بددت زيارة الوفود الأمنية مخاوف الخليجيين الذين كان يقلقهم الهاجس الأمني في إقامة laquo;خليجي 20raquo; باليمن، وأعطت الضوء الأخضر للجميع للمشاركة وسط تفاؤل كبير بأن يكون كل ما كان يتم تداوله عن هذا الجانب مجرد خربشات أعطيت أكبر من حجمها وضخمت حتى كادت تكون عائقاً أمام إمضاء الوعد الخليجي بإقامة النسخة الـ(20) من البطولة على أرض اليمن السعيد.

كأس الخليج التي أضحت ناضجة في الأربعين، وهي سن يفترض أن تسبغ عليها رونقاً خاصاً، وحضوراً مشرقاً لافتاً وانتظاراً لذيذاً... لكنها للأسف زرعت على محياها ملامح شيخوخة باكرة لم تُجْدِ معها كل مساحيق التجميل. فأشاح الكل بوجهه عنها خصوصاً الشباب الذين لم تعد تمثل لهم الأهمية ذاتها التي تمثلها للشيوخ من رجال الخليج، فهم بالكاد يتذكرون موعد قدومها وبكل ما أوتي المنظمون من قوة يتم التحفيز للقياها والتمتع بوجودها، ولكن يبقى العزوف سيد الموقف.

كأس الخليج التي كانت في يوم ما عيد الخليج الثالث أضحت اليوم بلا فرحة حتى في أيام العيد... مجرد بطولة في أجندة كل اتحاد لا بد أن يمضيها ويجبن أن يقول: لن أشارك لأنه بهذا قد تسبب في انفراط السبحة وانسحاب البقية لأن هؤلاء البقية يبدو أنهم بحاجة إلى من يعلق الجرس، ويعلن وبكل جرأة رأيه في بطولة هامشية غير معترف بها دولياً ولم يبق منها إلا اسم فقط يتعلق به الجميع على أساس أنه رمز للوحدة الخليجية وبقية المترادفات التي تقال عادة عندما يتحدث أحد عن جدوى البطولة ومخرجاتها على كرة القدم الخليجية أو دورها في صناعة نجوم للمستقبل.

كل الذين ينافحون عنها هم من الجيل السابق الذين يقدسون التراث والأصالة في كل شيء، والماضي يعني لهم حياة وإن مات أو شاخ وتضعضعت أركانه بفعل الزمن أو الظروف أو ألغت مستجدات العصر وجوده وطمست معالمه يتشبثون به كأنه عقيدةٌ منزَّلةٌ ينبغي عدم الخوض فيها، ولابد أن تتقبل بكل تفاصيلها... شاء من شاء وأبى من أبى، لذا بقيت تلك البطولة واجباً وطنياً خليجياً لا بد أن يحضره الجميع ولو على مضض. ولا بد أن تكون المشاركة على مستوى المنتحب الأول وإلا اتهم من يخالف ذلك بأنه يريد شق الصف الخليجي وليس أدل من إقامتها هناك في اليمن بعيداً عن خليجها وسط ظروف الكل يعلمها إلا الرغبة في أن تقام laquo;وبسraquo;... حتى لو في بلاد الواق واق.

جريدة الحياة اللندنية