قال ميغيل أنخيل موراتينوس ، وزير خارجية إسبانيا، إن بلاده تحرص أشد الحرص من أجل أن لا ينقطع حبل العلاقات مع المغرب ، خلال دفاع إسبانيا عن مصالحها .

الرباط: أكد موراتينوس، الذي كان يتحدث صباح اليوم، إلى عدد من صحافيي وكالة quot;أوروبا بريسquot; الإسبانية المستقلة التي استضافته لفطور حوار خصص القدر الأكبر منه لاستعراض واقع العلاقات الثنائية بين الرباط ومدريد، في أعقاب انتهاء الأزمة التي فجرتها الناشطة الصحراوية أمينتو حيدر، وفي ارتباط كذلك بنتائج الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى إسبانيا حيث رأس إلى جانب رئيس الوزراء الإسباني، خوسي لويس ثباتيرو، أشغال الدورة الرابعة للجنة العليا المشتركة.

وقال بهذا الخصوص إن العلاقات بين بلاده والمغرب ازدادت متانة وأن أزمة حيدر لم تؤثر فيها، مبرزا أن كل واحد من الطرفين يجر الحبل ناحية جهته، لكنه أعترف أن الناشطة الصحراوية اتسم بالصعوبة والتعقيد، لكنه وجد في النهاية طريقه نحو الحل، دون أن يؤثر سلبا على علاقات بلاده بالجزائر والمغرب وكذا جبهة البوليساريو التي قال موراتينوس إن بلاده تقيم معها حوارا طيبا.

وأضاف وزير خارجية إسبانيا التي تتولى منذ مطلع العام الجاري رئاسة الاتحاد الأوروبي إن قضية أمينتو حيدر كشفت الحاجة على الصعيدين الوطني والدولي، إلى إيجاد حل لنزاع الصحراء، وهو المسعى الذي تعمل من أجله إسبانيا خلال السنوات الأخيرة . وتطرق موراتينوس إلي حملة النقد التي استهدفته على خلفية أسلوب معالجته لملف الناشطة الصحراوية التي أضربت عن الطعام لمدة شهر في أحد المطارات الإسبانية، قائلا إنه يقبل النقد في حال الفشل في التوصل إلى إيجاد مخرج من الأزمة، أما وأن يستمر النقد بعد انتهاء الأمور على خير، فذلك يدعو إلى الاستغراب من وجهة نظره.

وارتباطا بذات الموضوع، أشار وزير خارجية إسبانيا إلى أنه وصله quot;فاكسquot; من الناشطة الصحراوية ، تشكره على الجهود التي بذلها والتي مكنتها من العودة إلى مدينتها وأسرتها، موضحا أنه لا يرى فائدة في أن يطلع الرأي العام الإسباني على فحوى ذلك quot;الفاكسquot; لأن المهم في السياسة يمكن في أن يشعر المواطنون بالارتياح جراء العمل الذي تقوم به حكومة بلادهم، وليس في الإنجازات الشخصية التي يحققها الأفراد.
وعاد رئيس الدبلوماسية الإسبانية إلى الحديث عن وضعية العلاقات الثنائية مع المغرب ووصفها بأنها متقدمة تقوت باستمرار خلال العقود الأخيرة، دون أن يتم ذلك التطور الإيجابي على حساب العلاقات مع الأطراف المغاربية الأخرى أي الجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا.

وفي نفس السياق أعلن موراتينوس أن قمة عشرية، ستجمع في غضون العام المقبل خمس دول من جنوب أوروبا بنظيراتها المغاربية، في إطار ما يسمى اجتماعات (5+5) مبرزا أنه سيكون حدثا مهما وإن كان انعقاد القمة لا يخلو من صعوبات، مشددا في ذات الوقت القول على أن الدول الأوروبية المذكورة تعتبر الساحة المغاربية، حيوية لتحقيق التنمية والاستقرار لمواجهة تحديات المستقبل.

وفي سياق آخر، قال عضوان في الحكومة الإسبانية إنه لا يوجد أفضل من رئيس الوزراء الحالي ثباتيرو، لإعادة ترشيحه لنفس المنصب في الانتخابات التشريعية المقبلة في عام 2012. وذكرت ماريا تيريسا دي لافيغا، نائبة رئيس الحكومة في تصريح للإذاعة الإسبانية إنها لم تثر الموضوع مع رئيسها لكنها لا ترى أفضل منه لخوض غمار الانتخابات وشاطرها الرأي وزير الأشغال خوسي بلانكو الذي أكد من جانبه إن أمر الترشيح محسوم بالنسبة إلى الحزب الاشتراكي العمالي الحاكم.

تجدر الإشارة إلى أنه وفق آخر استطلاع للرأي أعلنت نتائجه يوم الأحد، لا تحبذ غالبية الإسبان أن يعاود ثباتيرو ترشيحه لمنصب رئاسة الحكومة وكذلك زعيم المعارضة ماريانو راخوي. ويفضل المستجوبون وزير الداخلية الحالي quot;الفريدو روبالكاباquot; على ثباتيرو.