بما أن السير اليكس فيرغسون تعلم أن هناك حاجة كبيرة لإعادة بناء مانشستر يونايتد، لذا فإنه استجاب بأسلوب رائع حتى الآن مع تعامله في سوق الانتقالات الصيفية. فقد وصل الجناح آشلي يونغ من استون فيلا مباشرة بعد توقيع صفقة المدافع فيل جونز من بلاكبيرن روفرز، مع توقع وصول ديفيد دي خيا حارس مرمى اتلتيكو مدريد وأيضاً لاعب وسط من الدرجة العليا إلى أولد ترافورد.

وعلى رغم أن الخسارة أمام برشلونة في نهائي دوري أبطال أوروبا على ملعب ويمبلي لم تكن في صالح مانشستر يونايتد، إلا أنها عززت تفكير فيرغسون على أن مستوى أداء فريقه تضاءل بشكل واضح.

وقد ينخدع بعض المراقبين عند التفكير بأن أداء الشياطين الحمر كان جيداً في الموسم الماضي نظراً إلى نجاحه في الدوري الممتاز، ولكن التشكيلة كانت الأفضل من حفنة سيئة. وبما أن فيرغسون شخصية واقعية إلى حد الصرامة، فإنه استطاع أن يجبر هؤلاء اللاعبين للفوز بالدوري الممتاز. وكان يمكنه الفوز بهذا اللقب إذا كان مديراً فنياً لأي من الأندية الانكليزية الأربع الكبرى.

ويدرك فيرغسون جيداً أنه ربما لن يكون محظوظاً في الموسم المقبل مثلما كان فريقه في الموسم الماضي عندما فاز بالدوري على رغم أنه لعب بشكل سيء، خصوصاً خارج أرضه، وكان رداءة أداءه في مباريات عدة تفوق الخيال.

وبالتالي فإن على الاسكتلندي أن يعالج عاملين: أولاً، أداء الفريق المروع لفترة طويلة خلال الموسم الماضي ومعاناته ضد برشلونة. ثانياً، أدى مرور الزمن الطبيعي إلى اعتزال أدوين فان در سار وغاري نيفيل وبول سكولز، فيما يقترب رايان غيغز من نهاية حياته المهنية. وعلى رغم أن صانع ألعاب الويلزي كان رائعاً في الموسم الماضي، إلا أن أحداً لا يمكن أن يرى أداءاً من هذا القبيل في الموسم المقبل بعدما يبلغ الـ37 عاماً.

ومن الواضح أن شراء المدافع الشاب جونز هي صفقة للمستقبل. أما يونغ فقد أثبت أنه لاعب رائع مع تمريرات عرضية بارزة الذي سيضيف الكثير من الزخم إلى الفريق.

وإذا كان المرء قد راقب أداء الشياطين الحمر في الموسم الماضي، فإنه من الواضح أنه شعر بضعفه في كل المراكز. وحقيقة أن فوزه بالدوري الممتاز كان عملاً فنياً رائعاً في حد ذاته، وهو علامة لنادٍ كبير ومدير فني عظيم، فقد كان فيرغسون عنصراً رئيسياً لهذا الفوز.

ومع اعتزال سكولز وحقيقة أن غيغز أصبح سنة أخرى أقرب إلى نهاية حياته المهنية، فإن هذا يعني أنه من شبه المؤكد أن فيرغسون يريد أن يعزز خط الوسط، لذا يحاول جلب اللاعبين الرائعين لوكا مودريتش من توتنهام وويسلي شنايدر من انتر ميلان.

وبما أن أحداً لا يعرف ماذا سيكون مصير مودريتش، خصوصاً بعدما أعطى دانييل ليفي، رئيس توتنهام، الأسبوع الماضي ظهره لعرض تشلسي الضخم لشراء لاعب خط الوسط، فإنه ينبغي على فيرغسون أن يحطم الأرقام القياسية للاستحواذ على الكرواتي لأنه يناسب تماماً أسلوب الشياطين الحمر.

ومن الطبيعي أن الاسكتلندي يريد أن يجند حارساً للمرمى ليحل محل فان در سار الذي كان سبباً رئيسياً لنجاح الفريق في الموسم الماضي، كما كان على مدى السنوات الخمس الماضية في أولد ترافورد.

ويبدو أن الخيار الوحيد هو دي خيا، خصوصاً أن أصعب اختيار للمدرب ليحل لاعباً محل آخر هو حارس المرمى، كما ثبت في نضال مانشستر يونايتد عندما حاول ايجاد خليفة من نوعية بيتر شمايكل.

ويعتبر جلب حارس مرمى أجنبي إلى الكرة الانكليزية ضربة حظ دائماً، لأن الجزء الأكبر من اللعبة في انكلترا هي أن الكرة تكون داخل منطقة الجزاء، فقد لوحظ من أمثال هيوريلو غوميز كيف ناضل للتعامل مع هذا الجانب من اللعبة، في حين كان فان در سار كاملاً وكانت مهاراته بالتعامل مع زملاءه رائعة. أما دي خيار فهو لايزال شاباً، وسيكون من المثير للغاية معرفة كيف سيكون أداءه عندما يصل إلى أولد ترافورد.

وعلى رغم أن الاعتزال وكبر العمر سحبا بعض من أفضل لاعبي فيرغسون من المعادلة، إلا أن الاسكتلندي هو أفضل خبير عندما يواجه مثل هذا النوع من التحديات. وهو على بينة أيضاً من التحديات المقبلة من أماكن أخرى.

وبلا شك ان مانشستر يونايتد وتشلسي سيعودان للمنافسة على اللقب كما فعلا في الموسم الماضي، في حين أن مانشستر سيتي قد يشعر بأنه لن تكن لديه فرصة أفضل للفوز بالدوري الممتاز من الموسم المقبل، بالإضافة إلى أن الأندية ستنفق أموالاً.

ومن المؤكد أن رومان ابراموفيتش، مالك البلوز، سيدعم المدير الفني الجديد أندريه فيلاس ndash; بواس، في حين أن ليفربول، الذي لا يفلت كثيراً من اهتمام فيرغسون، لديه quot;الوكيل التجاريquot; كيني دالغليش الذي سيعزز صفوف ناديه بشكل واضح هذا الصيف، خصوصاً أنه ما يزال هناك عامل الشعور الجيد لدى أنصار النادي عقب وصوله إلى أنفيلد، بالإضافة إلى أن لويس سواريز سيكون على استعداد تام لأول موسم كامل له في الدوري الممتاز الذي قدم أداء رائعاً بعد وصوله إلى أنفيلد في كانون الثاني/يناير الماضي.

ولكن التاريخ يؤكد أنه ليس هناك أحداً يخرج من مآزق المواقف الحرجة أفضل من السير اليكس فيرغسون الذي يبدو أنه عاقد العزم على إعادة بناء تشكيلته بعد الوقوف على الحالة الراهنة لفريقه.

ولا يمكن لأي مراقب أن يكون له رأياً مخالفاً بذلك، لأنه إذا استطاع فيرغسون أن يقود فريقه للفوز بلقب الدوري الممتاز بالطريقة التي لعب بها في الموسم الماضي، إذاً فإن عليه أن يبدأ كأفضل مرشح للفوز بالألقاب في الموسم المقبل، في الوقت الذي من المحتمل أن يبدأ فيرغسون عملية بناء النموذج الأخير له في ملعب أولد ترافورد.