يختتم حلف شمال الأطلسي quot;الناتوquot; عام 2009 بسلسلة ازمات ونكسات، وتعتبر القوات الدولية في افغانستان أنالعام 2009 كان الاسوأ لجهة الخسائر في صفوفها منذ بدء الانتشار في 2001 مع مقتل 512 جنديا في مقابل 295 في 2008.

كابول: تودع القوات الدولية في افغانستان، التي بدأت تتلقى التعزيزات التي وعد بها باراك اوباما، عام 2009 الذي تكبدت فيه خسائر قياسية، بهجوم انتحاري دام جديد في وسط قاعدة اميركية واتهامات quot;بقتلquot; مدنيين. وتعاقبت النكسات في الايام الاخيرة بالنسبة الى القوات الدولية بعد اسابيع على اعلان الرئيس الاميركي وحلفائه في الحلف الاطلسي عن ارسال حوالى 40 الف جندي في محاولة للقضاء على تمرد طالبان.

واثار اعلان مقتل 10 مدنيين بينهم ثمانية فتية في عملية في شرق افغانستان في مطلع الاسبوع غضب الرئيس الافغاني حميد كرزاي الذي وجه اصابع الاتهام الى القوات الدولية. واثار نشر تقرير رسمي يؤكد هذه الاتهامات جدلا بعد ان تأخر الحلف الاطلسي في الاعتراف بالوقائع ثم اكد تنفيذ العملية وان جنوده كانوا يردون على مصادر نيران اطلقها افراد quot;في سن القتالquot;.

واعلنت السلطات الافغانية الخميس انها تحقق في احتمال مقتل مدنيين اخرين في ضربة جوية للاطلسي قرب لشقر قاه في جنوب البلاد. واثارت قضية كونار صدمة في البلاد. وشارك مئات الطلاب مرددين شعارات quot;اوباما انك الشيطان الاكبرquot; وquot;اوباما اسحب قواتك من افغانستانquot; في ثلاث تظاهرات في جلال اباد (شرق) وكابول الاربعاء وفي اسد اباد عاصمة كونار الخميس.

والثلاثاء استهدفت الكتيبة الكندية ومقرها قندهار معقل طالبان في جنوب افغانستان، ما ادى الى مقتل اربعة جنود وصحافية في انفجار قنبلة لدى مرور آليتهم المدرعة. وفي اليوم التالي وجهت طالبان ضربة قاسية بقتلها ثمانية اميركيين يعملون لحساب وكالة الاستخبارات (سي آي ايه) بحسب صحيفة quot;واشنطن بوستquot; في قاعدة عسكرية في ولاية خوست جنوب شرق البلاد.

وبحسب المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد فجر الانتحاري حزامه الناسف وسط quot;عملاء السي آي ايهquot;. وغالبا ما تنفذ هجمات عند مداخل القواعد الاميركية لكن من النادر وقوع اعتداء في داخلها حيث الاجراءات الامنية مشددة. وقبل الهجومين كانت القوات الدولية اعتبرت ان العام 2009 كان الاسوأ لجهة الخسائر في صفوفها منذ بدء الانتشار في 2001 مع مقتل 512 جنديا في مقابل 295 في 2008 بحسب حصيلة لوكالة فرانس برس وضعت استنادا الى موقع متخصص.

وفقد الجيش الاميركي 311 جنديا في 2009 في مقابل 155 في 2008 في هذه الحرب. وسيرفع عديد القوات الاميركية وقوة ايساف من 113 الفا الى 150 الفا في 2010 لمحاربة تمرد طالبان. وحذر خبراء من انه مع ارتفاع عديد القوات في افغانستان، يتوقع ان يزداد عدد القتلى بين الجنود الاميركيين.

حتى ان رئيس اركان الجيوش الاميركية الاميرال مايكل مولن الذي زار افغانستان في 14 من الجاري حذر من زيادة عدد الجنود الاميركيين القتلى في هذا البلد. وقال quot;ستكون هذه المهمة اصعب مما كانت عليه قبل عامquot; بالنسبة الى الجنود الاميركيين. واضاف quot;قلت لقواتنا الاستعداد لمزيد من المعارك والخسائر لان تمرد طالبان اصبح اكثر عنفا وانتشارا وتطورا وفعاليةquot;.