تراجع عدد المدربين الأوروبيين العاملين في الأندية الجزائرية لكرة القدم مقارنة بالموسم الماضي الذي كان قد شهد غزواً كبيرا للمدراء الفنيين القادمين من القارة العجوز، وهي الحالة التي أثارت الجدل في الشارع الرياضي الجزائري حول سبب عودة معظم الفرق الجزائرية إلى خيار المدرب المحلي بدل الأجنبي.
فبعدما كان عدد المدربين الأجانب الناشطين في الدوري الاحترافي الجزائري يقدر بستة فإنه انخفض فيالموسم الجاري(2011-2012) إلى ثلاثة فقط .وهم كل من الفرنسي هيرفي رونار ( اتحاد العاصمة) و الايطالي جيوفاني سوليناس ( شباب بلوزداد) و السويسري ألان غيغر ( وفاق سطيف).
وقد يقول البعض إن الرقم الحقيقي هو خمسة وليس ثلاثة إذا ما احتسبنا الفلسطيني سعيد حاج منصور (مولودية وهران) و العراقي عامر جميل (شباب باتنة ) ولكن هذين الأخيرين لا يمكن اعتبارهما أجنبيين لتعودهما على مزاولة مهنتهما في الجزائر من أكثر من 15 سنة.
ويتساءل كثير من الملاحظين، عن أسباب هذا التراجع، وهل الأمر راجع إلى رغبة المسيرين في إعادة الاعتبار للمدرب المحلي، أم أن هذا الخيار تمليه ظروف معينة تفرضها الأزمة المالية التي يعانيها العديد من الأندية. ولعل الخلاصة التي تجمع عليها الكثير من الآراء، هي أن أغلبية المدربين الأجانب الذين عملوا ضمن الأندية الجزائرية في السنوات الماضية، لم يقدموا الإضافة المرجوة وأن كفاءتهم ليست بتلك التي تساهم بالقسط الكبير في تطوير مستوى الكرة في الجزائر.
وهذا ما ألمح إليه اللاعب الدولي السابق جمال مناد حين صرح لـquot;إيلافquot; قائلا quot; باستثناء القلة القليلة من المدربين المعروفين كالفرنسي روبيرت نوزاري الذي أشرف في وقت ما على فريق مولودية الجزائر فإن أغلبية الأندية قامت بجلب مدربين أجانب من الدرجة الثالثة quot;.
ومن بين الأندية التي دأبت على وضع ثقتها في المدرب المحلي بدل الأجنبي ونجحت في خيارها يوجد فريق أولمبي الشلف الذي توج في الموسم الماضي بأول نسخة للدوري الاحترافي الجزائري بقيادة المدير الفني مزيان ايغيلوبعد رحيل هذا الأخير قبل بداية الموسم الجاري نحو فريق شبيبة القبائل لم يترددرئيس نادي اولمبي الشلف، عبد الكريم مدوار، في وضع الثقة في مدرب محلي آخر، ونعني به نور الدين سعدي.
وقال مدوار في هذا الشأن quot;عندما قرر إيغيل الانسحاب من الفريق، لم أفكر لحظة في اللجوء إلى مدرب أجنبي، لأن ذلك يتعارض مع منهجيتي، لهذا السبب سارعت للاتصال بالمدرب الوطني السابق رابح سعدان الذي اعتذر عن المجيء، ما جعلني أصوب أنظاري نحو نور الدين سعدي الذي اتفقت معه بسرعة ليصبح المدرب الجديد لفريقيquot;.
والملاحظ أنه، حتى الأندية التي كانت تفضل في السنوات الأخيرةالاعتماد على التقني الأوروبي، كمولودية الجزائر وشبيبة القبائل، فإنها قررت هذا الموسم اللجوء إلى المدرب المحلي فاستقدمت عبد الحق بن شيخة ومزيان إيغيل على التوالي.غير أنه استنادا إلى مصادر مطلعة بالفريقين، فإن التوجه الجديد لهذين الناديين قد لا يكون تعبيرا عن اقتناعهما بإمكانيات المدرب المحلي، بقدر ما هو حلّ فرضته المشاكل المالية الكبيرة التي يتخبط فيها الناديان، ما يجعل استقدام مدربين أوروبيين من العيار الثقيل أمرا صعبا للغاية.
ومن مفارقات الخيار الجديد للأندية الجزائرية أنها أضحت تعتمد أكثر على المدرب المحلي في الوقت الذي لجأ فيه اتحاد الكرة لاستقدام مدرب أجنبي على رأس الإدارة الفنية للمنتخب الوطني، ممثلا في شخص البوسني وحيد خاليلوزيتش ، وذلك قصد إعطاء دفع جديد لفريق quot;محاربي الصحراء quot;الذي فقد هيبته في عهد المدرب المحلي عبد الحق بن شيخة.
التعليقات