يطلق لقب quot;الكعكةquot; في ملاعب التنس عندما تنتهي مجموعات الكثير من المباريات بنتيجة 6- صفر. وربما ينبغي إدخال هذا المصطلح في قاموس كرة القدم أيضاً بعد النتائج ذاتها التي سجلت في مباريات دوري الممتاز الانكليزي هذا الموسم.
فخلال العقدين الماضيين تقريباً من هذا الدوري، سجلت نتائج 6 مباريات فقط بالفوز 6- صفر. ومع ذلك ففي غضون ثمانية أيام من بداية الحملة الجديدة جاءت هذه النتيجة بالفعل في أربع مباريات.
وعلى رغم أن الدوري الممتاز مازال في مرحلة وليدة هذا الموسم، إلا أن متوسط نتائج المباريات في الوقت الحاضر هو أكثر من ثلاثة أهداف للمباراة، وهي نسبة تفوق بكثير أي موسم عندما تم تسجيل 106 هدفاً أي بمعدل 2.79 هدف في مباراة واحدة.
وبعد التكتيكات السلبية وتفوق خط الدفاع الذي لوحظ في نهائيات كأس العالم، فإنه يبدو أن الدوري الممتاز وفر بالفعل ترياقاً مضاداً لتبعات الصيف الجماعية التي عانى منها مشجعي كرة القدم الانكليزية، وبالتالي بماذا ستفسر هذه البداية غير العادية وهل سيتوقع استمرارها وما هي الأسباب لتسجيل هذه النسبة من الأهداف؟
أخطاء حراس المرمى
لم يكن هناك نقص في الأدلة هذا الموسم حتى الآن بالنسبة إلى أولئك الذين يجادلون بأن المستوى العام لحراس مرمى الدوري الممتاز لم يكن أقل من المواسم الماضية. فأخطاء مثل عدم قدرة سكوت كارسون، حارس مرمى ويست بروميتش البيون، من السيطرة على الكرة في مباراة أمام تشلسي التي يمكن توقعها من حارس مرمى في واحدة من الفرق الأقل جودة، ولكن حتى حارس بمكانة بيبي رينا الذي كلف ليفربول نقطتين بعد خطأ كبير في الوقت بدل الضائع من مباراته أمام ارسنال.
ويؤكد الاسطورة بوب ويلسون، حارس مرمى ارسنال السابق أن هناك عدد قليل من عظماء العصر الحديث في الدوري الممتاز، إذ يقول: quot;اعتقد بأن رينا هو أكثر اتساقاً ولكنني لا اعتقد بأن هناك حراس مرمى الآن بمستوى بات جينيغز (ارسنال وتوتنهام وايرلندا الشمالية) أو بيتر شيلتون (202 مباراة لنوتنغهام فوريست و125 لانكلترا وهو رقم قياسي). وآخر حراس مرمى اللذين ابدعوا في الدوري هما بيتر شمايكل (مانشستر يونايتد) وديفيد سيمان (ارسنال). كنت أقول دائماً إذا استطعت أن تحصي عدد الأخطاء الكبيرة لحراس مرمى سابقين فستكون الاحتمالات قليلة، أما الآن فإننا نرى اثنان أو ثلاثة أخطاء بشكل منتظم للغاية في كل مباراةquot;.
اتساع الهوة بين الأغنياء والفقراء
يمكن القول إن ديدييه دروغبا هو أفضل مهاجم في العالم الآن، وجنباً إلى جنب مع النجوم الآخرين في فريقه تشلسي بالإضافة إلى مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وارسنال الذين يتم دفع أجورهم الضخمة لتتماشى مع أداءهم، التي تزيد على 100 ألف جنيه استرليني أسبوعياً والتي لم تعد غير عادية في الجزء العلوي من جدول الدوري الممتاز. وفي الواقع أن الأجرة الأسبوعية ليايا توري في مانشستر سيتي هي 220 ألف استرليني. ولكن يبلغ سقف الأجر الأسبوعي للاعبين في الجزء الأسفل من الدوري مثل بلاكبول 10 ألف استرليني فقط. وهذا يعني أن راتب يايا توري يكلف تقريباً أجر تشكيلة بلاكبول بكاملها.
وضمّن الركود الاقتصادي، المقترن بالأمثلة مما حصل في ليدز وبورتسموث، عصراً جديداً من الحكمة بين تلك الأندية التي لديها ايرادات ضئيلة. ومثلما قال غوردون ستراكان، المدير الفني في ميدلزبوره: quot;بدأ أنصار الأندية يفهمون الآن أنه لا يصلح لبعض الأندية من دفع مئات الملايين من الجنيهات الاسترلينية لمجرد البقاء في الدوري الممتاز. من الأفضل أن يكون هناك نادياً متأرجحاً بين درجات الدوري المحلي من عدم وجوده على الاطلاقquot;.
قلق خط الدفاع
أثبت الأداء المثير للشفقة لخط دفاع منتخب انكلترا في نهائيات كأس العالم في جنوب افريقيا، خصوصاً أمام المانيا، أنه سيكون تمهيداً للاستمرارية في الموسم الجديد. فمن قلب دفاع ويست بروميتش البيون الذي ترك فجوات في جداره الدفاعي إلى حال الفوضى في ويغان اثلتيك ضد بلاكبول وتشلسي، حيث كانت هناك بالفعل أوجه القصور بما فيه الكفاية ليتحدث عنها النقاد الانكليز لأشهر عدة.
إذ يقول اسطورة قلب دفاع ليفربول السابق والناقد الحالي آلن هانسن إن الكرة الانكليزية تدفع الآن ثمن عدم إتاحة الفرصة للاعبين الشباب، بينما يؤكد نظيره السابق في ارسنال لي ديكسون أن المستوى العام للكرة الانكليزية quot;رهيب جداًquot; حتى الآن.
ويتفق معهما بول جيويل، المدير الفني السابق في ويغان، مؤكداً أن الجيل الجديد من المدافعين يكافح بشدة ليحل محل الذين رحلوا عن الملاعب، إلا أنه يستدرك: quot;مازل هناك عدداً من المدافعين اللائقين أمثال جون تيري ونيمانيا فيديتش وجيمي كاراغر، ولكن يبدو أنهم من سلالة الموتquot;.
وحسم آرسن فينغر، المدير الفني في ارسنال، الذي لديه ميزانية كبيرة بما يكفي لشراء خدمات أي لاعب في مركز قلب الدفاع، موقفه أخيراً بشراء سيباستيان سكيلاتشي (30 عاماً) الذي أبعد زميليه الفرنسيين اريك أبيدال ووليام غالاس من هذا المركز.
التغييرات في اللوائح
يبدو أن كل التغييرات في قواعد اللعبة أو تعليمات جديدة للحكام لم تفعل شيئاً سوى مساعدة المهاجمين: من الكرات الخفيفة إلى كرات بشكل أفضل، بالإضافة إلى أن التغييرات في المعدات جاءت في مصلحة المهاجمين أيضاً. إذ سبق لغاري باليستر، قلب دفاع مانشستر يونايتد السابق، أن أوضح أن الكرات خفيفة الوزن كانت القضية المركزية لخط الدفاع. فيما أكد ديفيد كول مدرب حراس المرمى في ويستهام أن كرات نايكي quot;توتال 90quot; الجديدة التي تستعمل في الدوري الممتاز هذا الموسم أثبتت بشكل هامشي شعبيها أكثر لدى حراس المرمى وهي الأفضل، على رغم أنها تنحرف بعض الشيء في الهواء ويبدو أن لها ردود فعل متباينة وفقاً لدرجات الحرارة.
ويبدو أيضاً أن هناك شكوكاً من استفادة المهاجمين في هذا الموسم، أكثر من أي وقت مضى، من حالات التسلل أو قرارات ركلة الجزاء أو طرد اللاعبين.
مغامرات الأندية الصغيرة
لاحظ فينغر غالباً ما يكون هناك استعداداً للنوادي التي صعدت إلى الدوري الممتاز للعب بطريقة هجومية في النصف الأول من الموسم عندما يكون الخوف من شبح الهبوط أقل وضوحاً.
ومن بين الفرق المرشحة للكفاح، فإنه من الممكن الإشارة أيضاً إلى أن عدد كبير من الأندية، وبشكل غير معتاد، تود توسيع علاقاتها الكروية التجارية، فلدى ويغان وويست بروميتش البيون وبلاكبول مثلاً مديرين فنيين ملتزمين باللعب بأسلوب تمرير الكرات بسرعة وعدم الاحتفاظ بها. ونظريتهم هي أن هزيمة أنديتهم الثقيلة هو ثمن يستحق دفعه للحصول على زيادة فرصة تسجيل الأهداف والفوز.وما إذا كانت هذه الفلسفات المنعشة ستبقى على قيد الحياة خلال فصل الشتاء، فإنها ربما ستبقى مسألة الفوز بيانصيب الجائزة الكبرى!
أما المباريات التي انتهت نتائجها بالفوز 6- صفر في الدوري الممتاز لحد الآن هي فوز نيوكاسل على استون فيلا وارسنال على بلاكبول وتشلسي على ويغان وعلى ويست بروميتش البيون. فهل سنشاهد يوم السبت نتائج مماثلة ويحقق تشلسي quot;هاتريكquot; مع بداية الموسم الجديد بالفوز على ضيفه سوك سيتي بالنتيجة ذاتها، أو فوز ارسنال على بلاكبيرن ومانشستر يونايتد على ويستهام؟
التعليقات