دمشق: صرّح الأمين الأول للحزب الشيوعي السوري حنين نمر بأن التحضيرات للاجتماع العالمي الاستثنائي للأحزاب الشيوعية في العالم الذي سيعقد في العاصمة السوري دمشق في 28 أيلول/سبتمبر الجاري quot;تجري بمنتهى الجدية والسرعةquot;، مشيراً إلى أن أكثر من خمسين حزباً شيوعياً من مختلف أنحاء العالم سيشارك في الاجتماع.

وأشار إلى أن الحزب قد أعّد لهذا الاجتماع وثيقة سياسية ستبنى عليها مناقشات المندوبين تحتوي على quot;مجموعة من المبادئ والأسس التي تكفل حل القضية الفلسطينية على نحو عادل يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني ويصون الأمن والمنطقة والسلم العالميquot;، بالإضافة إلى عدة وثائق أخرى منها quot;وثيقة تتعلق باستعادة الجولان، وقضايا القدس، والاستيطان، والجدار العازل، وقضية حق العودة، والأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وإسرائيل وجرائم الحرب والقانون الدولي، وطبيعة الحركات الإسلامية، وقضايا أخرى مثل النفط، والعراق، والصراع حول المياه في الشرق الأوسطquot; وغيرها.

وأعرب نمر عن تفاؤل الحزب بفرص نجاح الاجتماع وتحقيق النتائج المرجوة منه، مشيراً إلى أن أكثر من خمسين حزباً شيوعياً تجاوب مع الدعوة حتى الآن، ونوه بأن الهيئات الرسمية والشعبية والسياسية في البلاد وضعت جميع التسهيلات اللازمة لتسهيل انعقاد الاجتماع.

ويُعقد الاجتماع بدمشق بمبادرة من الحزب الشيوعي السوري وبمساندة أحزاب شيوعية في لبنان والأردن وفلسطين بسبب quot;الوضع المتوتر في المنطقة والناجم أساساً عن إصرار إسرائيل بدعم لا محدود من الولايات المتحدة على التنكر الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني في تحريره أرضه وإقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس، وفي حق العودة وإزالة الاستيطان، واستمرار التنكيل بالشعب الفلسطيني، ومواصلة حصار غزة... واستمرار إسرائيل باحتلال الجولان ومواصلة سياسة تهويده وإقامة المستوطنات على أرضهquot; وفق الحزب.

يشار إلى أن الأحزاب الشيوعية في العالم تعقد اجتماعاً سنوياً في دولة مختلفة كل عام، وكان اللقاء الأخير قد عقد في مدينة سان باولو في البرازيل، وسيكون هذا العام في نيودلهي، أما اجتماع دمشق فهو استثنائي يسبق اجتماع نيودلهي بشهرين.

من الجدير بالذكر أن الحزب الشيوعي السوري يعتبر الأقدم عربيا، بل أقدم حزب عربي مازال يعمل في الساحة السياسية، تأسس عام 1924، وتعرّض لانقسامات عديدة خاصة بعد عام 1972، بعد أن دخل الحزب في الجبهة الوطنية التقدمية التي أسسها البعث في نفس العام، حيث كان دخوله في الجبهة مدار خلاف داخل الحزب أدى إلى انقسامه في العام نفسه، وانفصل عنه فريق كبير بقيادة رياض الترك (معارض). وتعرض الشيوعي السوري لانقسام آخر عام 1983، حيث تزعم خالد بكداش أحد الفريقين المنقسمين وتزعم يوسف الفيصل الفريق الثاني، واعترف حزب البعث بالفريقين وادخل ممثلاً واحداً لكل منهما في قيادة الجبهة ووزيرين لكل حزب في الحكومة وأربعة نواب.