لندن: من المرجح أن تكون غارة أميركية في الصومال أسفرت عن مقتل أحد كبار رجال تنظيم القاعدة في افريقيا مكسبا قيما لمعلومات المخابرات المتصلة بمكافحة الارهاب لكنها تهدد باشعال الرأي العام المناهض للغرب في بلد مثير للقلق بشكل متزايد. ويعد غياب الخسائر البشرية بين المدنيين فيما يبدو في غارة يوم الاثنين التي احتجزت فيها قوات خاصة أميركية جثة صالح علي صالح نبهان انتصارا بارزا لجهود الجيش لمكافحة الارهاب التي كثيرا ما يجري التنديد بها لقتل الابرياء.
كما أن جثة نبهان تمثل اكتشافا مخابراتيا نادرا لحملة كثيرا ما تستخدم الصواريخ التي تطلق من طائرات بدون طيار يجري تشغيلها من بعد ولهذا تتعرقل أحيانا بسبب الشكوك بشأن من تم قتله تحديدا خصوصا في باكستان. وقال نيك برات الكولونيل الأميركي المتقاعد واستاذ الاستراتيجية والسياسة الدولية بمركز مارشال في المانيا quot;حتى وهو ميت فان هذا الشخص منجم ذهب مخابراتي.
quot;تنتشل الجثة وليست هناك تكهنات حول ما اذا كان حيا او ميتا. لا تستطيع أن تفعل هذا بطائرة بدون طيار.quot; وأضاف quot;كما تريد ان ترى مع من كان هذا الشخص مسافرا وتريد أن تأخذ ما أسميه قمامة الجيب مثل أمتعته وعتاده واي اجهزة كمبيوتر.quot; وقتلت القوات الخاصة الأميركية المتشدد الكيني المولد في غارة بطائرات الهليكوبتر التي انطلقت من سفينة تابعة للبحرية الأميركية ضربت سيارة بجنوب الصومال والذي يسيطر عليه المتمردون.
ويقال ان نبهان هو الذي أعد الشاحنة الملغومة التي أودت بحياة 15 شخصا في فندق مملوك لاسرائيلي على الساحل الكيني عام 2002. كما اتهم ايضا بالضلوع في هجوم صاروخي متزامن على طائرة اسرائيلية بكينيا. وذكرت عدة مصادر بارزة في الحكومة الصومالية أنه قتل الى جانب أربعة أعضاء اجانب اخرين بحركة الشباب وهي جماعة من المسلحين الاسلاميين الذين يقاتلون الحكومة الهشة.
لكن خبراء قالوا ان مجرد وجود قوات أميركية في دولة اسلامية تمزقها الحرب ولها سجل كارثي من التدخل الغربي يمكن أن يوفر لحركة الشباب ذخيرة سياسية. وقال ناشط صومالي مدني طلب عدم نشر اسمه لاسباب أمنية لرويترز quot;هناك مشاعر مختلطة. quot;من ناحية الناس يشعرون بالارتياح. هذا حدث في مكان منعزل بقدر ضئيل جدا من الاضرار او قتل الابرياء. ولا أحد يبكي على خسارة اشخاص ليسوا صوماليين.
quot;لكن فكرة أن الأميركيين يستطيعون أن يأتوا ويقتلوا ايا كان من يريدون قتله في اي وقت هل يمكن أن يزيد هذا من التشدد.. الناس يقلقون من الانتقام. الايام التالية ستبين.quot; وردت حركة الشباب بغضب على مقتل نبهان قائلة انها ستواصل استهداف أميركا. لكن ميليشيا منافسة معارضة لحركة الشباب رحبت بالغارة ونادت بالمزيد.
وتواجه حكومة الصومال المدعومة من الامم المتحدة تمردا عنيدا من حركة الشباب على الرغم من معاناة البلاد من واحدة من أسوأ حالات طواريء الاغاثة في العالم. وانضم متشددون أجانب تقول وكالات امنية غربية انهم يستغلون البلاد كملاذ للتخطيط لهجمات في المنطقة والمناطق المحيطة الى المتمردين. وهناك ايضا مخاوف بشان التداعيات المحتملة حول الرهائن الغربيين في الصومال بما في ذلك مستشار أمني فرنسي وصحفي كندي ومصور استرالي.
وقال جاستين كرامب رئيس قسم الارهاب ومخاطر الدول بمؤسسة ستيرلينج اسينت للاستشارات الامنية عن غارة يوم الاثنين quot;هذا مثير للجدل وينطوي على احتمال التصعيد.quot; وأشار الى ان الخبراء في حالة تأهب تحسبا لمؤشرات على أن الغارة quot;ستثير عش زنابيرquot; وتؤدي الى خطط للثأر لمقتل نبهان في هجمات بمنطقة شرق افريقيا الاوسع نطاقا.
غير أن الجانب الايجابي للغارة بالنسبة للدول الغربية متعدد الاوجه فبعيدا عن الصيد المخابراتي بما في ذلك الحمض النووي لنبهان فانه يولد زخما سياسيا مهما لجهود الولايات المتحدة لمكافحة الارهاب من خلال استغلال قتل عدد من زعماء القاعدة الاخرين في باكستان على مدار العامين الاخيرين.
كما قد ترفع الروح المعنوية للجيش الأميركي فيما يتعلق بدولة يفضل معظم الأميركيين أن ينسوها. ويتذكر الأميركيون بمرارة التدخل المشترك للولايات المتحدة والامم المتحدة هناك في اوائل التسعينات بما في ذلك المعركة التي جسدت في فيلم (بلاك هوك داون) عام 1993 حين قتل 18 جنديا أميركيا في معركة بالنيران استمرت 17 ساعة.
وقال جيمس بيرنيل نيوجينت قائد البحرية البريطانية السابق لرويترز ان عدم وقوع خسائر بشرية بين المدنيين في الغارة والحصول على الحمض النووي quot;مهم جدا جدا.quot; وأضاف quot;المدى العالمي للقوات البحرية يعطي الفرصة للقيام بعمليات جراحية باستخدام القوات البحرية التي تقلل من المجازفة بوقوع خسائر بشرية بين المدنيين.quot;
وأدى الافتقار الى أدلة الحمض النووي بعد الهجمات بالطائرات بدون طيار في باكستان في بعض الاحيان الى نتائج غير حاسمة. أحد الامثلة هو رشيد رؤوف زعيم الجماعة المشتبه به لمخطط عام 2006 لتفجير طائرات فوق المحيط الاطلسي الذي قيل انه قتل في هجوم بطائرة بدون طيار بباكستان عام 2008. ويشكك بعض المعلقين في تلك التقارير.
التعليقات