جاء إعلان تطبيق نظام الاحتراف في الدوري الجزائري في شهر أيلول من العام 2010 ليفتح الأبواب أمام الأجانب لاستثمار أموالهم في الأندية الجزائرية بعدما أصبحت عبارة عن شركات تجارية ذات أسهم و ذلك من خلال رغبة جامحة لدى الطرفين معا لإبرام شراكة تجارية ومالية تعود بالمنفعة عليهماواستغلال اللوائح التشريعية التي تسمح بامتلاك الأجانب حصصا معينة من أسهم الأندية عكس ما كانعليه في عهد الهواية.

_______________________________________________________________________________________________________________________________________

الشركة القطرية للإستثمار قريبة من شراءنادي شبيبة القبائل الجزائري

تعاني الأندية الجزائرية جلها من أزمات مالية خانقة تهدد بإفلاسها لولا المساعدات الحكومية وهي في أمسّ الحاجة إلى ايجاد موارد مالية جديدة ،أما الشركات الأجنبية فقد تجد في الدوري الجزائري سوقا خصبة لاستثمارفوائض أموالها بالنظر إلى الشعبية الكبيرة التي تحظى بها كرة القدم عند الجماهير الجزائرية المولعةبالساحرة المستديرة لحد التعصب وما يشجعها أكثر أن جل الأندية الجزائرية التي تلعب في قسم النخبة تتوفر على قاعدة شعبية كبيرة من المحبين في معاقلها وفي ولايات أخرىوهو ما تدل عليه الإحصائيات الخاصة بحضور الجماهير إلى الملاعب التي تكتظ عن آخرها بمعدل لا يقل عن 40 ألفمتفرجفي أغلب المباريات الرسمية رغم تراجع المستوى الفني للمنافسةوغياب النجوم.

و ما شجع الأندية الجزائرية أيضاً على البحث عن شركاء أجانب لتمويلها هو عزوف الشركات المحلية ورجال الأعمال عن شراء أسهمها ndash; باستثناء البعض على غرار علي حداد مع اتحاد العاصمة - والتي بقيت حكرا على رؤساء الفرق أو أعضاء المجالس الإدارية ، كما أن دخول الأجانب على الخط سيدعم ويسهل الانتقال الحقيقي نحو الاحتراف وسيخلص الأندية من تراكمات الهواية التي لا تزال تفرض نفسها على الممارسة رغم دخول عهد الاحتراف موسمه الثاني ،خاصة في بعض الجوانب مثل تسويق منتوج الأندية من بث تلفزيوني للمباريات وبيعأقمصة النادي و صور لاعبيه وعقود اشهارية وغيرها من المسائل و كذلك التسيير الإداري الذي لم يرقَ بعد إلى مستوى الاحتراف بكل ما تحمله الكلمة من معانٍبدليل أن العاملين و الموظفين في الكثير من النوادي متطوعون أو بالاحرى موظفون عند الرئيس و ليس عند النادي .

ولغاية كتابة هذه الأسطر هناك ثلاث شركات أجنبية تعمل على الاستثمار في الجزائر واحدة إماراتية في نادي وفاق سطيف والشركة الايطالية ايديل بيليكانومع مولودية الجزائر والتي ستحل قريبا في الجزائر لإنهاء الصفقةوالشركة القطرية للاستثمارمع شبيبة القبائل وهي الشركة نفسها التي استحوذت على نادي باريس سان جيرمان الفرنسي و أعادت له الروح و يراهن عليها رئيس الشبيبة شريف حناشيلإعادة الكناري إلى سابق عهده مع البطولات والألقاب حيث تنقل الرجل إلى فرنسا للتفاوض بشكل مباشر مع القطريين.

و يرجح أن تكون بداية الأجانب مع الأندية العريقةالثلاثة المذكورة على اعتبار أنها الأكثر تتويجاً في العشرية الأخيرة و تشارك تقريبا كل سنة في إحدى المسابقات الخارجية القارية منها أو الإقليمية ما يعزز من شعبيتها،غير أن هذه الرغبة الأجنبية لم تتجسد لحد الآن على ارض الواقع و تبقى مجرد محاولات بسبب وجود عراقيل مختلفة حالت دون إتمام الشراكة منها البيروقراطية الإدارية التي تعرفها الجزائر منذ مدة و التي اصطدمت بها مشاريع أجنبية كثيرة في ميادين مختلفة اضطر أصحابها إلى تغيير وجهاتهم نحو بلدان عربية مجاورة أخرى بسببها فضلا عن هشاشة البنية التحتية لجل الأندية و حاجتها إلى إعادة بنائها من الصفر تقريبا ، و تمسك الرؤساء الحاليين باحتكارتسيير الأندية حيث يعملون كل ما بوسعهم لقطع الطريق أمام أي مستثمر حتى لو كان محليا لا يضمن لهم استمرار مصالحهم و هو ما جعل العديد منهم يسارع منذ البداية إلى اقتناء غالبية أسهم الناديمحاولة منهم للاحتفاظ بسلطة مطلقة على الفرقكماتعاني الأندية ديونا متراكمةتجعل الاستثمار فيها مغامرة محفوفة بالمخاطر غير أن المتابعين للشأن الاحترافي في الجزائر يؤكدون ان الأجواء لن تبقى غائمة والأمور ستتضح أكثر مع مرور الوقت و الانتهاء من المرحلة الانتقالية التي لا تزال فيها قواعد الاحتراف غائبة عن الواقع ويرون أن المسألة تحتاج فقط إلى مبادرة أولى من قبل احد الأندية و ستتبعه البقية بعيون مغمضة تماما مثلما حدث في بعض الدوريات الأوروبية التي غزاها الأجانب بأموالهم على غرار الدوري الانكليزي ، و بالتأكيد فإنأعين المستثمرين الأجانب العرب منهم و الأوروبيين تراقب وعن كثب أحوال الأندية الجزائريةالتي تبقى رغم كل شيءمجالا حيوياً قادرا علىخلق فرص استثمارية تدر عليهم أرباحاً ضخمة .