مرت فترة الانتقالات الصيفية بين الاندية الاماراتية هادئة ومن دون ضجيج أو صخب على عكس المواسم الأولى لدوري المحترفين، والتي شهدت انتقالات من العيار الثقيل، كانت مثار اهتمام المتابعين سواء من الصحافة المحلية او العالمية.

وقد انطلقت فترة تحضيرات الاندية الاماراتية للموسم الجديد من دون ان يتكرر المشهد المُتألف عليه بالتعاقد من نجوم من مستوي النجوم الخمس، خاصة على صعيد الاجانب، حيث غابت اثارة الانتقالات المتعارف عليها في مثل هذا التوقيت من كل عام، واكتفت غالبية الاندية بتعاقدات عادية لم ترتقي لحجم الاسماء السابقة، التي برز قدومها بصورة كبيرة في المواسم الماضية، من أمثال كانفارو ولوكاتوني وتريزيغيه والاسباني يستي، وغيرهم من النجوم الذين اجتذبتهم الاندية الاماراتية لصفوفها في السابق.

وطلت المشاكل المالية التي تعاني منها الاندية الاماراتية برأسها على الانتقالات الصيفية ما حال دون استمرار تلك الاندية على سياستها الرامية الى استقدام أسماء عالمية من النجوم الكبار، على الرغم من العروض التي انهالت على بعض أندية دبي للتعاقد مع الانكليزي مايكل أوين، والاسباني راؤول غونزالس، والهولندي سيدورف، بعدما عرض وكلاء أعمالهم رغبات هؤلاء اللاعبين في الانتقال الى الاندية الاماراتية، الا ان طلباتهم قُوبلت بالرفض بسبب كثرة مطالبهم المالية، هذا من جهة واقتناع بعض ادارات الاندية بعدم جدوي التعاقد مع تلك الاسماء من جهة اخرى، بعدما أثبتت التجارب أن مثل هذه النوعية من اللاعبين تحضر الى الدولة من أجل الاستمتاع بشمس دبي وشواطئها المميزة بعد أن انطفي بريقها في الدوريات الاوربية.

ولم يقتصر توقف الاندية على جلب الاسماء الكبيرة للاعبين الاجانب بل امتد أيضا الى اللاعبين المواطنين اذ لم يشهد سوق الانتقالات الصيفية في الامارات اي صفقات من العيار الثقيل باستثناء صفقة اللاعب يعقوب الحوسني، والمنتقل من الوحدة الى العين، ومدافع المنتخب الاوليمبي محمد أحمد، والذي انتقل هو الاخر الى العين.

وتعد هذه هي المرة الاولي التي ينتقل فيها لاعب من الوحدة لصفوف العين بطل الدوري في النسخة الماضية.

واثير الكثير من الاقاويل حول أسماء مهمة للاعبين كبار في الدوري الاماراتي عبر المواقع والمنتديات مرشحة للعب لأندية أخرى، كان أبرزهم اسماعيل مطر لاعب الوحدة، والذي قيل أن الاهلي والعين عرضا مبلغا ضخما نظير الحصول على خدمات اللاعب، قدر بنحو 30 مليون درهما، وكذلك مهاجم الاهلي الدولي السابق فيصل خليل الا أن هذه التكهنات لم تُترجم لواقع.

وكان المدافع الدولي وليد عباس، أكثر ما دارت حوله الشائعات حول رحيله من نادي الشباب الى الاهلي ،وكان اللاعب بالفعل قريب من الاهلي، الا أن ادارة نادي الشباب نجحت في اللحظات الاخيرة في الاحتفاظ بخدمات اللاعب، بعدما تم تعديل عقده عن السنة المتبقية له مع النادي، والتمديد له لموسمين اخريين بمقابل بلغ 600 و3 ملايين درهما.

وتجد الاندية الاماراتية صعوبة بالغة عند طلب الحصول على خدمات لاعبين بارزين ممن لازالوا مرتبطين بعقود رسمية، في ظل تمسك أنديتهم ببقائهم ورفضهم حتي مجرد مناقشة العروض التي تتلقاها في هذا الشأن، لصعوبة توفير البدائل.

وبدوره أكد اللاعب الدولي السابق بخيت سعد، أن غياب الاسماء الكبيرة عن الدوري الاماراتي أمر من شأنه أن يضعف من القيمة التسويقية والاعلامية له، والتي نجح في تحقيقها عبر السنوات الماضية، خصوصا مع قدوم الاسطورة الارجنتيني ديغو أرماندو مارادونا، والذي رحل هو الاخر عن تدريب الوصل.

وكانت ادارة الوصل الاماراتي أعلنت في وقت سابق الاستغناء عن خدمات مارادونا بسبب النتائج المتواضعة له مع الفريق في الموسم الماضي وحل بديلا له الفرنسي برونو ميتسو.

وقال ل quot; الايلاف quot; لا يجب أن نرمي بخطأ عدم نجاح الاسماء المميزة التي انضمت لدورينا في المواسم السابقة على اللاعبين انفسهم، لكنني أري ان النظام الخاطئ الذي يدار به الاحتراف الاماراتي هو السبب، اذ كيف للاعب تعود على التدريب على فترتين وثلاثة يوميا، ان يتدرب لفترة واحدة ولمدة لا تزيد عن 90 دقيقة، ثم نطالبه بمستواه الذي كان عليه مع ناديه في أوربا، هذه الفترة ليست كافية لإبراز مثل هذه الاسماء، خصوصا وأن الطبيعة المناخية في منطقة الخليج تختلف بصورة كبيرة عما اعتادوا عليه في أوربا، وحتما سيتراجع ادائهم للصورة التي شاهدناهم عليهاquot;.

ولفت quot; اذا أردنا استفادة فنية حقيقية من الاسماء التي نجلبها الى الدوري الاماراتي علينا أن نطبق نظام اليوم الكامل للاحتراف لينعكس ذلك بشكل عام على مستوي اللاعبين الاجانب والمواطنين، لكن ما يحدث حاليا على الساحة أمر لم نشاهده في أي من الدوريات العالمية، والمستفيد الوحيد من ادارة كرة القدم الاماراتية هم اللاعبين وتحديدا الاجانب الذين يحصلون على رواتب عالية من دون ان يقدموا ما يستحقون عليه quot;.