حظي موضوع المدرب الجديد للمنتخب الجزائري الذي سيحل محل عبد الحق بن شيخة المستقيل من منصبه بعد هزيمة مراكش أمام المنتخب المغربي في تصفياتكأس أمم أفريقيا بإهتمام إعلامي محلي وأجنبيبالغ النظير لدرجة التخمة وهي حالة نادرةقلماعايش الإعلاممثلها حتى مع المنتخبات أوالأندية الكبيرةوتحول مع مرور الأيام إلى مادة إعلامية مستهلكة.

ويعود هذا الاهتمام الإعلامي المبالغ فيه من قبل مختلف وسائل الإعلام المحلية منها والأجنبيةإلى أسباب عدة أولاهاإقدام الاتحاد الجزائري على خطوة غير مسبوقة في موضوع اختيار مدرب المنتخب الأول عندما أعلن وعبر موقعه الالكتروني عن طرح مناقصة لاختيار مدرب أجنبي للمنتخبوبعد أيام قليلةبدأت طلبات وسير المدربين الأجانب الذاتية ومن شتى الجنسيات تنهال على مكاتب الاتحاد الذي قدرها بـ43 طلب قبل انقضاء الآجال المحددة في العشرين من الشهر الجاري ودون أن يتم الكشف عن أسماء المرشحين الأوفر حظا فتركت الأبواب مفتوحة أمام رجال الإعلام لإطلاق العنان لخيالهم و توقعاتهم عنهوية المرشحين.

وثاني الأسبابيتعلق بالمنتخب الجزائريبعد بلوغه نهائيات كأس العالم الأخيرة بجنوب أفريقيا حيث أصبح يسيل لعاب الكثير من المدربين الراغبين في إثراء سجلهم وسيرهم الذاتية بإنجاز قاري يجلب لهم عروضا مادية أفضل وبالتالي فإن أي مدرب لن يجد فرصة أحسن من هذه الفرصةلإبراز اسمه ولو كمرشح فما بالك بإختياره خليفة للجنراللأن أي اسم مغمور سيكون جنبا إلى جنب مع أسماء لامعة عبر الصحافة.

وبالتالي فإنه و حتى في حال استبعادهقد يجد فرصته مع منتخب آخر أقل وسيتم تقديمه من قبل الوكلاء كونه كان قريبا من تدريب المنتخب الجزائري الذي تحول إلى مروج إشهاري لسلعإمامنتهية الصلاحية أو ذات جودةرديئة وتلميع أسماء ما كان لها أن تلمع لولا إعلان ترشحها بالتالي فلا يستبعد أن يكونإعلان خبر الترشح لتدريب المحاربين هوإشهار مدفوع التكاليفمن قبل أصحابه.

ثالث الأسباب يختص بالصحافة الرياضية الجزائرية التي تناولت أسماء المرشحينلتدريب الخضر بغض النظر عن مدى صحة إرسالهم لطلباتهم للاتحاد من عدمه ولم تفرق بين الغي والسمين ولا بين الممكن والمستحيلوخصصت لكل مدرب صفحات وصفحات بين حوارات في الغالب مفبركة تحليلات تتضمن مزاياه وعيوبه في الغالب هي أيضا بعيدة عن الواقع .

فإلقاء نظرة بسيطة عن الأسماء التي أعلنتها الصحافة الجزائرية تؤكد بأن هناك تقنيينيستحيلأن يفكروا في تدريب منتخب أو ناد خارج قارة أوروبا وهم في أوج عطائهم ومرشحون لخلافة السير اليكس فيرغسون أو بيب غوارديولا أوالبرتغالي جوزيه مورينهو فضلا عن الظرف العصيب الذي يمر به المنتخب الجزائري بعدما تلاشت آماله في التأهل إلى نهائيات كان 2012 .

أما رابع الأسبابفيتعلق بكثرة المدربين من فئة المستهلكين والمرتزقة والمغمورين الراغبينفي الخروج من البطالة والبحث عن مصدر رزقبعدما بلغوا أرذل أعمارهم فنيا ولفظتهم منتخبات بلادهم فلم يجدوا بدا من البحث عن وظيفة مع منتخبات عربية أو افريقية الوحيدة التيتقبل ملفاتهم الناقصة وتمنحهم فرصةرغم أنهم لا يستوفون معايير وشروط الترشح ولو لبضعة أشهر مقابل القبول بمنصب مدرب إلا ربع الربع الذي يستولي عليه رئيس الاتحاد أو قائد المنتخبويتيح له فرصة إدارة المنتخب على أهوائه.

وفي ظل غياب أطر محلية قادرة على تحمل المسؤولية وعدم تحديدلائحة تقتصر على بضعة أسماء يعلنها الاتحاد ليفاوضهم وجد الكل نفسه مرشحاً.

أما السبب الخامس والأخير فيتعلق بالغموض الذي يمارسه الاتحاد فهو الجهة الوحيدة التي لم تتناول الموضوع بنفس الاهتمام وكان الأمر لا يعنيه رغم أنه المعني الأول بالموضوع والمسئول عن مد محبي الخضر بالأخبار الجديدة منعا لأيفبركة أو تأويل.

فالجميع في الجزائر لا حديث له منذ خسارة مراكشسوى المدرب الجديد للخضربينما اكتفى الاتحاد وعبر موقعه على شبكة الانترنت عن إعلان خبر استقالة بن شيخة ثم الإعلان عن طرحالمناقصةوكشف عدد الطلبات والتزم بعدها الصمت تاركا الشارع الرياضي على اختلاف أطيافهفي مناقشة بيزنطيةستكشف الأيام القليلة القادمة - عندما يعلنروراوةخليفة بن شيخة-كم كانت سخيفة.