رسمت النسخة الثانية عشرة من الدورات الرياضية العربية التي احتضنتها قطر من 9 الى 23 ديسمبر خريطة واضحة المعالم لاختصاصات كل بلد وكل من المنطقتين العربيتين في اسيا وافريقيا.

وشهدت الدورة سيطرة كاملة للسباح العالمي والاولمبي التونسي اسامة الملولي لكنها ابرزت في الوقت نفسه اسماء جديدة موهوبة بعضها صغير وواعد خصوصا في السباحة، وبعضها الاخر تفجرت مواهبه في سن متأخرة قد لا تتكرر تجربته في الدورات المقبلة.

وسعى المنظمون منذ البداية الى محاولة اعتماد بعض الالعاب مؤهلة الى اولمبياد لندن 2012 فنجحوا في الحصول على ذلك في العاب القوى والسباحة، اضافة الى الجمباز اعتبارا من الدورة الثالثة عشرة 2015 في لبنان، فتأهل في الرياضة الاولى 9 رياضيين من الجنسين سيشاركون في 9 اختصاصات، وفي الثانية 7 رياضين من الجنسين ايضا سيشاركون في 21 سباقا.

ورصد المنظمون في سابقة للعادات والاعراف السائدة جوائز مالية اعتبروها تحفيزية للرياضيين ولجانهم الاولمبية فحصلت مصر على اكثر من مليون 600 الف دولار مقابل نحو 950 الفا لتونس و700 الف للمغرب ومبلغ قريب منه الى قطر ورياضييها.

وادخلت لعبة بناء الاجسام غير الاولمبية لاول مرة في تاريخ الدورات العربية فبدل ان تكون علامة مضيئة تحولت الى نقطة سوداء بسبب المنشطات اصابت اكثر الدولة المضيفة كون 4 من رياضييها حصلوا على الذهب من اصل 8 اوزان قبل ان يجردوا منها، واعتمدت لعبة رفع الاثقال حسب المعيار الاولمبي باحتساب ميدالية واحدة لكل وزن بدلا من ثلاث حسب معايير الاتحاد الدولي لهذه الرياضة.

في المقابل استبعدت رياضات كانت تعتمد في بعض الدورات مثل سباقات الهجن والخماسي الحديث فكان ذلك من محاسن القرارات مثل عدم احتساب ميداليات ذوي الاحتياجات الخاصة ضمن الجدول العام للميداليات.

وتشير نظرة متفحصة لجدول الميداليات الى معالم هذه الخريطة بوضوح والى استمرار السيطرة الافريقية الدائمة على المعادن المختلفة الالوان وفي الطليعة منها الذهب حيث جاءت مصر في الصدارة برصيد 233 (90 ذهبية و76 فضية و67 برونزية) اي بنقصان ما يزيد على 100 ميدالية عن الدورة التي استضافتها قبل 4 اعوام.

وعلى غرار العام 2007، جاءت تونس ثانية ولها 138 ميدالية (54 ذهبية و45 قضية و39 برونزية) فالمغرب الذي بقي للمرة الثانية على التوالي خلفها (35 ذهبية و24 فضية و54 برونزية) لكنه تقدم هذه المرة على الجزائر (16 ذهبية و31 فضية و41 برونزية) التي تراجعت بدورها الى المركز الخامس خلف قطر المنظمة (32 ذهبية و38 فضية و40 برونزية).

غياب مصري لافت

وغابت مصر بشكل تام ولافت عن سباقات الجري في العاب القوى مع ان ذهبيتي السرعة في 100 و200 م في الدورة الماضية على ارضها عام 2007 كانتا في حوزة عدائها عمرو ابراهيم سعيود الذي لم يقدم شيئا في قطر للدفاع عنهما بعد ان وصل الى نهائي السباق الاول ولم يبدأه ثم تخلف عن خوض الثاني.

واحرزت مصر 5 ذهبيات في ام الالعاب كانت جميعها في مسابقات الرمي، وتفوقت مع عرب افريقيا الاخرين بعد ان حصد المغرب 11 ذهبية واكد تفوقه مجددا في هذه الرياضة، وحصلت تونس على 4 ذهبيات والجزائر على 3 قابها في الجانب الاسيوي 6 لكل من قطر والسعودية و4 للبحرين وغاب الباقون عن الجدول.

وفقدت مصر هيبتها السابقة في السباحة ايضا خصوصا في وجود ظاهرة الملولي الذي اعتبر في البداية quot;قرشاquot; تحول بعد انتهاء المنافسات الى quot;اخطبوطquot; في الصحافة القطرية.

وتدين مصر بالفضل في نصف ذهبياتها العشر الى الصاعدة فريدة عثمان (7 ذهبيات اثنتان منها مع المنتخب)، فيما سيطرت تونس وللمرة الثانية بفضل الملولي الذي عوض غياب نجمة الدورة السابقة مواطنته مروة المثلوثي في ظل فشل شقيقها احمد المثلوثي صاحب 4 ذهبيات عام 2007، بالقيام بهذه المهمة.

وفي رياضة الحوض المائي quot;الازرقquot;، يبقى التفوق نصير عرب افريقيا فكانت غلتهم 33 ذهبية من اصل 38، بينما سد لبنان (4 ذهبيات) والكويت (ذهبية واحدة) قسما من تلاشي عرب آسيا.

وتتركز قوة مصر في رياضات الدفاع عن النفس فاحرزت 5 من 16 في التايكواندو (مقابل 4 لتونس و3 لكل من المغرب والاردن) و7 من 16 في الكاراتيه (مقابل 3 للمغرب و2 لكل من الجزائر وتونس) و5 من 14 في المصارعتين الرومانية والحرة (مقابل 4 للعراق و3 للاردن و2 لتونس)، فيما تتمثل نقطة ضعفها في الملاكمة والجودو (ذهبية واحدة في كل منها).

وتضيف رفع الاثقال وزنا ثقيلا الى قوة مصر فانتزعت 7 ذهبيات كانت مرشحة لتصبح في حدها الاعلى 21 ذهبية لو اخذ بالمعايير الدولية، مقابل 2 لتونس وواحدة للعراق واخرى لعمان.

ويبقى التفوق الاسيوي للعرب على الافريقي في ما كان يعرف في القدم برياضتي الامراء والنبلاء، الرماية والفروسية، رغم تألق مصر فيهما في معظم الاحيان.

ففي الرماية، جاءت قطر اولى برصيد 8 ذهبيات امام السعودية (7) والكويت (6) ومصر (5) والامارات (3) والبحرين وتونس (2 لكل منهما)، وفي الفروسية التي خفضت ذهبياتها من 11 في 2007 الى 6 فقط في 2011، حصل كل قطر على 3 ذهبيات مقابل 2 للامارات وواحدة للسعودية.

نجوم بزغت

وظهرت الى العلن اسماء واعدة خصوصا في رياضة السباحة التي طالبت اصوات بعدم السماح لبعض اصحاب السمعة والشهرة بالمشاركة الا في عدد محدد من السباقات بعد ان التهم الملولي الاخضر واليابس وذلك بهدف عدم حرمان الاخرين من اعتلاء منصات التتويج وتحفيزهم على تحقيق نتائج مشجعة.

وتألقت بشكل لافت وجذاب الشابة المصرية فريدة عثمان (16 عاما) واعادت الى الاذهان انجازات مواطنتها رانية علواني عضو اللجنة الاولمبية الدولية حاليا، باحرازها 7 ذهبيات (اثنتان منها مع المنتخب)، والمغربية سارة البكري (24 عاما) التي طوقت عنقها بخمس ذهبيات واحدة منها مع المنتخب و5 فضيات واحدة ايضا مع المنتخب، واللبنانية كاتيا بشروش (22 عاما) التي رفعت اسم بلدها عاليا باحرازها 4 ذهبيات وبرونزيتين.

وبعيدا عن الاضواء، خطف الرامي السعودي محمد السعيد (41 عاما) الذي انتسب عام 2007 في سن متأخرة الى منتخب الرماية، 6 ذهبيات في المسدس اثنتان منها في الفردي والاخرى مع المنتخب، اضافة الى ميدالية فضية، فخطف الاضواء من منتخب العاب القوى، ومثله كانت حال المصرية اميرة منصور (6 ذهبيات وبرونزية)، بينما اسست القطرية شادن وهدان (16 عاما) لمدرسة قادمة في الجمباز الفني من خلال احرازها ذهبيتين وفضية وبرونزية.

الالعاب الجماعية

حفلت منافسات كرة السلة للرجال بالاثارة منذ الدور الاول وارتسمت معالم البطل مبكرا فرجحت التوقعات تونس بطلة افريقيا المتأهلة الى اولمبياد لندن، او مصر حاملة اللقب لكن حصاد الحقل لم ينطبق على حسابات البيدر فتوجهت الانظار الى الاردن لكنه خسر النهائي امام قطر التي احرزت ذهبية تاريخية، بينما كانت البرونزية من نصيب مصر.

ولدى السيدات، لم يدع المنتخب اللبناني لمنافسيه اي فرصة وحقق الفوز في جميع المباريات وتوج على حساب مصر (فضية) والاردن (برونزية).

واحتفظت مصر بذهبية كرة اليد للرجال، وحلت امام قطر وتونس، بينما كان ذهبية السيدات من نصيب الجزائر والفضية للاردن والبرونزية لتونس.

وخطفت مصر ذهبية الكرة الطائرة من حاملتها قطر التي اكتفت بالفضية، وذهبيت البرونزية للجزائر رجالا، وكذلك سيداتها على حساب الجزائر والامارات.

وتخلت مصر طواعية عن الذهبية الاغلى في كرة القدم بعدم المشاركة فاختلطت الاوراق وكثر العاشقون للذهب قبل ان تبدأ الامال بالتبخر مع خروج قطر والسعودية من الدور الاول وتأهل البحرين والاردن والكويت وفلسطين الى نصف النهائي.

وانحصرت المنافسة على الذهب بين الاردن والبحرين فكان النصر حليف الاخير بهدف وحيد فتوج للمرة الاولى في تاريخه وحرم quot;النشامىquot; من احراز الذهبية للمرة الثلاثة بعد دورتي 1997 في بيروت و1999 في عمان، بينما اكتفت الكويت بالبرونز.