يجد الرئيس الأميركي باراك أوباما نفسه بعد تسعة أشهر من تسلّمه منصبه مجبراً على إعادة تجهيز نفسه بمبادرات جديدة لتحريك بعض الملفات التي تشكل أبرز تحديات سياسته الخارجية أي الحرب في أفغانستان والسلام في الشرق الأوسط والنزاع مع إيران.

واشنطن: لاحظت صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; الأميركية ان جهود أوباما للتقرّب من بعض الخصوم وكسر الجمود السياسي في بعض الملفات بدأت تصطدم بعداوات قديمة وخلافات عالقة وزعماء أجانب لا يتفقون مع الرئيس. وأشارت إلى ان الإدارة الأميركية حققت إنجازات في هذه الفترة القصيرة من ولايتها، حيث حشدت دعماً دولياً لفرض عقوبات كوريا الشمالية للتخلي عن أسلحتها النووية، ووضعت العلاقات مع روسيا على أساس أكثر صلابة وقررت التخلي عن خطة الدرع الصاروخي التي وضعتها الإدارة السابقة مما ساعد في الفوز بدعم روسيا لمبدأ فرض عقوبات أشد على طهران.

غير ان هذه الإنجازات جاءت وسط تطورات مقلقة، آخرها كشف الولايات المتحدة وحلفائها عن منشأة نووية إيرانية سرية أخرى. وهذا الكشف جاء بعد أيام من مضاعفة الإدارة الحالية ضغوطها باتجاه استئناف عملية السلام في الشرق الأوسط، وبالتزامن مع التحذير الذي أطلقه قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستل من المسار الحالي للحرب هناك. ولفتت إلى ان السجال حول السياسية الأميركية في أفغانستان قد يكون الأشدّ والأوسع، إلاّ ان الإدارة الأميركية بدأت تتأرج في استراتيجيتها تجاه الشرق الأوسط بعد أن أصبح من الواضح ان أوباما لن ينجح في أهدافه المبكرة وهو إقناع إسرائيل بالموافقة على تجميد البناء في مستوطنات الضفة الغربية.

فتسلّم جناح يميني السلطة في إسرائيل وجه صفعة لآمال أوباما في ضمان تجميد للاستيطان من أجل الإفساح بالمجال أمام استئناف محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقال مدير مركز السياسة الخارجية في معهد بروكينغز مارتن إنديك ان ما ظنه الأميركية quot;رافعةquot; لإعادة إطلاق عملية السلام تبيّن انه مجرد سراب. وفي ما يتعلّق بإيران، أصبح من الواضح ان جهود أوباما بدأت تنتقل إلى مرحلة جديدة تركز على الضغط أكثر منه على الدبلوماسية، إذ بدأ يحشد دعم الحلفاء لتشديد العقوبات على طهران إذا رفضت التفاوض حول برنامجها النووي في الاجتماع المقبل لمجموعة quot;5+1quot;.

وقال مسؤولون في الإدارة ان أوباما مقتنع بأن الأحداث في الشرق الأوسط مرتبطة بعضها ببعض وهو ما يفسّر تصميمه على إنعاش محادثات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين إذ يعتبر ان ذلك من شأنه أن يعرقل مشروع إيران لتعزيز نفوذها في المنطقة.