تل أبيب: أكدت مصادر مقربة من وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، أن السناتور جورج ميتشل، مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، سيبدأ العمل، في زيارته المقبلة للمنطقة الأسبوع المقبل، بوضع إجراءات عملية لمفاوضات إسرائيلية عربية حول السلام الإقليمي مع كل من السلطة الفلسطينية وسورية ولبنان في آن واحد. وأضافت هذه المصادر أن الرئيس أوباما ينوي طرح خطة سلام شاملة مع الدول الثلاث وتطويرها إلى خطة سلام بين إسرائيل وجميع الدول العربية، حتى تغير المعادلات في الشرق الأوسط، ويقف معسكر السلام مقابل معسكر الحرب.

وأردفت هذه المصادر أن باراك وافق مع ميتشل على هذا التوجه. وقال إن إسرائيل مستعدة للانسجام مع هذا المشروع، ودفع ثمن هذه الانطلاقة، بواسطة الاتفاق على إجراءات جريئة في المسار الإسرائيلي الفلسطيني بشكل خاص. وأعرب عن ثقته بأن إسرائيل والولايات المتحدة، ومن خلال هذا الانسجام ومواصلة الحوار الإيجابي، ستتوصلان إلى اتفاق مرضٍ أيضا في موضوع تجميد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية.

وكان باراك نفسه قد لخص لقاءه مع ميتشل، أول من أمس في لندن، بأنه مجد. مع أنه اعترف بفشله في التوصل إلى اتفاق حول البناء الاستيطاني الذي يتيح حيزا لمواصلة البناء، إلا أنه قال إنه في الأمور الجوهرية، ساد تفاهم شبه كامل مع ميتشل. وأكد البيان المشترك الذي صدر بعد اللقاء الذي دام ثلاث ساعات، أنه عند الحديث عن السلام الإقليمي تم تجاهل الخلافات.

وكان هذا كافيا لقوى اليمين المتطرف في الائتلاف الحكومي كي تهاجم باراك وتتهمه بالخروج عن سياسة الحكومة وخطوطها العريضة. وقال وزير الاتصالات يولي ادلشتاين، إن باراك يجر الحكومة إلى اليسار، ناسيا أو متناسيا أن اليمين هو الذي فاز في السلطة. وقال إن الحكومة لم تقرر تجميد الاستيطان ولا التفاوض مع سورية ولبنان ولا قبول دولتين للشعبين من دون شروط، وإن باراك يتجاهل هذه الشروط، وأهمها الاعتراف الفلسطيني بأن إسرائيل quot;دولة يهوديةquot;، وإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح. وأكد ادلشتاين أن كل ما طرحه باراك لا يمثل الحكومة.

وطالب عدد من نواب quot;الليكودquot; وquot;إسرائيل بيتناquot; بسحب ملف المفاوضات مع الولايات المتحدة من باراك، وإرسال وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان لإدارة هذه المحادثات، خصوصا في المجال الاستيطاني والبناء الاستيطاني. ولكن ليبرمان نفسه رفض هذا التوجه، وقال إنه وافق على تسليم الملف إلى باراك في هذه المرحلة quot;حتى لا يقولوا إنني أخرب العلاقات مع الولايات المتحدة حول موضوع الاستيطان، فأنا نفسي مستوطن ولا أريد تناقض مصالح حول الموضوعquot;.

وانتهز ليبرمان مناسبة لقائه مع وزير الخارجية الألماني، فولتر فرانك شتاينماير، ليهاجم الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، على رفضه لقاء نظيره الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلا إذا أعلن عن تجميد البناء الاستيطاني. وقال: quot;الفلسطينيون لا يريدون إجراء مفاوضات سلام حقيقية، ولذلك يفتشون عن حجج يتذرعون بهاquot;.