رغم أن المدة الفاصلة لإقامة البطولة الخليجية المقبلة لكرة القدم في اليمن، لا تتجاوز الأسبوعين، إلا أن قرار إنعقادها لا يزال موضع تشاور وتوجس بسبب الثغرات الأمنية التي توقفها عندها تقرير أمني أعده مندوبي دول خليجية.


الرياض: علمت quot;إيلافquot; من مصادر خليجية مطلعة، أن اللجنة الأمنية المشكلة من قبل وزراء الداخلية في دول مجلس التعاون الخليجي، والبالغ عدد أعضائها ثمانية أفراد يمثلون دول مجلس التعاون الخليجي، مضافا إليها اليمن والعراق, قد عقدوا الاجتماع الأول في الجمهورية اليمنية، وتحديدا في عاصمتها الجنوبية عدن، حيث تم بحث جميع المعطيات والتقارير المتعلقة بالهاجس الأمني، ومدى سلامة إقامة البطولة في موعدها المقرر في الثاني والعشرين من شهر تشرين الثاني|نوفمبر الحالي، وتستمر حتى الخامس من الشهر المقبل، وذلك في ضوء الإستقرار الأمني الهش في المدن اليمنية الجنوبية.

وطبقا للمصادر إن اللجنة الأمنية الخليجية شرعت بإعداد محضر شامل عن الوضع الأمني في المدن اليمنية الجنوبية، وتحديدا في مدينتي عدن وأبين التي ستقام فيها فعاليات دورة كاس الخليج العشرين لكرة القدم, وسط معلومات وإنطباعات بين أعضاء اللجنة عن توجه محتمل، ووشيك لتأجيل إقامة الدورة الخليجية الرياضية إلى موعد يتم الاتفاق عليه، وتحديده في وقت لاحق، وذلك بسبب الثغرات الأمنية التي رأت اللجنة معها تعذر محتمل لإقامة البطولة الخليجية في الموعد المحدد، إذ سيتم إخطار القادة في الدول الخليجية واليمن والعراق بهذه التوصيات، وتزويد الإتحادات الرياضية الخليجية بمرئيات اللجنة، وتوقفها المطول عند الهاجس الأمني الذي يصعب تجاهله في أوضاع مماثلة، خصوصا فيما يتعلق بسلامة البعثات الرياضية.

ووفقا للمصادر ذاتها فإنه في حال إصرار القيادات الرياضية على إقامة البطولة الخليجية في موعدها المقرر، فإنه سيتم التوصية بأن تنتدب كل دولة مشاركة في البطولة قوة أمنية لتأمين سلامة البثعة أثناء التنقلات في اليمن من مقرات الإقامة الى الملاعب وبالعكس، خصوصا في ظل تحفز قوى سياسية وعسكرية يمنية متمردة الى إفشال البطولة، وإستهداف فعالياتها، وهو الأمر الذي حاولت صنعاء الرسمية مرارا التقليل من أهميته، بالتأكيد على وجود خطة أمنية محكمة لتأمين نجاح وسلامة البطولة الرياضية.

ومنذ سنوات عدة تخوض السلطات الأمنية والعسكرية اليمنية الرسمية صراعا عسكريا مسلحا مع جماعات وقوى سياسية وعسكرية يمنية أعلنت تمردها على النظام السياسي والعسكري، ونفذت هجمات من العيار الثقيل ضد منشآت أمنية وعسكرية، وقامت بعمليات خطف مسلحة، وإحتفظت لأشهر بالسيطرة الميدانية على مدينة صعدة، في تحد للنظام السياسي الذي لم يجد بدا من القيام بحملة عسكرية شاملة ضد ما عرف في السنوات الأخيرة بجماعة الحوثيين، رغم لجوء السلطات اليمنية لأكثر من محاولة في التفاوض معهم.

والى جانب تمرد الحوثيين الذي تقلص في الأشهر الأخيرة فإنه يتجلى بوضوح الخطر الكبير الذي يمثله تنظيم القاعدة بنسخته اليمنية التي نشطت في الأشهر الأخيرة في تنفيذ هجمات، ومحاولات إغتيال لعدد لا يستهان به من القيادات الأمنية والعسكرية اليمنية، وتحديدا في مدن الجنوب اليمني الذي تنشط فيه أيضا رغبات سياسية، وحنين الى زمن الإنفصال بين اليمن الشمالي، واليمن الجنوبي، وهي الرغبة التي قمعت بالقوة العسكرية إثر إعلان للإنفصال من جانب واحد في عام 1994.