صنعاء: حذرت وكالات الإغاثة الإنسانية العاملة في اليمن اليوم الاثنين من الأضرار البالغة التي ألحقها النزاع الدائر في محافظة صعدة، شمال اليمن، بين القوات الحكومية والحوثيين، بالمدنيين منذ بداية المواجهات قبل 5 سنوات مضت.
وقالت الناطقة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في اليمن لور شدراوي لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) إن quot;النازحين العالقين في مدينة صعدة وفي الجانب الشمالي من المحافظة هم أكثر من يعانون بسبب حيلولة المواجهات المسلحة دون تمكن المنظمات الإنسانية من الوصول إليهمquot;.

وقد عاد فتيل المواجهات للاشتعال في محافظة صعدة في 12 أغسطس/آب الماضي، لينتشر من هناك بسرعة إلى المناطق المجاورة، خصوصا مديرية حرف سفيان ومحافظة عمران. وتسبب النزاع الذي استمر لشهر كامل حتى الآن بنزوح حوالي 50000 شخص ليصل مجموع النازحين منذ عام 2004 إلى 150000 نازح، وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية quot;أوتشاquot;. وتسبب النازحون إلى مدينة صعدة عن غير قصد في فرض المزيد من الضغط على سكان المدينة ومواردها وبنيتها التحتية، حيث هرب حوالي 20000 شخص إلى المدينة مما رفع عدد ساكنتها بحوالي الثلث، وتسبب في ارتفاع أسعار البضائع الأساسية بحوالي الضعف.

وتقول مصادر الأمم المتحدة إن منظمات الإغاثة اضطرت للبحث عن طرق آمنة انطلاقا من السعودية بسبب عدم تمكنها من الوصول إلى مدينة صعدة، عبر الطريق المؤدية إليها من صنعاء. وأوضحت شدراوي أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تستعد بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي، لإطلاق عملية إغاثة عبر الحدود من السعودية خلال الأيام المقبلة، مشيرة إلى أن هناك ما بين 15000 و30000 نازح، في منطقة بكيم بالقرب من الحدود الشمالية مع السعودية، بعيدون عن منال منظمات الإغاثة وهم في أمس الحاجة للمساعدات الإنسانية العاجلة.

وأضافت: quot;نحن ننتظر التراخيص الأمنية من الجانبين اليمني والسعودي لتوصيل المساعدات الإنسانية الأساسية للنازحين العالقين في قلب النزاع. وقد قمنا بالفعل بتجهيز الخيام والمفارش والأغطية وغيرها من المواد الأساسية على الجانب السعودي من الحدود لأكثر من 2000 شخص، ونعمل بتعاون وثيق مع السفير السعودي في اليمن وحكومتي البلدينquot;.

من جهته، أفاد نسيم الرحمن، مسؤول الإعلام والاتصال بمكتب منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف) في اليمن، بأن النزاع أضر بشكل مباشر بحوالي 75000 طفل حيث quot;حال استمرار المواجهات المسلحة وانعدام الأمن دون استفادة العديد من النازحين من خدمات المجتمع الإنسانيquot;. وقال هشام حسن، الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن، إن سكان مدينة صعدة quot;اضطروا لتقاسم مواردهم المحدودة من الطعام والمياه والخدمات الصحية مع النازحينquot;.

وأضاف حسن quot;نحن نواجه صعوبة قصوى في جمع بيانات طبية دقيقة حول وضع النازحين والسكان العالقين في قلب النزاع في صعدة،وذلك بسبب الأضرار التي ألحقتها المواجهات بشبكات الاتصال السلكية واللاسلكيةquot;. ويقدر عدد النازحين في محافظات صعدة وعمران والجوف وحجة بحوالي 150000 شخص. ويشمل هذا العدد الأشخاص الذين نزحوا خلال المواجهات السابقة والذين أجبر العديد منهم على النزوح للمرة الثانية أو الثالثة على التوالي.