لعب هذا الموسم 14 لاعباً جزائرياً في الخليج العربي موزعين على أربع دوريات للدرجة الممتازة والعدد يبقى دوما مرشح للزيادة و للتناقص مع افتتاح سوق الانتقالات الشتوية أو الصيفية في ظل الإستراتيجية المعتمدة من قبل الأندية الخليجية بتغيير محترفيها الأجانب ، وفي ظل أيضا الطلب المتزايد منها على اللاعبين الجزائريين سواء القادمين من الدوري الجزائري أو من أوروبا.

وبعد انقضاء النصف الأول من الموسم تباينت مستويات محترفي الخضر في الخليج ، فالبعض منهم تأقلموا بسرعة مع الأجواء هناك و تألقوا وظهروا بشكل منتظم مع أنديتهم بل وتحولوا إلى كوادر ، ليثبت جدارته ويؤكد بأنه لم ينتهِ وأن الخليج ليس مقبرة كما يدعي البعض أو بنكاً يصرف منه المال بدليل أن بعضهم تلقى عروض رسمية للعودة مجدداً إلى أوروبا ، وبالمقابل نجد بعض اللاعبين خيب الآمال التي علقت عليه ، وبقي طوال مرحلة الذهاب أسير دكة البدلاء ولم يظهر رسميا إلا نادرا ، وأصبح مصيرهم مجهولا في وقت اختار عدد منهم تغيير الأجواء داخل الخليج أو حتى التفكير في العودة إلى الجزائر لبعث مشواره بعدما أصبحت فرصهم في العودة إلى الرسمية شبه منعدمة خاصة مع رحيل المدربين الذين تعاقدوا معهم و مجيء آخرين يبحثون عن محترفينأجانب جدد.

ففي الدوري القطري الذين يلعب له ستة لاعبين جزائريين حقق الظهير الأيسر نذير بلحاج أفضل النتائج مع فريق السد القطري خاصة على الصعيد القاري و الدولي، عندما قاده إلى التتويج ببطولة دوري أبطال آسيا للمرة الثانية في تاريخه والأولى منذ العام 1988 بجدارة واستحقاق ، بطولة لعب فيها المحترف الجزائري دورا محوريا حيث حافظ على مكانته في التشكيل الأساسي قدم مباريات في القمة خاصة في المباراة النهائية بكوريا حيث كان سدد ركلة الجزاء الأخيرة التي منحت التوقف للسد .

و أصبح مدربه فوساتييعتمد عليه بشكل رئيسي في بناء الشق الهجومي ، كما تألق مع السد في كاس العالم لأندية بحلوله ثالثا وراء العملاقين برشلونة الاسباني وسانتوس البرازيلي.

و برز بلحاج في المبارتين ضد الترجي التونسي في النصف النهائي ثم في المباراة الترتيبية ، دفع هذا التألق بإدارة نادي باريس سان جيرمان إلى تقديم عرض رسمي له للانضمام إليه في الميركاتو الشتوي الحالي ، عرض لم يتلقاه بلحاج حتى عندما كان في أوروبا ، و هو الذي غادرها غداة المشاركة في نهائيات مونديال جنوب إفريقيا 2010 للعب في قطر و تلقى وقتها وابلا من الانتقادات اللاذعة ليؤكد صحة قراره بعد اقل من عامين.

كما تألق المدافع مجيد بوقرة مع نادي لخويا تحت إمرة مواطنه المدرب جمال بلماضي ، حيث أصبح الماجيك قطعة أساسية في الفريق و شارك معه في جميع مبارياته ، و ساهم في احتلاله صدارة الترتيب في مسعاه للاحتفاظ ببطولة الدوري ، والحقيقة أن الماجيك كذب هو الآخر كل التكهنات التي راهنت على تراجع مستواه و لياقته بعدما غادر غلاسغو رانجرز الصيف الماضي ليتجه صوب لخويا ، فبعد مرور أكثر من ستة أشهر على تواجده أبان بوقرة عن لياقة عالية ومثلما يحظى بثقة عند بلماضي فان المدرب البوسني للخضر وحيد خاليلوزيدش يواصل الاعتماد عليه كواحد من أهم أوراقه الرابحة في دفاع المنتخب الجزائري.

و في نفس النادي يتألق أيضا اليافع بوضياف الذي أصبح حديث الصحافة القطرية التي تحدثت عن إمكانية تجنيسه للعب في المنتخب القطري لما يتمتع به من إمكانيات فنية هائلة في وقت يعمل الاتحاد الجزائري على إقناعه باللعب للخضر. شأنه شأن المدافع خوخي الذي يلعب لنادي العربي حيث يحظى فيه بمكانة مرموقة ، و يوصف بالمدافع العصري الذي يجيد الهجوم دون إهمالواجبه الدفاعي إذ أنهى المرحلة الأولى من الموسم ضمن هدافي العربي وسجل ثلاثية في إحدى المباريات مما جعل إدارة الأخير تقدم على خطوة هامة بتمديد عقده تخوفا من عروض قطرية أو خليجية تخطفه كما أصبح هو الآخر مستهدفا للتجنيس بما انه لم يسبق له أن لعب للجزائر.

أما متوسط ميدان نادي الجيش كريم زياني فيبدو انه يحتاج لبعض الوقت حتى يتأقلم مع الأجواء الجديدة بعد سنوات طويلة قضاها في الملاعب الأوروبية و أكثر من ذلك بعد موسمين مخيبين في ألمانيا و تركيا ،فرغم اعتماد المدرب عليه كعنصر أساسي لدرجة منحه شارة القائد إلا أن مستواه يبقى متذبذبخاصة مع تجدد إصابته مما كلفه فقدان مكانته مع المنتخب في آخر مباراة في تصفيات كأس إفريقيا ضد إفريقيا الوسطى ، غير أن إصراره على رفع التحدي يجعله قادراً على استعادة مستواه هنا لغاية نهاية الموسم. حيث تراهن عليه جماهير الجيش للبقاء في دوري الأضواء و تفادي الهبوط.

و يعيش متوسط الميدان مراد مغني حالة إحباط حقيقية مع نادي أم صلال الذي يتجه إلى فسخ عقده و تسريحه لإفساح المجال أمام انتداب لاعب أجنبي آخر بعدما أصبح الاعتماد عليه شبه مستحيل نظرا لتجدد الإصابة التي يعاني منها في الركبة منذ مشاركته في نهائيات كاس إفريقيا 2010 ، إذ فشل الأطباء في إعادة تأهيلهرغم خضوعه لعملية جراحية ، و بعدما كان مغني يأمل في استعادة و لو جزء من لياقته في قطر مع أم صلال بقييترنح في حلقة مفرغة، وازدادت متاعبه بعد رحيل المدرب المغربي حرمة الله الذي كان وراء قدومه و مجيء الفرنسي جيرالد جيلي الذي أفصح عن نيته في تسريحه ، ليتأكد الجميع أن مغني كان ضحية الإهمال الطبي على مستوى المنتخب الوطني بعدما اخفق طاقمه الطبي في تشخيص حالته الصحية بشكل صحيح قبيل دورة انغولا ، وقد يضطر إلى إعلان اعتزاله مبكرا خاصة في حال فشله في إيجاد ناد يلعب له يمنحه فرصة أخيرة لبعث مسيرته المهددة.

ولعب في الدوري السعودي خمسة لاعبين قبل أن يتقلص العدد إلى أربعة بعد مغادرة المدافع سفيان حركات قبل انطلاق المنافسة.و قد برز بشكل لافت هذا الموسم المهاجم حاج بوقاش مع نادي القادسية الذي انتقل إليه هذا الموسم فقط قادما من الإمارات ، وقدم بوقاش أداء جيدا أصبح هدافا للقادسية ، ودفع هذا التألق بالمدرب خاليلوزيدش إلى متابعته عن كثب تمهيدا للاستعانة بخدماته في الاستحقاقات الرسمية القادمة لعله يجد علاجاً للعقم الهجومي للخضر ، و الحقيقة أن بوقاش ساعدته أخلاقه العالية و شخصيته الهادئة للتأقلم مع الظروف المحيطة به في السعودية.

أما المدافع فريد شكلام الذي وقع على عقده مع نادي نجران صدفة بعدما كان هناك لتأدية مناسك العمرة فقد أصبح قطعة أساسية في الفريق ويقدم هو الآخر مباريات على أعلى مستوى بل و سجل هدفا يعد من أحسن الأهداف التي سجلت لحد الآن في السعودية ، و لم يغب عن نجران سوى مباراة واحدة للإيقاف بعد حصوله على ثلاث بطاقات صفراء.

و يبدو أن نجاح صفقة شكلام شجع إدارة نجران على التعاقد مع مواطنيه المهاجم بورقبة و الظهير بن حاج اللذان سيلعبان بجانبه بداية من مرحلة الإياب.

وعاش قائد الخضر عنتر يحيى أوقات عصيبة مع النصر الذي قدم إليه من بوخوم الألماني ، و رغم أن يلعب أساسي إلا انه لا يقدم الأداء المنتظر منه وفشل في نيل ثقة المحبين الذين طالبوا الإدارة بتسريحه بعدما رأت بان أجانب النادي هم المسئولين الرئيسين عن النتائج المخيبة هذا الموسم و ابتعاده عن المنافسة على لقب الدوري.

و وجد يحيى نفسه في موقف حرج جدا لم يسبق أن عاشه لدرجة أن بعض التقارير الإعلامية تحدثت عن ترجيه لإدارة بوخوم لإنقاذه من الورطة التي أوقع فيها نفسه قبل أن يتنفس الصعداء بعد الهدف الممتاز الذي سجله قبل أيام و لو أن المعطيات تؤكد بأنه حتى لو استمر مع النصر فما عليه إلا البحث عن ناد آخر يبدأ معه الموسم القادم.

وكتب للمهاجم عبد المالك زياية أن تكون نهاية عامه الثاني مع اتحاد جدة لتكون نهايته في الدوري السعودي الذي انضم إليه في يناير 2010 بصفقة قاربت المليونين دولار، و طوال تلك الفترة لم يكن زياية مستقرا في أداءه و لا في معدله التهديفي فتجده مرة يسجل و يلعب جيدا و يكون الأفضل في الاتحاد و مرات أخرى يكون عبئا على زملائه ، مما جعل الصحافة المحلية لا تتوقف عن الحديث عن إمكانية فسخ عقده مع نهاية كل مرحلة و موسم، غير أن بداية الموسم الجاري كانت الاسوء له حيث فقد مكانته في التشكيل الأساسي و فقد حسه التهديفي محليا و قاريا ، ليجد نفسه على رأس لائحة اللاعبين المسرحين و يضطر إلى تغيير الأجواء باتجاه نادي بني ياس الإماراتي لعله ينسي محبي الأخير خيبة الفرنسي تريزيقي .

وفي القادسية الكويتي يعيش باجيو العرب لزهر حاج عيسى أول تجربة احترافية له بعد محاولات كثيرة آلت كلها للفشل في الخليج و في أوروبا ، و لحد الآن تسير أموره جيدا في انتظار الأفضل ، فهو يلعب أساسيا و بلغ مع ناديه نهائي كاس ولي العهد و يحتل معه صدارة ترتيب الدوري و وجوده أصبح ضروريا لصنع الفارق لصالح فريقه و تنتظره مسابقة دوري أبطال آسيا فالفرصة أمامه على طبق من ذهب للتألق أكثر لتكون الكويت بوابته للعودة إلى صفوف المنتخب الجزائري خاصة أن أصبح أكثر نضجا من الناحية الشخصية و الفنية.

وفي الإمارات و ضمن نادي عجمان يواصل المهاجم المخضرم كريم كركار تألقه رغم بلوغه سن ال35 لكنه يظل يحافظ على احترافيته و لياقته ليواصل في تقديم عطاء مميزا أشاد به حتى الأسطورة الأرجنتيني دييغو مارادونا مدرب الوصل بعد المباراة التي جمعت الناديين.