بغداد: وصل جو بايدن نائب الرئيس الاميركي الخميس الى بغداد في زيارة مفاجئة بعد يومين من انهاء القوات الاميركية انسحابها من المدن العراقية، بحسب ما اعلن مسؤولون اميركيون وعراقيون. وصرح وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري انه كان في استقبال بايدن في مطار بغداد.

وكان البيت الابيض قال في بيان ان quot;نائب الرئيس بايدن وصل الى العراق لزيارة القوات الاميركية ولقاء القادة العراقيين بمن فيهم الرئيس جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس مجلس النواب اياد السامرائيquot;.

وتأتي زيارة بايدن بعد يومين من انسحاب الجنود الاميركيين من المدن العراقية التي انتقلت السيطرة فيها الى الجيش والشرطة العراقيين.

واعتبر الرئيس الاميركي باراك اوباما ان هذا الانسحاب quot;مرحلة مهمةquot; نحو استعادة العراق لسيادته الكاملة، لكنه نبه الى ان quot;اياما صعبةquot; لا تزال تنتظر هذا البلد.وكان بايدن زار العراق في كانون الثاني/يناير الفائت، وذلك بعد اسبوع من توليه منصبه كنائب للرئيس.

وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اعتبر اليوم أن عدم قبول شركات عالمية استثمار حقول نفطية عراقية في جولة التراخيص الاولى التي جرت ببغداد الثلاثاء الماضي لا يمثل فشلا بل مسألة مصالح فحسب. وقال المالكي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي فرنسوا فيون quot;لا نستيطع ان نسميه فشلا، انما هي مصالح، والعراق يرى مصالحه بنوع من التعاقد في مجال النفط، والشركات ترى مصالحها بنوع آخر من التعاقدquot;.

وأضاف quot;اذا كانت هذه الجولة من التعاقد لم تحقق رغبة الحكومة العراقية ووزارة النفط، فانها قطعا لم تتوقف عن العمل من أجل تفعيل عملية استكمال طاقات العراق النفطية، لاستخدام وارداته في اعادة الاعمار للنهوض بالاستثمارquot;.

وتابع المالكي quot;هذه الجولة نجحت مع بعض الشركات، ولم تنجح مع أخرى، ولذلك وزارة النفط سوف تفكر في كيفية استثمار ثرواتنا النفطية بعد الاستقرار الامني وبعد تعاظم الحاجة لزيادة عائداتنا النفطيةquot;.

وكانت شركتا quot;بي بيquot; البريطانية وquot;سي بي ان سيquot; الوطنية الصينية قد فازتا بعقد تطوير حقل الرميله، أكبر حقول العراق النفطية المنتجه بجنوب البلاد.

ولفت المالكي اليوم الى أن quot;الشركات الفرنسية لها تاريخ في العمل بالعراق ولها رغبة وتصميم على العودة بعد انقطاع اضطراريquot;، مشددا على ان الظروف التي كانت تعيق مجيئها الى العراق قد زالت. وأضاف أن quot;العراق يطمح الى ان يكون هناك بالاضافة الى التعاون الاقتصادي، تعاون سياسي وتبادل بين مؤسسات المجتمع المدنيquot;.

واعتبر المالكي توقيع مذكرات تعاون في مجالات التجارة والامن والدفاع والثقافة بين العراق وفرنسا خلال زيارة فيون مرحلة جديدة، quot;سيما اننا لا نبدأ من الصفر انما نستعيد تاريخ من العلاقات والتعاون الايجابي بين البلدينquot;.

من جانبه قال فيون الذي كان وصل الى بغداد في زيارة غير معلنة على رأس وفد اقتصادي رفيع يضم رؤساء عدد من الشركات، ان quot;الشخصيات التي حضرت معي اليوم جاءت بنية قوية لتطويرالانشطة في العراقquot;.ولفت الى أن ذلك quot;يحتاج بالضرورة الى وضع أمني مستقر يستمر في التحسّنquot;.

وشدّد فيون على انه ليس هناك ما يمنع من تفعيل علاقات التعاون الاقتصادي بين البلدين، التي كانت موجودة بينهما.وتعتبر زيارة فيون الى العراق الأولى لمسؤول فرنسي بهذا المستوى منذ غزو هذا البلد عام 2003.

وبحث فيون مع المالكي سبل الارتقاء بالتعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات، بالاضافة الى الوضع الامني والسياسي في العراق والمنطقة والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

وحضراللقاء عدد من كبار المسؤولين العراقيين وأعضاء الوفد الحكومي والاقتصادي المرافق لرئيس الوزراء الفرنسي.وتم اثر اللقاء التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم والتعاون بين البلدين، لا سيما في مجالات التعاون الامني والتسليحي، وذلك في ضوء اتفاق تم اثناء زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لبغداد في 10 شباط/فبرايرالماضي.

ويرافق فيون وفد حكومي واقتصادي وتجاري يضم 30 عضوا ومن المفترض ان يوقع خلال الزيارة على عدد من اتفاقات وبروتوكولات التعاون الثنائي في المجالات كافة. كما يلتقي فيون في وقت لاحق بالرئيس العراقي جلال الطالباني في مدينة السليمانية بأقليم كردستان العراق ليبحث معه قضايا مماثله.