أعلن اليمن حربا مفتوحة على تنظيم القاعدة يوم الخميس مُحذرا مواطنيه من مساعدة الجماعة المتشددة لكن رجال دين اسلاميين هددوا باعلان الجهاد في حالة تدخل قوات أجنبية.

صنعاء: يتعرض اليمن لضغوط من أجل التحرك ضد القاعدة منذ تعرض اثنين من حلفاء صنعاء الرئيسيين وهما السعودية والولايات المتحدة لهجمات من قبل متشددين انطلاقا من الأراضي اليمنية. لكن في مواجهة مجموعة كبيرة من التهديدات الأخرى وضعف سيطرة الدولة على جزء كبير من البلاد ونمو السكان مع ضعف الاقتصاد يقول محللون ان اليمن سيحتاج الى ما هو أكثر من القوة العسكرية لمنع تحول البلاد الى أرض خصبة للتشدد.

وقال مسؤول أمني quot;تشن قوات الأمن حملة واسعة ضد عناصر القاعدة ونخوض حربا مفتوحة معهمquot;. وقالت صحيفة quot;26 سبتمبرquot; في موقعها على الانترنت quot;أن الحرب التي تشنها الاجهزة الامنية ضد عناصر تنظيم القاعدة مفتوحة أينما وجدت تلك العناصر وفي أية منطقة كانت.quot; واضافت الصحيفة quot;وحذر المصدر المواطنين من التستر على اية عناصر من تنظيم القاعدة ..داعيا الى التعاون مع الاجهزة الامنية والابلاغ عن اية عناصر .quot;

وقالت مصادر أمنية ان قوات الامن اليمنية مشطت الجبال الوعرة لليوم الثاني باستخدام طائرات هليكوبتر بحثا عن حوالي 25 من عناصر القاعدة المشتبه بهم الذين فروا من غارات يوم الثلاثاء في محافظة شبوة بجنوب شرق البلاد. كما تصاعد العنف في صراع منفصل مع الشيعة في الشمال. وكثف اليمن بالفعل العمليات ضد القاعدة منذ اعلان جناح الجماعة في اليمن أنه وراء محاولة فاشلة لتفجير طائرة أميركية كانت متجهة الى ديترويت في 25 ديسمبر كانون الاول.

ولكن بالاضافة للقتال ضد القاعدة في عدة محافظات يحارب اليمن أيضا تمردا شيعيا في الشمال ويحاول احتواء نزعة انفصالية في الجنوب. وتخشى الولايات المتحدة والسعودية من أن يستغل تنيظم القاعدة عدم الاستقرار في اليمن لتوسيع نطاق عملياته الى السعودية المجاورة أكبر مصدر للنفط في العالم وما هو أبعد من ذلك. ويحتل اليمن موقعا استراتيجيا على الحافة الجنوبية لشبه الجزيرة العربية وينتج كمية صغيرة من النفط من احتياطيات اخذة في التناقص. كما أنه يواجه أزمة مياه.

ومن المتوقع أن يتضاعف سكان اليمن البالغ عددهم 23 مليون نسمة في خلال 20 سنة مقبلة. وقال وزير الخارجية أبو بكر القربي يوم الخميس ان بلاده تحتاج الى نحو ملياري دولار سنويا من المساعدات لتلبية الحد الادنى من احتياجاته ويحتاج الى مثلي هذا المبلغ لاحداث تحول في الاقتصاد. واضاف القربي ان اليمن بحاجة أيضا لمساعدة أمنية من الولايات المتحدة وحلفاء اخرين للمساعدة في محاربة تنظيم القاعدة لكن رفض اي تدخل اميركي مباشر.

وقال انه لن يكون هناك حوار غير مشروط مع القاعدة مضيفا أنه يتعين على عناصر القاعدة أن ينبذوا العنف ويتحولوا الى مواطنين مسالمين قبل امكانية بدء اي حوار معهم. وقال ان ما يمكن عرضه عليهم هو أن تعيد الحكومة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع وتوفير وظائف لهم ليصبحوا أعضاء فعالين وصالحين في مجتمعاتهم.

ويقول مسؤولون في مجال مكافحة الارهاب والدفاع ان واشنطن تقوم بتقديم امدادات في شكل عتاد عسكري ومعلومات مخابرات وتدريبات الى اليمن. لكن مجموعة من رجال الدين اليمنيين المتشددين قالوا انهم سيدعون الى الجهاد في حالة تدخل اي قوات اجنبية في اليمن. وقال البيان الذي وقعه 150 رجل دين في العاصمة انه في حالة اصرار اي طرف أجنبي على شن عمليات حربية او هجوم او تدخل عسكري او امني في اليمن فان الاسلام يدعو كل اتباعه للجهاد.

كما تصاعد القتال في شمال اليمن في الاسابيع الماضية مع قيام القوات اليمنية بقصف مواقع المتمردين الحوثيين الذين يحاربون الحكومة المركزية منذ عام 2004 لشكواهم من التعرض للتهميش الاجتماعي والاقتصادي والديني. وقالت وزارة الداخلية اليوم الخميس ان أعضاء من قبيلة الشولان الموالية للحكومة قتلوا عشرة متمردين شيعة بعد ان حاولوا اتخاذ مواقع لهم في منازل ببلدة في شمال البلاد دون ذكر متى حدث ذلك.

وقالت وزارة الداخلية في موقعها على الانترنت ان أفرادا من قبيلة الشولان quot; أمطروا المتسللين من عصابات التخريب بوابل من رصاص بنادقهم فقتلوا عشرة منهم.quot; كما تم الابلاغ يوم الاربعاء عن مقتل 15 متمردا في مصادمات منفصلة مع رجال قبائل موالين للحكومة وفي عمليات قوات الامن اليمنية.