إعداد أشرف أبوجلالة : في الوقت الذي تحاول فيه الإدارة الأميركية الحالية الاستمرار على نهج quot;التفاهمات والحوار الدبلوماسيquot; الذي سبق وأن أعلنت عن تطبيقه مع طهران بغية التوصل لحل سلمي حول ملف برنامجها النووي بعيدا ً عن الخيارات العسكرية أو العقوبات الاقتصادية، تنقل اليوم تقارير صحافية أميركية عن مسؤول مصري استخباراتي رفيع المستوى أن الرئيس أوباما يخضع الآن وللمرة الأولي منذ توليه السلطة لضغوط كبيرة من أجل دراسة احتمالية شن إسرائيل هجوماً عسكريا ً على إيران، وأن مصدر هذه الضغوطات ليس إسرائيل وحدها، بل من بعض الدول العربية أيضاً. وتابعت صحيفة quot;وورلد نيت دايليquot; الإخبارية الأميركية على شبكة الإنترنت نقلها عن هذا المسؤول المصري الذي أكد بدوره أيضاً على أن بلاده تستبعد احتمالية منح أوباما الضوء الأخضر لإسرائيل للقيام بهجوم عسكري ضد إيران. وأشارت الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي تحدث فيه هذا المسؤول عن المجهودات التي تبذلها باقي الدول العربية في سبيل الاعتراض على وجود مظلة نووية إيرانية، إلا أنه لم يعلق على الموقف المصري بشأن هذه المسألة. إلى ذلك، قالت الصحيفة من جانبها أن مصر أعطت مؤخرا ً لإسرائيل الإذن بإجراء مناورات بحرية قبالة المياه الساحلية المصرية، وكان من الواضح أن الهدف من وراء تلك التدريبات العسكرية هي إيران، على حد قولها.
في غضون ذلك، قالت الصحيفة أن إدارة الرئيس باراك أوباما أرسلت حتى الآن إشارات متضاربة بشأن إعطاء إسرائيل الضوء الأخضر لمهاجمة إيران، في الوقت الذي تؤيد فيه الدبلوماسية مع القيادة الإيرانية، مما يعزز من إمكانية إجراء محادثات بين الطرفين. لكن، وفي المقابل، يشعر الجانب الإسرائيلي بالقلق المتزايد من احتمالية استخدام إيران لمحادثات أوباما المقترحة كـ quot; ستار دخانيquot; للاستمرار سرا ً في تطوير التكنولوجيا الخاصة بأسلحتها النووية. إلى هنا، قالت صحيفة quot;لوس أنغليس تايمزquot; الأميركية في تقرير نشرته بعددها الصادر اليوم السبت إنه في الوقت الذي بدأت تشهد فيه شوارع طهران حالة من الهدوء، تفجرت حالة جديدة من الاحتكاك المحتدم بين السلطات الإيرانية. وأشارت إلى أن المعسكرات المتنافسة بداخل أروقة السلطة في البلاد صعدت من حدة تهديداتها لبعضها الآخر يوم أمس الجمعة، مما يشير إلى احتمالية نشوب اشتباكات خطرة داخل أوساط النخبة والمؤسسة الأمنية بعد عملية إعادة انتخاب نجاد رئيسا ً للبلاد في الثاني عشر من شهر يونيو / حزيران الماضي، وذلك على خلفية مطالبة رجال دين متشددين بمقاضاة المرشح الإصلاحي الخاسر في الانتخابات مهدي كروبي، بعد اتهامه السلطات باغتصاب معتقلين في السجون بوحشية، وكذلك تقدم مجموعة من أعضاء البرلمان الإيراني السابقين بطلب إلى مجلس الخبراء للنظر في مدى صلاحية آية الله خامنئي للقيام بمهامه كمرشد أعلى للثورة الإسلامية في إيران، وذلك في تحد غير مسبوق لأعلى سلطة في البلاد.
ومضت الصحيفة لتشير إلى أن الخلافات بين المعسكرات السياسية في البلاد، التي يتوقع لها أن تزداد سوءا ً قبيل تسمية الحكومة المقبلة، تأتي في الوقت الذي بدأت تخفت فيه أصوات التظاهرات التي اجتاحت شوارع طهران عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة. ونقلت الصحيفة في هذا الإطار عن ماش الله شمس الفائزين، صحافي إصلاحي وأحد ناشطي حقوق الإنسان في طهران، قوله :quot; لازالت الأزمة قائمة، إن لم تكن في الشوارع، فهي بداخل المؤسسة الحاكمةquot;. بينما يرى محسن سازيغارا، محلل وناشط سياسي مؤيد للمعارضة ويقيم في واشنطن :quot; هناك مخطط لشل حركة النظام وإسقاط أحدي نجاد. لكن موسوي غير قادر على إعلان ذلك خوفا ً من الاعتقال. وإذا لم يقل شيئا ً، فهذا لا يعني أنه لا توجد مخططات بين صفوف المعارضةquot;.
وعلى صعيد آخر، كتبت صحيفة quot;كريستيان ساينس مونيتور quot; الأميركية تقريرا ً مثيرا ً آخرا ً حول تبعات الوضعية الداخلية المتأججة في البلاد تحت عنوان (هل يعتقد المتشددون الإيرانيون بالفعل في وجود ما يطلق عليها مؤامرة quot;الثورة المخمليةquot;؟ ) حيث تقول الصحيفة إن واقعة إدانة أكثر من مائة إيراني ومحاكمتهم بصورة جماعية على خلفية معارضتهم للنظام تفتح نافذة حول وجهة نظر العالم في أولئك الذين يخافون خوفاً شديدا ً من التغيير. ثم تمضي الصحيفة لتشير إلى أن الاستخدام المتسق لعبارة quot;الثورة المخمليةquot; من جانب المتشددين الإيرانيين من أجل وصف نشاطات المنشقين، في الوقت الذي تعيش فيه البلاد حملات قمعية عقب الانتخابات في ظل ظهور دلائل متزايدة حول حقيقة تعذيب المعتقلين، لبمثابة الأمر المربك والمحير.في غضون ذلك، نقلت الصحيفة عن دكتور إيفان سيغل، متحدث فارسي لبق ومترجم خبير، تعليقه في هذا الشأن، حيث قال :quot; أنت تتعامل في تلك الحالة مع جناح متطرف من رجال الدين والقيادة السياسية. فهؤلاء الأشخاص هم الذين قاموا بتوجيه الدعوة لدافيد ديوك ، الرئيس السابق لـ quot;كو كلوكس كلانquot; ، ليكون المتحدث الرئيسي في المؤتمرات التي تُنِكر وقوع محرقة اليهود ndash; ويمكننا أن نُطلق على هؤلاء أنهم فصيل شاذ من النظامquot;.
وفي النهاية، ختمت صحيفة quot;النيويورك تايمزquot; بتقرير أشارت فيه إلى المحاولات التي تبذلها إيران الآن في سبيل تفنيد وقمع الادعاءات التي تحدثت عن اغتصاب معتقلين بداخل السجون الإيرانية. فتقول الصحيفة في مستهل حديثها إن القيادة الدينية في البلاد بدأت تُصعِد من حملتها التي تهدف إلى إسكات إدعاءات المعارضة التي تتحدث عن تعرض المتظاهرين المحتجين على نتائج الانتخابات الأخيرة للاغتصاب بداخل السجون، حيث قام قادة دينيون في ثلاثة مدن كبرى أمس بشجب هذه الاتهامات وكذلك من يقف ورائها. وفي هذه الأثناء، أشارت الصحيفة كذلك إلى هذا الخطاب الذي كتبه علي محمد دستغيب، أحد أعضاء مجلس الخبراء، والذي طالب فيه المجلس بضرورة عقد اجتماع طارئ للبحث بشكل منفتح في شكاوى الأشخاص، والنظر كذلك فيما يدعيه كل من موسوي وكروبي، وذلك من أجل صالح البلاد.
التعليقات