العراق يؤكد حقه بإستضافة القمة العربية اللاحقة بعد الدوحة
المالكي: نرحب بالمعارضين... موسى: الأمل بزغ في العراق
أسامة مهدي من لندن: أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ترحيبه بعودة المعارضين والالتحاق بعملية المصالحة، مؤكدًا قدرة العراقيين شعبيًا وعسكريًا واستخباراتيًا على ملء الفراغ الذي سيخلفه انسحاب القوات الاميركية من العراق. فيما أبدى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ارتياحه لعودة الامن والاستقرار الى العراق، وبدء عمليات الوفاق فيه، مشددًا بالقول إن الامل قد بزغ في العراق وأكد ضرورة استئناف العراق لدوره العربي في حين اكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري حق العراق في استضافة القمة العربية اللاحقة لقمة الدوحة التي ستعقد نهاية الشهر الحالي، مشيرًا الى استعداد بلاده للتوسط لبدء حوار عربي ايراني.
مؤتمر صحافي للمالكي وموسى
وفي مؤتمر صحافي مشترك عقب مباحثاتهما في بغداد اليوم اشار المالكي بعد ان رحب ترحيبًا كبيرًا بموسى، الى ان الجامعة العربية تابعت الاوضاع في العراق واستضافت مؤتمرًا للمصالحة العراقية (عام2006).. وقال ان موسى قد اطلع الان على جهود الحكومة العراقية ومساعيها لتثبيت المصالحة والسير بها الى نهايتها ونبذ الطائفية وما سببته من اضرار للعراقيين وعودة العراق الى محيطه العربي.
واكد اهمية دور الجامعة العربية في مساعدة العراق على استعادة السفراء والعلاقات مع جميع الدول العربية ودعمه في انجاز عمليات التنمية واعادة الاعمار، مشيرًا الى استيعاب العراق لمساهمة العرب وشركاتهم في هذا المجال. وحول قدرة العراق على ملء فراغ انسحاب القوات الاميركية اكد المالكي قدرة العراقيين الشعبية والعسكرية والاستخبارية على ملء فراغ الانسحاب الاميركي اضافة الى التفاهمات مع الادارة الاميركية بعدم الانسحاب من اي منطقة غير امنة. وفي ما يخص مسيرة المصالحة الوطنية اشار الى ان المصالحة سائرة والترحيب بالمعارضين قائم خاصة مع تاكدهم بان العراق لا يسير نحو الطائفية، لكنه اوضح ان ذلك يتم ضمن ضوابط الدستور.
ومن جانبه، قال موسى انه استمع من المالكي الى تقييم عن تقدم الاوضاع في العراق نحو الهدوء والاستقرار بعيدًا عن العنف والطائفية. وقال ان العراق الجديد يتشكل الان ويتجه الى التنمية والاعمار وان دوره العربي يجب ان يستأنف سريعًا. واشار الى انه شعر ان المصالحة الوطنية سائرة وان السياسات القائمة حاليًا قد ادت الى الاستقرار.. وشدد بالقول ان الامل قد بزخ في العراق.
ومؤتمر صحافي لموسى وزيباري
وخلال مؤتمر صحافي ثان بين موسى ووزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري اكد هذا الاخير ان تواصل الجامعة العربية مع العراق لم ينقطع واشار الى انه بحث مع الامين العام قضايا تتعلق بمؤتمر القمة العربية بالدوحة نهاية الشهر المقل وحق بلاده بالاحتفاظ برئاسة القمة التي تليها واستضافتها في العراق الذي يشهد وضعًا امنيًا مستقرًا. واكد ان توسيع الدور العراقي عربيًا هو حاجة عربية كما هو حاجة وطنية. وقال ردًا على سؤال ان العراق مستعد للتوسط بين ايران والعرب لبدء حوار بين الطرفين مشيرًا الى ان هذه الدولة جارة للعراق وللبلدين مصالح مشتركة. واشترط لهذه الوساطة تهيئة الظروف الموضوعية لها لتامين نجاحها.
وعن تطور العلاقات السورية الاميركية اعرب زيباري عن الامل في تحسن علاقات البلدين، مشيرًا الى ان اي تخفيف للتوتر في منطقة الشرق الاوسط يصب في صالح الامن والاستقرار في العراق. وحول خروج العراق من عقوبات الفصل السابع لميثاق الامم المتحدة اوضح زيباري ان مجلس الامن اصدر قرارا اواخر العام الماضي اعتبر فيه ان العراق لم يعد يشكل تهديدا للوضع الدولي وعليه فان العراق سيبدا مباحثات مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في حزيران (يونيو) المقبل لمتابعة ذلك القرار وما يترتب عليه من اخراج العراق من ذلك الفصل.
ومن جانبه، اشار موسى الى ان الجامعة العربية تتابع التطورات في العراق وتوجهه نحو التنمية والبناء وانجاز المصالحة الوطنية ولياخذ العراق دوره العربي والدولي. واضاف ان الجامعة تعمل على مساهمة منظماتها ووكالاتها المتخصصة في عمليات التنمية العراقية. واكد دعم الجامعة العربية لعملية المصالحة لكنه اشار الى ان هذه العملية عراقية بالدرجة الاولى لكن دور الجامعة هو الدعم والتاييد لها. وحول امكانية انضمام العراق الى مجلس التعاون الخليجي اوضح موسى ان هناك لقاءات عراقية خليجية حول الموضوع. وعما ما اذا كانت هناك مخاوف لدى الجامعة من الانسحاب الاميركي في العراق اكد موسى انه لامخاوف من ذلك وانه لامر طبيعي ان تنسحب القوات الاجنبية من البلاد مؤكدا قدرة العراق على ملء فراغها لانه بلد كبير وقوي ولديه الكوادر الكافية للحفاظ على الامن والاستقرار.. واضاف ان المصالحة الوطنية ستعزز من هذه القدرة وتشكل اساسًا متينًا للاوضاع في البلاد.
ومباحثات مع برهم صالح
وكان موسى بدأ مباحثاته في بغداد الليله الماضية بأجتماع مع نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح يرافقه وفد رسمي كبير ضم عددا من الوزراء حيث تم بحث اخر المستجدات والتطورات على الساحتين العراقية والعربية. وفي بداية الاجتماع رحب صالح بزيارة موسى للعراق مشيرًا إلى أن لها دلالات مهمة وان حضوره وكذلك المسؤولين العرب يبعث برسائل ايجابية للعالم كله، مؤكدًا ان العراق يؤمن بضرورة وجود الدور العربي الفاعل في الساحة العراقية والعربية. واضاف ان العراق قد خرج من النفق المظلم الذي اراده له اعداؤه البقاء فيه وسيكون دائمًا عونًا لجامعة الدول العربية.
وشدد على ان المشهد العراقي يشهد تحسنًا ملحوظًا في جميع المستويات وسيبقى عضوًا فاعلاً في الجامعة، مؤكدًا القول بان الارهابيين والمتطرفين وبما فيهم القاعدة وما يحملونه من افكار سوداء تم ايقاع هزيمة كبرى بهم في العراق كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي وصل الى quot;ايلافquot;.
من جانبه اكد موسى بان العراق جزء اساسي من قوة المنطقة العربية والشرق الاوسط وان الجامعة العربية تنظر الى العراق ككل بغض النظر عن الانتماءات الطائفية والعرقية والدينية وانها تامل بان ترى عراقا واحدًا معافى وقويًا. وقال quot;امامنا استحقاقات كثيرة ومنها القمة العربية القادمة التي ستعقد بالدوحة اواخر الشهر الحالي ومؤتمرات المصالحة الوطنية وسيكون العراق حاضرا وسيلعب دورا مهما فيها.
وشارك في المباحثات من الجانب العراقي وزراء الخارجية هوشيار زيباري والدفاع عبد القادر محمد جاسم والداخلية جواد البولاني ووزير الدولة للشؤون الخارجية محمد الدليمي ووكيل وزارة الخارجية لبيد عباوي ومدير مكتب رئيس الوزراء والمستشار السياسي لرئيس الوزراء والسفير رئيس الدائرة العربية في وزارة الخارجية وسفير العراق لدى الجامعة العربية.. فيما شارك فيها من الجامعة العربية سفيرها في بغداد احمد بن حلي وعدد من مسؤولي الجامعة العربية والمستشارين فيها.
وكان موسى الذي وصل الى بغداد امس في زيارة تستغرق ثلاثة ايام قد قال لدى اعلانه عن زيارته الى بغداد ان هذه الزيارة تستهدف التعرف على التطورات التي يشهدها العراق لا سيما بعد انتخابات المحافظات التي جرت فيه أخيرا وتعزيز الحضور العربي في العراق والمساهمة في عمليات اعادة الاعمار من خلال اشراك مؤسسات العمل العربي المشتركة فيها. واضاف انه سيلتقي لهذه الغاية كبار المسؤولين وممثلي مختلف التيارات السياسية للتعرف على مدى التقدم الحاصل في الحركة السياسية الجارية في العراق. كما يبحث موسى في بغداد موضوع العراق المعروض على جدول اعمال القمة العربية التي ستعقد في الدوحة في الثلاثين من الشهر الحالي والمتضمن مناقشة تطورات الوضع والعملية السياسية في العراق ومسالة اعادة فتح السفارات العربية في بغداد اضافة الى أوضاع المهجرين العراقيين في الدول العربية.
وكانت الجامعة العربية عينت في تموز(يوليو) الماضي الدبلوماسي المصري هاني خلاف رئيسًا لبعثتها في العراق. وكان خلاف شغل منصب مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون العربية والشرق اوسطية. كما عمل ممثلا دائما لمصر لدى الجامعة العربية. وخلف هاني خلاف المغربي مختار لماني الذي اعلن في كانون الثاني (يناير) عام 2008 quot;الانسحاب من مهمتهquot; في بغداد، معللا ذلك بأستحالة انجاز اي شيء جدي وايجابي على طريق المصالحة الوطنية في العراق، وquot;غياب اي رؤية عربيةquot; لمعالجة الوضع العراقي.
ومن جهته قال وكيل وزارة الخارجية لبيد عباوي إن زيارة موسى للعراق تندرج في إطار التحضير لمؤتمر القمة العربية في دورة أعمالها الحادية والعشرين التى ستعقد في الدوحة نهاية هذا الشهر وللإطلاع على آخر تطورات الأوضاع في العراق. أضاف أن الزيارة تأتي بعد ما يقارب ثلاث سنوات من زيارة موسى الأخيرة إلى العراق مشيرا إلى أن هنالك ldquo;تطورات كثيرة وهامة حدثت ومن المفيد أن يطلع عمرو موسى على هذه التطورات واللقاء مع الكتل السياسية وقادة البلدquot;. وأوضح أن الزيارة ldquo;ستكون فرصة للأمين العام للجامعة العربية للتباحث بشأن القضايا العربية وخاصة أن أحداثا هامة حدثت خلال المدة الأخيرة مثل العدوان الإسرائيلي على غزة وقرار المحكمة الجنائية الخاص بالرئيس السوداني البشير وغيرها من المواضيعquot;. واكد عباوي أن للجامعة العربية ldquo;دور كبير ومن الممكن أن يفعل هذا الدور بشكل أكبر في ما يتعلق بالدعم السياسي أو في دعم الجهود المبذولة من قبل الحكومة العراقية للمصالحة الوطنية وزيادة الحضور والتواجد الدبلوماسي والسياسي العربي في العراقquot;.
التعليقات