والاستيطان الاسرائيلي لم يتوقف، ورسالتنا اليوم هي انه لن يكون هناك سلام في ظل استمرار الاستيطان، وعلى الادارة الاميركية ان تضغط على اسرائيل لوقف هذا الاستيطان كي يكون هناك امكانية للسلامquot;.