لم تكتمل فرحة الإتّحاد اليمني بحالة الارتياح التي بدت على غالبيّة الضيوف الرسميّين الذين كانوا يتأهّبون لحضور إحتفاليّة قرعة quot;خليجي عشرينquot; لكرة القدم في مدينة عدن الساحليّة، فبعد تيقّن الجميع على الميدان من حقيقة الإقتراب النهائي لإنجاز المشاريع الرياضيّة والايوائيّة المخصّصة للاستضافة اليمنيّة، برزت حالة الارتباك الواضحة بسبب الأخطاء الفنيّة التي ترافقت مع مراسم سحب القرعة وهو ما أزعج الجميع وخفض من مؤشرات نجاح اليمن في الاستضافة الأولى المقرّرة خوض منافساتها نهاية العام الجاري.

إقرأ أيضًا

الإمارات مرتاحة لقرعة خليجي20

الإرتباك يسود القرعة المتوازنة لبطولة خليجي 20

أطلّت المصادفة الغريبة خلال مراسم سحب قرعة quot;خليجي عشرينquot; عندما تسبّب النجم اليمني المعتزل جياب باشافعي لدى سحبه لبطاقة تحمل اسم البحرين في ظهور خطأ فنيّ يتعلّق بالترتيب الرقمي للمنتخب الخليجي الذي كان ممثله في حكم الغائب لولا وصول مديره الإداري قبل ساعاتمن البداية ليتيقّن من أنّ الأحمر البحريني سينافس ضمن منتخبات المجموعة الثانية وليتابع دقائق مرتبكة انعكس وقع حدوثها قبل التدارك على الوجوه المحرجة لجميع المعنيين على عمليّة التنظيم.

واللافت ان ذلك جاء بعدما تضمّنت كلمات القطري محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي ووزير الشباب والرياضة اليمني حمود عباد ورئيس اتحاد اللعبة ومدير بطولة quot;خليجي عشرينquot; الشيخ احمد العيسى على الكثير من التطمينات عن الجهوزية اليمنية للاستضافة الأولى مع تجديد استمرار الدعم الخليجي لها وبالأخص على لسان رجل كرة آسيا الأول.

وقبل حلول الساعة الحادية عشرة من مساء الأحد والمحدّدة لانطلاق مراسم حفل القرعة كأولى الفعاليّات الرسميّة للبطولة العشرين على صالة فندق quot;جولد مورquot; في مدينة عدن، كان الضيف الكروي الأشهر الذي وصل في اليوم نفسه،القطري بن همام، أنهى تصريحاً قويًّا بالعاميّة الخليجية لإحدى القنوات الفضائية المتخصصة مفاده: quot;من لا يجينا والديار مخافه فلا اهلا به وهي امنهquot;.

وفهم متابعون من ما قاله بن همام حينها بأنّها إشارة هجومية لقيادات بعض الاتحادات الخليجية التي كانت وقفت ضد ترشحه في انتخابات المقعد الآسيوي في تنفيذيّة الفيفا قبل ان توجّه للأطراف نفسها الاتّهامات بمواصلة عقابها للاتحاد اليمني الذي كان صوتًا لمصلحة المرشح القطري وليس البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم، فراحت تنوّه بهواجسها المتواصلة بفشل الاستضافة اليمنيّة لأسباب أمنية.

والغريب أنّ الحوادث الأمنية حضرت ايضاً على هامش حفل هذه القرعة الكروية لكن لم يكن يقف وراءها إرهابيّو تنظيم القاعدة او جماعات الحراك الانفصالي اطلاقاً، فوكيل وزارة الشباب والرياضة اليمني حسين الشريف نجا بأعجوبة من حادث مروري كما تداول قبيل تواجده بصحّة جيّدة في مقدّمة صفوف كبار المسؤولين في احتفاليّة عدن.

واطلّ حادث آخر تسبّبت به الإجراءات الأمنيّة المشدّدة في عدن والضحية كان مراسل قناة الجزيرة الرياضية توفيق عبد الوهاب وزميله المصوّر أمين رشدي اللذان تعرّضًا للاعتداء والإخراج من دون مبرر من قاعة الاحتفالية الرسمية الأولى على أيدي رجال الأمن الذين وجدوا الاستهجان على كلّ ما قاموا به والذي لا يدخل ضمن جهود الحفاظ على الحقوق التلفزيونيّة الحصرية لـquot;خليجي عشرينquot;.

وقوبل حدوث هذه الارباكات التنظيميّة العرضية بتفاوت في مواقف الوفود الزائرة تبعاً لعوامل كثيرة تعدت اظهار المشاعر المستاءة او المقدرة إلى استذكار التربيطات الانتخابيّة السابقة او التعويل على المزايا التسويقية المقبلة، فعبّر البعض عن الأسف الشديد على سوء التنظيم اليمني بينما وجد البعض الآخر العذر للمستضيفين كون حدوث الإرباك يعدّ امرًا واردًا ولا يستحقّ تحجيمه اكثر من اللازم وسبق حدوثه في احتفالات سابقة.

في حين انساق المحلّلون الرياضيّون لمجريات حفل قرعة quot;خليجي عشرينquot; في قنوات ابو ظبي الرياضيّة المالكة للحقوق التسويقيّة الحصرية وقناة الدوري والكأس القطرية في صبّ جام غضبهم صوب المنظّمين اليمنيّين، في الوقت الذي لم يتمكّن ملايين المتابعين من التيقّن من توازن حظوظ المنتخبات الثمانية الموزعة على المجموعتين أو ان الأولى يمكن اعتبارها المجموعة الحديدية.

وقد أسفرت عملية سحب القرعة عن مواجهات كروية بين منتخبات اليمن والكويت وقطر والسعودية في المجموعة الأولى فيما ضمت المجموعة الثانية منتخبات عمان والعراق والإمارات والبحرين بعدما تمّ تقسيم المنتخبات المشاركة على حسب ترتيبها العالمي لدى اتحاد الفيفا.

وحضر مراسم حفل قرعة quot;خليجي عشرينquot; بعض نجوم الدورات السابقة كسلطان راشد (الامارات) وحمود سلطان (البحرين) وهاني الضابط (عمان) بينما حضر من المدربين الفرنسي برونو ميتسو مدرب المنتخب القطري والمصريّان محسن صالح ومحمود ابو رجيله الذي سبق لهما تدريب منتخب اليمن المستضيف.