يفكر الاتحاد الجزائري لكرة القدم في انتهاج الطريقة الانكليزية في محاربة ظاهرة العنف في الملاعب بعدما تأكد من أن عقوبة خوض المباريات بدون حضور الجمهور لم تحد من الظاهرة بل أضحت عقوبة تجاه الأندية أكثر منها ضد الأنصار المشاغبين.

لاتمر جولة من جولات الدوري الاحترافي الجزائري لكرة القدم بدرجتيه الأولى والثانية بدون أن تخلف ورائها حوادث بسبب عنف الجماهير وشغبها ، على غرار ما شهده ملعب بسكرة في نهاية الأسبوع الماضي بمناسبة لقاء اتحاد بسكرة وضيقه اتحاد سيدي بلعباس لحساب الجولة الرابعة لدوري الدرجة الثانية بحيث قرر حكم المباراة توقيف المباراة في دقيقتها الـ84 وذلك على إثر الاعتداء بالحجارة على الحكم المساعد من مدرجات الملعب بحيث وبعد تلقي الحكم المساعد المصاب السيد حجاجي إسعافات أولية جراء الجروح التي تعرض لها في رأسه عاد إلى أرضية الميدان بعد 10 دقائق لكن الحكم الرئيسي السيد نسيب ارتأى عدم الاستمرار في اللعب ومغادرة طاقم التحكيم أرضية الميدان بعد حوالي 35 دقيقة من إيقاف المباراة تحت حراسة أمنية.

وقد أصدرت لجنة الانضباط للرابطة الجزائرية المحترفة لكرة القدم ،الثلاثاء، قرارها حول هذه الحادثة بمنح نقاط الفوز لفريق اتحاد سيدي بلعباس ومعاقبة نادي اتحاد بسكرة بخوض مباراة واحدة بدون جمهور وتغريمه بمبلغ 60 ألف دينار جزائري (600يورو).

ومن جهة أخرى فقد اكتفت لجنة الانضباط بفرض غرامة مالية على ناديي اتحاد الحراش ومولودية العلمة بمبلغ 300 يورو و 200 يورو على التوالي بسبب شغب أنصار الفريقين في المباراتين اللتين فازا بهما أمام وفاق سطيف(3-2) و اتحاد العاصمة (2-1) يوم السبت الماضي برسم الجولة الرابعة من دوري الاحترافي للدرجة الأولى .

ويبدو أن الرابطة الجزائرية المحترفة لكرة القدم التي تسير الدوري الاحترافي قد بدأت فعلا في تخفيف عقوباتها تجاه الأندية المدانة بشغب أنصارها، بحيث لم تعاقب هذه المرة فريقي اتحاد الحراش ومولودية العلمة بخوض مباراة بدون حضور الجمهور واكتفت بالغرامة المالية.وذلك بعدما عودتنا الرابطة منذ بداية الموسم الرياضي الحالي ببرمجة مباراتين أو مباراة واحدة على الأقل بدون جمهور في محاولة كانت تسعى من خلالها ردع المشاغبين من تكرار مخالفاتهم .

وقد كان اعتماد عقوبة اللعب بدون جمهور قد أثار عدة انتقادات من طرف الفاعلين في الوسط الرياضي الجزائري لأن الأمر يفقد المباريات إثارتها ويؤثر سلبا على المستوى الفني للاعب ونخص بالذكر ما قاله مدرب المنتخب الوطني، وحيد خاليلوزيتش، لما حضر لمعانية بعض اللاعبين المحليين في مباراةمولودية الجزائر ووفاق سطيف التي جرت قبل ثلاثة أسابيع quot; انه لمن المحزن مشاهدة لقاء بدون جمهورquot;.

وردا على هذه الانتقادات قال محفوظ قرباج ، رئيس الرابطة الجزائرية المحترفة لكرة القدم quot;سنفكر قريبا في تخفيف التعامل بهذه العقوبة التي أعلم أنها بدأت تثير قلق الكثير، ولكن على الجميع أن يعلم بأننا بصدد تطبيق القانون لا غيرquot;. وأوضح قرباج،في تصريح سابق ،أن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم في اجتماع مكتبه التنفيذي مؤخرا بالقاهرة ، قد أعطى تعليمات لمختلف الاتحادات الوطنية بتشديد العقوبة على الأندية التي يستعمل أنصارها الألعاب النارية في المدرجات.

وكشف قرباج ، أن هيئته تسعى بقدر الإمكان إلى عدم حرمان الجمهور من حضور المباريات.وأن الموضوع سيكون من بين نقاط جدول الأعمال المدرجة في اجتماع مكتب الرابطة المقرر يوم 10/ تشرين الأول أكتوبر القادم.

ولم يستبعد قرباج أن يتم إلغاء عقوبة اللعب بدون حضور الجمهور عندما يكون المتسبب في العنف هم الأنصار فقط وليس اللاعبين أو أعضاء رسميين من الأندية . ويرى مسؤول الرابطة الجزائرية المحترفة لكرة القدم أن الحل يكمن في فرض عقوبة مباشرة على الأشخاص المشاغبين اللذين تثبت إدانتهم ،وذلك بتغريمهم ماليا و انتهاج الطريقة الانكليزية في محاربة العنف والشغب.

وتتطلب الطريقة الانكليزية تعاون اتحاد الكرة مع مصالح الأمن بحيث يمنع على كل مناصر مشاغب من حضور مباريات فريقه المفضل لمدة معينة قد تصل إلى عدة سنوات. و قصد التأكد من تطبيق هذه العقوبة تقوم المصلحة الأمنية للمنطقة التي يقطن بها المناصرquot;المعاقبquot; باستدعائه يوم المباراة إلى مقر محافظة الشرطة ويتم إبقائه بالمصلحة إلى غاية نهاية المباراة.