قرر عدد من نجوم الرياضة في الجزائر دخول المعترك السياسي من خلال الترشح للانتخابات التشريعية التي ستقام في العاشر من مايو المقبل، سعياًللإنضمام إلى البرلمان في عهدته الجديدة التي قد تمتد لغاية ربيع العام 2017.


لخضر بلومي ترشح للإنتخابات البرلمانية في الجزائر

الجزائر: ترشحعدد من نجوم الرياضةإلى الإنتخابات التشريعية المقرر إقامتها في الـ10 من مايو/ايار المقبل،وبينما فضل بعضهم الترشح ضمن قوائم الأحزاب فإن آخرين أثر المنافسة ضمن قوائم مستقلة بعيداً عن التحزب.

ومنذ الإعلان عن تاريخ إجراء الانتخابات سعتمعظم التشكيلات الحزبية الجديدة منها والتقليدية إلى استقطاب نجوم الرياضة على أمل استغلال شعبيتهم الجارفة في أوساط الجماهير على اختلاف فئاتها السنية والمهنية والجنسية للظفر بمقاعد إضافية من جهة، ومن جهة أخرى استغلال هذه الشعبية لرفع نسبة المشاركة في عزوف الجزائريين عن الذهاب إلى صناديق الاقتراع في الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة والذي أصبح هاجساً يؤرق السلطة في الجزائر ويقلل من مصداقية النتائج النهائية.

وفي الوقت الذي فضل فيه أغلبنجوم الكرة البقاء بعيداً عن السياسة لأسباب عدةمن بينها تواضع مستوياتهم الدراسية وإحتراماً لنجوميتهم ومكانتهم عند الجمهور، فإن فئة رؤساء الأندية برزت بشكل واضح في المشهد السياسي نظراً لامتلاكهم مزايا عدة تسمح لهم بالترشح للتنعم بالمزايا التي يوفرها لهم البرلمان خاصة أنهم يتزعمون أندية شعبية وبالتأكيد سيحظون بتأييد مناصريها ، فضلاً عن أن نجاحهم في هذه الانتخابات سيعود بالفائدة على أنديتهم على أكثر من صعيد خاصة الجانب المادي.

و من أبرز الأسماء التي ستتنافس على ولوج المجلس الشعبي الوطني نجد رئيس نادي وفاق سطيف، متصدر الدوري المحلي، عبد الحكيم سرارالذي تصدر قائمة حزب جبهةالمستقبل حديث التأسيس في سطيف.

عبد الحكيم سرار رئيس قائمة جبهة المستقبل

ويتمتع سرار بشعبية واسعة في عين الفوارة وفي كامل أرجاء الوطن منذ التتويج التاريخي لناديه بدوري أبطال العرب في العامين 2007 و 2008تسمح له باكتساح منافسيه، كما يمتلك سرار حنكة وحكمة في التعامل مع محبي فريقه وإيصال فكرته لهم بسهولة خاصة أن الوفاق تحت إمرته يسجل نتائج طيبة هذا الموسم، وبالتأكيد فإن مباريات الوفاق التي تقام على ملعب النار ستتحول إلى حملات انتخابية لسرار وإعلان دعم عشاق الكحلة له.

كما ترشح رئيس نادي اولمبيك الشلف عبد الكريم مدوار ضمن قائمة حزب جبهة التحرير الوطني ولا تقل شعبية ومكانة مدوار عند الجوارح عن نظيره سرار، ربما لأن الانجازات التي حققها النادي سواء بطولة الكأس في العام 2005 أو بطولة الدوري الموسم المنصرم تحققت تحت قيادته ولعب فيها مدوار دوراً محورياً وهو يمتاز بقربه من أنصار الشلف.

وبدوره، سار رئيس نادي أهلي البرج، الذي ينشط ضمن دوري الدرجة الثانية والمرشح للعودة إلى النخبة، جمال مسعودان،نحو انتخابات العاشر مايو، حيث تصدر قائمة مستقلةتحت اسم النمور وهو اسم يقترب من اسم شركة النادي نمور البيبان ، ويحظى هو الآخر بدعم الجراد الأصفر، الاسم الذي يطلق على محبي الأهلي الذين لن يترددوا في منح أصواتهم لمسعودان في حال قرروا الاقتراع.

كما ترشح رئيس نادي مولودية بجايةورئيس فرع كرة القدم لنادي مولودية العلمة ،فضيلحيرش،الذي تصدر قائمة حزب التجمع الجزائري دائرة العلمة.

وترشح المدرب الجزائري عامر منسول، الذي يعمل منذ سنوات في الدوري الإماراتي كممثل عن الجالية الجزائرية في المشرق العربي بصفة مستقلة.

ويعتبر منسول من انجح المدربين الجزائريين في الخارج في السنوات الأخيرة، وأصبح معروفاً لدى الأوساط الجزائرية بسبب إطلالاته الدائمة على الجمهور الجزائري عبر الفضائيات الرياضية العربية .

ويتطلع عيسى منادي، رئيس نادي اتحاد عنابة، المنتمي للدرجة الثانية،إلى العودة إلى البرلمان مجدداً بعدما كان عضواً فيه في العهد السابق، إذ تميز وقتها منادي بتسخير ميزانية ضخمة للفريق وجلب له أفضل لاعبي الدوري بمئات الملايين ليقوده في الأخير إلى الهبوط .

من جانبه، اختار حزب عهد 54 ياسين اونيس ليتصدر قائمته في دائرة تبسة وسبق لاونيس أن ترأس ناديي شباب قسنطينة و اتحاد تبسة حيث يمتلك الأول قاعدة شعبية واسعة من الأنصار الذين ينعتون بالسنافر لكثرة عددهم وتكتلهم .

ويأمل أمير الكرة العربية في عشرية الثمانينات لخضر بلوميهو أيضاً النجاح في السياسة مثلما نجح في الرياضة كلاعب، فقرر الترشح لتمثيل إحدى دوائر ولاية معسكر التي يحظى فيها لخضر بدعم غير محدود من قبل سكانها وذلك ضمن قائمة حزب المستقبل، ويتمنى صاحب الكرة الذهبية للعام 1981 أن تكلل تجربته الثانية بالنجاح بعدما مني في العام 1990 بفشل ذريع حيث ترشح آنذاك ضمن حزب جبهة التحرير ومما يدعم فرص بلومي أنه لا يزال قريباً من الملاعب الجزائرية ومن فئة الشباب حيث يشرف على تدريب إحدى المدارس الكروية في مدينة وهران، ويساهم من خلال إحدى الجمعيات في تنظيم مسابقات ودية سنوية تجمع بين أندية الأحياء والقرىتدخل في إطار مكافحة الآفات الاجتماعية . والواقع أن اغلب المرشحين لقبة البرلمان لا يحظون بتأييد أنصار أنديتهم فحسب، بل ايضاًبتأييد من قبل السلطة في الجزائر .

وفشلت أحزابعدةفي إقناع بعض الرؤساء أو اللاعبين السابقين في الترشح ضمن قوائمها على غرار نجمة السباحة بن مغسولة ، والمدافع الأسبق لنادي وداد تلمسان خير الدين خريس، وآخرين. فهؤلاء يرون بأن المقصود هو أسماؤهم و ليس شخصياتهم لتزيين القوائم الانتخابية وكأنهم لوحات اشهارية سياسية ويرون بأن النجومية التي اكتسبوها على مدار سنوات طويلة من الممارسة هي ملك للجميع ولا يحق لأي حزب أو تيار سياسي أو فكري أن يحتكرها .