ينظر اليمنيون على الدوام إلى شخصية الشيخ فهد الاحمد الصباح شهيد الرياضية الكويتية والعربية والآسيوية بكثير من التقدير والامتنان, فذلك القيادي الراحل كان من أوائل من نادى بصوت مسموع لمشاركة اليمن في دورات كأس الخليج لكرة القدم , وظل حلم هذا الشهيد يبحث عن لحظة التحقق حتى تجسد ذلك بالمصادفة في بطولة خليجي 16 في الكويت.
غير إن هنالك من يعتقد بأنه في نفس بلد الشهيد يوجد من يريد لاستضافة اليمن للنسخة العشرين للبطولة الخليجية المقبلة السحب والانتقال الى بلد خليجي اخر لأسباب ربما تتعدى التعامل الداعم بواقعية مع الجاهزية اليمنية الى توابع التربيطات القارية بين المرشحين الخليجيين لانتخابات مقعد تنفيذية الفيفا الأخيرة .
عندما قرر مجلس إدارة اتحاد الكرة الكويتي تأجيل الاجتماع الذي كان مقرراَ في نهاية أغسطس المنصرم لرؤساء الاتحادات الخليجية, لم يلفت حينها لعدم الحصول على النصاب المطلوب لانعقاده بحسب لائحة دورات الخليج بل أكد رئيس الاتحاد الشيخ طلال الفهد على دعم الكويت لليمن في استضافة خليجي عشرين التزاما وتحقيقا لأمنية أطلقها الشهيد فهد الاحمد منذ أكثر من 20 عاما.
وفي جديد مواقف الاتحاد الكويتي تجاه الاستضافة اليمنية لبطولة خليجي عشرين ماجاء في التصريحات الأخيرة للعضو اليتامى حيث قال: نتمنى أن يتم حسم هذا الأمر، في الاجتماع الذي سيعقد عقب عيد الفطر مباشرة، خصوصا وانه لا وقت ولا مجال للمماطلة أكثر من ذلك لاسيما وان كل منتخب يرغب في الاستعداد الجيد لهذا الحدث، الذي له شأن مختلف لدى كل خليجي .
وربما يكون الحديث عن استضافة اليمن للبطولة العشرين هو الحديث السائد لدى الأوساط الرياضية كون اليمن تستضيف البطولة للمرة الأولى منذ انتسابها للبطولة بالإضافة إلى توجس الكثيرين للجانب الأمني .. بحسب ماسطره مؤخراً قلم الكاتب البحريني عبدالله بونوفل في عموده بيومية الأيام البحرينية .
وواصل : ما حز في نفسي هو ما قرأته في بعض المنتديات البحرينية و الخليجية من انزلاقات خطرة أخذت ابعاداً بعيدة كل البعد عن قوميتنا العربية التي نعتز بها جميعنا كعرب، قرأت من كتب باسلوب التقليل و اضافة السلبيات عن اليمن و لعل هذا الأمر هو ما جعلني اتناول موضوع استضافة اليمن لبطولة كأس الخليج.
وأكد الصحافي البحريني بونوفل بالقول : علينا إلا نحمل معاول الهدم أو أية إسقاطات سلبية مقدمة على الروح الإيجابية و نحن في صدد الحديث عن أي تنظيم رياضي عربي في أي دولة عربية؛ لذا فان ما هو مطلوب في مثل المواقف هو التحلي بالروح الإيجابية و مزيد من الحكمة ضمن حوار هادف لإنجاح مثل هذه المشاركات .
عبدالعزيز الهياجم | مستور الجرادي |
وبهذا الخصوص تحدث الى quot; إيلاف quot; الصحافي اليمني عبدالعزيزالهياجم ـ مدير تحرير موقع quot;الثورة نتquot; قائلاً : على الرغم ما شاب حفل قرعة بطولة خليجي عشرين من إرباك ولخبطة أفسدت فرحة اليمنيين ورغبتهم في تقديم رسالة طمأنة للأشقاء وهي الأخطاء التي صبت في صالح المشككين بقدرة اليمن على استضافة البطولة ونجاحها إلا أن ذلك في رأيي لا يرقى الى حجم التأثير على قرار الإستضافة فاليمن أصبحت جزء من هذه البطولة وفقا لقرار قادة دول مجلس التعاون في قمة مسقط ( ديسمبر2001) وأصبح موضوع الاستضافة حقا مشروعا لها وهو ما تم منحه بإجماع خليجي.
وبالنسبة للجانب الأمني والقلق من تداعياته ndash; يضيف الهياجم - يجب التأكيد على أن المسئولين الخليجيين يعرفون أوضاع اليمن وما يجري بين حين وآخر من أعمال ارهابية أو تخريبية ليس جديدا أو وليد اللحظة فاليمن تعيش مثل هذه الأحداث من زمان وهي عندما تستضيف حدثا كهذا لديها الضمانات الكافية وهو ما يدركه الأشقاء الخليجيون على المستوى الرسمي بغض النظر عن ما يتم تهويله وتضخيمه في وسائل الإعلام .
وتابع : يكفي أن نشير الى ما أكدت عليه السعودية مرارا وتكرارا على لسان مسئوليها وخصوصا الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب بالمملكة رئيس الاتحادين السعودي والعربي لكرة القدم وكذلك نائب الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل بن فهد من دعم السعودية الكامل لليمن من أجل استضافة خليجي عشرين وضمان نجاحها وكذلك الأمر بالنسبة لباقي الدول الخليجية.
وكشف الصحافي الهياجم وهو مراسل القناة الرياضية السعودية في صنعاء عن مقترح متداول حالياً في الأوساط الإعلامية اليمنية لتسمية خليجي عشرين بدورة الشهيد الشيخ فهد الأحمد الصباح عرفاناً بمواقف الشهيد في دعم الرياضة اليمنية ولكون الرجل كان في طليعة المنادين بدخول المنتخب اليمني في بطولات كأس الخليج ووقف الى جانب اليمن أكثر من كثير من أبنائها.
وأضاف : أتذكر أن الكويت إستضافت في 1989 تصفيات مؤهلة الى نهائيات كأس آسيا للناشئين وكانت المجموعة تضم الكويت والسعودية والبحرين واليمن الشمالي واليمن الجنوبي آنذاك , ويوم المواجهة اليمنية اليمنية كان الشهيد يتوسط المنتخبين ويمسك بعلما واحدا يضم علمي البلدين في مشهد وحدوي سبق بعام إعلان الوحدة اليمنية.
اما الصحافي اليمني مستور الجرادي مشرف الصفحة الرياضية في صحيفة quot;رأيquot; الأسبوعية فكشف عن وجهة نظره لـquot; إيلاف quot; حيث قال : تمثل بطولة خليجي عشرين الحلم الذي أنتظره كل يمني بمختلف المشارب السياسية والإجتماعية والرياضية وحتى القبلية والجميع متلهف لقدوم هذا الحدث الكروي الخليجي الكبير في بلادهم.
غير أن الفرحة لم تكتمل مثلما يقال - يواصل الجرادي - على إعتبار أن ما يرافق التحضير لهذا الحدث من إرهاصات ومنغصات جعله محل شك وتخوف في نفس الوقت ، فمنذ بداية تشكيل لجان التحضير لخليجي 20 وحتى اللحظة لم يظهر تفاؤل قط نتيجة ما يتمخض عن هذه اللجان البعيدة عن الرياضة والخالية من المتخصصين اليمنيين وأهل الخبرة والكفاءة في سبر مثل هكذا بطولات .
وأضاف : لست هنا مشككاً, بالعكس أتمنى كإعلامي رياضي يمني أن تقام خليجي 20 في بلدي ، غير أن مايشكك في إمكانية إقامة هذا الحدث الخليجي في اليمن أمرين لا ثالث لهما ، الأول شكوك تحوم حول منظمي البطولة، والثاني الأوضاع الحالية في محافظتي ابين وعدن اذا ما استثنينا مسألة المنشآت سواء الايوائية أو الرياضية.
وختم الصحافي الجرادي قائلاً : الحكومة اليمنية تراهن على استضافة آمنة وناجحة، وحتى اللحظة وربما يستمر الى ما بعد هذه للحظة وحتى أقرب وقت ممكن من زمن انطلاق البطولة فلم يتأكد بعد هل سيقام خليجي 20 في اليمن أم لا سواء لدى اليمنيين أنفسهم أو الخليجيين، فهل يحسم هذا الأمر بشكل قاطع , هذا هو السؤال العريض المتداول حالياً في الشارع الرياضي اليمني.
التعليقات